ورحل الحافي غير حافيا، رحل منتعلا الخلود والأبدية،تودعه العيون والقلوب والانسانية، وداع بلا تشيييع ولاجنازة، ولكن تشيعه ذاكرة أهل عمان كافة، سعود الدرمكي الشيبة منذ شبابه الأول، أتقن الأدوار باختلافها وبقت لحيته المقلدة محل هيبة وفكاهة وترفيه، فقيد الدراما العمانية، رفيق الشايب خلف وأبو سعيدة ، أحد رواد الرعيل الأول من الممثلين المخضرمين وأحد أهم البارزين في الجيل الذهبي الذي عرفناه ونشأنا على مشاهدته، الراحل سعود الدرمكي هو أحد أولئك الذين كانوا يجبروننا على التسمر أمام شاشات التلفاز لمتابعتهم بترقب من بعد انطلاق مدافع الافطار في رمضان، جيل صيف حار وبعض ما بقى من ذاكرة الزمن الجميل، رحل ثابت الملبق، رحل سلوم الذي أتقن دور البخيل في مسلسل سعيد وسعيدة وأتقن الدور حتى أصبح مضربا للمثل، رحل الكريم في أدواره وعطاءه وظهوره وصوته المميز في أثير الإذاعة، لم أعرف سعود الدرمكي عن كثب، وجل معرفتي به هي تحية عابرة على مدخل الإذاعة، بدا بشوشا لطيفا ابتدأ بالتحية ورحل، ومنذ ذلك الرحيل لم ألتقه إلا في الرحيل النهائي عبر مواقع التواصل وعبر أصدقائه وهم يذرفون الدمع مع الذاكرة، ولكني عرفته كمشاهدة تشربت منذ الصغر بمشاهد أعماله هو ومن معه من رفاق الجيل الواحد، وداعا الشايب سلوم يبدو أنك تنظم آيضا إلى قائمة فواجع ٢٠٢٠ التي ما انكفت منذ شهرها الأول توجه لنا الصفعات تباعا، غير أن لاذنب للسنين في الأحداث إلا أنها المصائب لا تأتي فرادى.