سهر الخيال ونامت الاقلام
وطغت على صدق الرؤى الأحلام
وطوى الحديث صحائفاً منشورة
فتبعثرت في طيّها الأرقام
وتـململ التاريخ فوق فراشه
لا القلب قام ولا العيون تنام
والعين تحفظ من ملامح ما ترى
لُـمَعاً إذا ما زالت الأوهام
والأذن تسترعي الـمدارك ، والنهى
تُـملي ، وتكتب ما تشا الأفهام
والدهر ما فتئ الليالي كُتْبه
تُطوى بها الأخبار والأيام
سِفْر يكاد الزهر في أكمامه
من عطره تصبو له الأكمام
وتكاد خُرس الكائنات وبُهمها
يُبدي بها في نطقه الإبهام
هذي سمائل سِرّ دعوة أحمدٍ
فيها بها البركات والإنعام
في كل ركن من سمائل لـمحة
منها يفيض بنورها الإلهام
فكأنها والنور في أرجائها
مثل السماء تزينها الأجرام
من عهد (مازن) لم تزل نفحاتها
تترى تطيب بطيبها الآكام
هطّالة مع كل غيثٍ هاطلٍ
قَطْراً تجود كما يجود غمام
في كل ذرّة تربةٍ أو نبتةٍ
أو نسمة تحيا بها الأنسام
يحكي الحنين بها اليها قصةً
تبدو لواعج وجدها وتُشام
في كل غرسٍ طائل حتى غدت
أغراسها الأبطال والأعلام
كم عالِمٍ كم عامل كم شاعر
قامت عماد الحق لـما قاموا
وردوا بحور العلم هِيماً فانثنت
عنهم ظِماءً ما ارتووا أو هاموا
ورأوا سيوف الله في أغمادها
ثكلى تئنّ فما ونوْا أو ناموا
بل جرّدوها حُرّةً عربيةً
في الله ما صامت ولا هم صاموا
حتى استقام العدل في إيوانه
والعدل قوّام به هزّام
لا تستريح الى الـمنام جنوبهم
والحق تُسهر جنبه الأسقام
هذي سمائل والـملائك والـملا
أشهادها والسلم والإسلام
فاسأل ذُراها إنها أرواحنا
واسأل ثراها إنه الأجسام
وسل النخيل جذوعها وجذورها
تنبيك ما الآمال والآلام
محمد الخليلي
بوشر
الثلاثاء ١١ ذو القعدة ١٤٢٦ هـ
الموافق ١٣ / ١٢ / ٢٠٠٥ م
#عاشق_عمان