حققت السلطنة ممثلة في وزارة الزراعة
والثروة السمكية الجائزتين الأولى والثانية في البحوث والدراسات
المتخصصة في الأمن الغذائي العربي لعام 2018 التي تقدمهما المنظمة
العربية للتنمية الزراعية التابعة لجامعة الدول العربية.
وقالت المنظمة أن الدكتور عيسى بن محمد الفارسي وفريقه البحثي من
مركز الاستزراع السمكي فاز بالجائزة الاولى في قطاع الثروة السمكية عن
البحث المقدم بعنوان “تطوير أعلاف سمكية قليلة التكلفة تعتمد على
خامات محلية في تغذية اسماك البلطي المستزرعة “، ويهدف البحث الى
توفير أعلاف سمكية تعتمد بصورة أساسية على مدخلات من مواد خام
متوفرة محلياً تقوم على التقليل من الاعتماد على المواد العلفية المستوردة
وبتكلفة قليلة نسبيا وستساهم في التوسع في الاستزراع السمكي مما
ينعكس على تعزيز منظومة الأمن الغذائي، كما يساهم البحث في تعظيم
كفاءة استثمار الموارد الأولية المحلية مثل الاسماك غير المستهدفة
للاستهلاك البشري وتمور البسور قليلة القيمة السوقية نسبيا من خلال
توفير طريقة لرفع القيمة المضافة لها واستغلالها في تغذية الأسماك مما
أدى الى تفوق معنوي (P<0.05) في صفات هذه الاسماك المستزرعة
وخاصة الوزن النهائي، والزيادة الوزنية، ومعامل التحويل الغذائي، ومعدل
النمو النسبي للاسماك المستزرعة، كذلك يعمل البحث على ادخال وتطوير
صناعة أعلاف الأسماك في السلطنة والتي لا توجد بها حاليا هذه الصناعة
ويمكن تطبيق نتائج البحث في الدول العربية الأخرى وخاصة دول مجلس
التعاون الخليجي التي بها ذات المتطلبات.
أما الجائزة الثانية في قطاع الثروة السمكية فقد فاز بها الباحث خلفان بن
محمد الراشدي باحث شؤون فنية أول بالمديرية العامة للبحوث السمكية
عن بحثه بعنوان “بيولوجية تكاثر وتفريخ خيار البحر الرملي في سلطنة
عمان” الذي يهدف الى تطوير تقنيات استزراع خيار البحر الرملي من
خلال تطبيق تقنية حديثة للتفريخ الاصطناعي، للاهمية البيئية لخيار البحر
المنظف الأول للبيئة البحرية، وبسبب قيمته الاقتصادية العالية وتعرضه
للاستنزاف على مستوى العام . وإعتمد البحث على تطبيق تقنية انضاج
وإخصاب بيوض الأمهات (غير الناضجة) اصطناعيا خارج الجسم لتتم
العملية خلال ساعتين فقط (للعلم بأن الفترة الزمنية الطبيعية للنضج
الجنسي لخيار البحر تصل من 3 الى خمسة أشهر طبقا للبيئة)، وبذلك
يمكن للمزارع السمكية المنتجة لخيار البحر الرملي استخدام هذه التقنية
وضمان انتاج البيوض واليرقات حسب الكمية المستهدفة في خط الانتاج
دون قلق وبدون استهلاك الكثير من الوقت وفي أي فترة من العام، فقد
حقق البحث نسبة الأخصاب بأكثر من 90%، كما أثبتت التقنية قدرتها
على استدامة انتاج اليرقات في المفرخات، فالتقنية المطبقة من هذا البحث
سيكون لها علاقة بتحسين الانتاجية والجدوى الاقتصادية لاستزراع خيار
البحر بالسلطنة.
وصرحت الدكتورة لبنى بنت حمود الخروصي المديرة العام للبحوث
السمكية بأن الجائزتين هما نتاج اهتمام معالي الدكتور وزير الزراعة
والثروة السمكية وسعادة الدكتور وكيل الوزارة للثروة السمكية، وتأتيان
تأكيدا لمدى التطور الذي تشهده منظومة البحوث العلمية في القطاع
السمكي في السلطنة ورصيدا إضافيا لما حققته المديرية خلال العامين
المنصرمين من انجازات، كما ان هذا الإنجاز يعكس أيضا جودة الدراسات
والبحوث التي تنفذها الوزارة بالإضافة الى وجود كوادر علمية مهيئة
لتنفيذ وتطوير البحوث السمكية.
ووضحت المنظمة العربية للتنمية الزراعية ان 27 بحثا ودراسة قد تقدمت
للمنافسة لنيل جوائز المنظمة من 8 دول عربية هى مصر والعراق وسوريا
وسلطنة عمان والجزائر والسودان والاردن وفلسطين، وقام فريق مكون
من 11 خبيرا من المنظمة بتقييم البحوث المرشحة للتنافس على الجائزة
لعام 2018، حيث قدم تقريره النهائي في اكتوبر الماضي.
واشارت الى ان البحث الثالث الفائز بالجائزة في القطاع السمكي كان من
نصيب الدكتور عبدالله تاج الدين منصور وماريا انخليس من كلية الزراعة
سابا باشا بجامعة الاسكندرية بجمهورية مصر العربية، بينما فاز بالمراكز
الثلاثة الاولى في القطاع الزراعي باحثون من جامعة السليمانية بجمهورية
العراق ومركز البحوث الزراعية بالجيزة بجمهورية مصر العربية ودائرة
البحوث الزراعية بوزارة الزراعة في العراق.
جدير بالذكر ان الفائزين سيتم تكريمهم ضمن فعاليات الاجتماعات القادمة
للجمعية العمومية للمنظمة في دورتها السادس والثلاثين وبحضور اصحاب
المعالي وزراء الزراعة بالدول العربية، وتقوم المنظمة العربية للتنمية
الزراعية ومنذ بداية نشاطها في عام 1972 بدعم الجهود الوطنية في
مجالات البحوث والدراسات والإنجازات العلمية المبتكرة التي تخدم أهداف
وقضايا التنمية الزراعية في الوطن العربي ، تقديرا للدور الهام والبناء
الذي يقوم به العلماء العرب في نشر وتطوير وتوطين إنجازاتهم البحثية،
وعلى وجه الخصوص التطبيقية منها لخدمة التنمية الزراعية في الوطن
العربي.
وتعتبر المديرية العامة للبحوث السمكية والمراكز البحثية التابعة لها
بوزارة الزراعة والثروة السمكية هي المعنية بتطوير وضمان استدامة
قطاع الثروة السمكية في السلطنة، ويتبع المديرية خمسة مراكز بحثية
رئيسية هي مركز العلوم البحرية والسمكية ومركز ضبط جودة الأسماك
ومركز الاستزراع السمكي ومركز البحوث السمكية بمحافظة ظفار ومركز
البحوث السمكية بمحافظة مسندم.
وتقوم الوزارة من خلال هذه المراكز العلمية بتنفيذ العديد من البحوث
والدراسات العلمية تغطي المجالات المختلفة في القطاع السمكي وتأخذ هذه
البحوث أهميتها لكونها ذات مرجعية علمية في رسم الاستراتيجيات الهادفة
لإدارة المخازين السمكية بشكل مستدام، واتخاذ القرارات المناسبة التي
تخدم القطاع السمكي واحتياجاته على مختلف المستويات والمتمثلة في
تعظيم العائد الاقتصادي للمنتج السمكي ورفع جودته ومواكبة إنتاج
الاستزراع السمكي لإنتاج المصايد السمكية الطبيعية وبعد علمي واقتصادي
يساعد على تطوير العمل في قطاع الثروة السمكية، وتطوير مجتمعات
الصيد على سواحل السلطنة وتحقيق التنمية السمكية المستدامة.
وكانت المنظمة العربية للتنمية الزراعية قد اعلنت عن جوائزها للبحوث
والدراسات والمشاريع المتميزة في مجال “الأمن الغذائي لسنة 2019″،
في القطاعين والسمكي، حيث ركزت الجائزة في القطاع الزراعي على
البحوث والدراسات المميزة في مجال تحسين سلالات الاغنام، بينما تشمل
البحوث والدراسات المميزة في مجال سلاسل القيمة للمنتجات السمكية،
فيما تختص جوائز المشروعات والبرامج المتميزة في مجال صناعة
الزيوت النباتية والمشروعات والبرامج المميزة في مجالات التربية في
الاقفاص العائمة البحرية والنهرية.
/ العمانية/