الصحفيان “دميتري موراتوف” و”ماريا ريسا” يحصلان على جائزة نوبل للسلام هذا العام

“عمان” – “د ب أ” – “أ ف ب”: أعلنت لجنة نوبل النرويجية أمس الجمعة حصول الصحفيين “دميتري موراتوف” من روسيا، و”ماريا ريسا” من الفلبين على جائزة نوبل للسلام هذا العام بفضل “جهودهما لحماية حرية التعبير، التي تمثل شرطا مسبقا للديمقراطية والسلام الدائم”.

ولدى إعلان فوزهما بالجائزة أمس الجمعة في أوسلو، قالت اللجنة إن الاثنين “يمثلان جميع الصحفيين في عالم تواجه فيه الديمقراطية وحرية الصحافة ظروفا عصيبة بشكل متزايد”.

وأسست “ماريا ريسا” موقع الصحافة الاستقصائي “رابلر” على الانترنت، وركزت معظم أعمالها على الحملة العنيفة المثيرة للجدل التي يشنها الرئيس الفلبيني رودريجو دوتيرتي على تجار المخدرات في بلاده.

أما “موراتوف”، فقد أسس صحيفة “نوفايا جازيتا” الروسية عام 1993 ويشغل منصب رئيس تحريرها على مدار 24 عاما، وهي اليوم من المنصات الصحفية المستقلة القليلة في روسيا، وقد تعرض ستة من الصحفيين العاملين بالصحيفة للقتل خلال تلك الفترة.

وعقب الإعلان أصدر “الكرملين” الروسي بيانًا هنأ فيه الصحفي “دميتري موراتوف” رئيس تحرير صحيفة نوفايا غازيتا الروسية المستقلة، بفوزه بجائزة نوبل للسلام على جهوده في حماية حرية التعبير.

وقال “دميتري بيسكوف” المتحدث باسم الرئيس فلاديمير بوتين للصحفيين “نهنئه. إنه موهوب وشجاع، ومتمسك بمبادئه”.

“موراتوف” البالغ من العمر 59 عامًا هو أحد أكثر الصحفيين الروس الذين يحظون بالتقدير. وهو شغل، منذ عام 1995، عدة مرات منصب رئيس تحرير نوفايا غازيتا التي شارك في تأسيسها الزعيم السوفياتي السابق ميخائيل غورباتشوف في عام 1993.

وتعد “نوفايا غازيتا” واحدة من وسائل الإعلام القليلة المتبقية التي تنتقد الرئيس فلاديمير بوتين.

ونقلت وكالة الأنباء الروسية تاس عن موراتوف قوله بعد الإعلان عن الجائزة “لا يمكنني أن أستأثر بكل الفضل في ذلك. الفضل يرجع إلى نوفايا جازيتا. إنه يرجع إلى من ماتوا وهم يدافعون عن حق الناس في حرية التعبير”.

منذ عام 2000، قُتل ستة من الصحفيين والمساهمين في الصحيفة على خلفية عملهم بمن فيهم الصحفية الاستقصائية الأبرز من بينهم آنا بوليتكوفسكايا.

والخميس، ترأس موراتوف في مقر تحرير الصحيفة حفل تكريم بوليتكوفسكايا التي قُتلت قبل 15 عامًا.

كانت بوليتكوفسكايا من أشد المنتقدين لبوتين وحروب الكرملين في الشيشان وقُتلت بالرصاص في 7 أكتوبر 2006، في مدخل مبنى شقتها في وسط موسكو، وكانت تبلغ من العمر 48 عامًا.

وكانت نوبل للسلام قد منحت أول مرة في العام 1901، وهي واحدة من جوائز نوبل الخمسة التي أوصى بها “ألفرد نوبل”، ونالها في السنة الأولى كل من “جان هنري دونانت” وهو ناشط اجتماعي، و “فريدريك باسي” وهو اقتصادي فرنسي.

ومن أبرز من حصل على الجائزة من الوطن العربي “محمد أنور السادات، ثالث رئيس لجمهورية مصر العربية عام 1978″، و “ياسر عرفات الرئيس الفلسطيني السابق عام 1994″، و “توكل كرمان الصحفية اليمنية عام 2011″، و “نادية مراد، الناشطة العراقية في عام 2018″، وكذلك من أبرز من نال الجائزة ونالت شهرة واسعة “ملالا يوسف زاي، الناشطة الباكستانية في مجال تعليم الإناث وذلك عام 2014”.

كما أن الجائزة منحت لمؤسسات كثيرة إلى جانب منحها لأفراد، ومن المؤسسات العربية الحائزة على نوبل للسلام “وسطاء الحوار التونسي، أو ما يعرف بالرباعي الراعي للحوار الوطني التونسي في عام 2015”.

وحجبت الجائزة في أعوام متفرقة بلغت 19 عاما منذ انطلاقها.

يُذكر أن الصحفيين الحائزين على نوبل للسلام 2021، لم يكونا الصحفيين الوحيدين الحاصلين على الجائزة، ففي العام الثاني من تاريخ الجائزة 1902 نالها الصحفي السويسري “إيلي دوكميان”، وفي عام 1907 نالها الصحفي الإيطالي “إرنيستو تيودورو مونيتا”، وفي عام 1911 نالها الصحفي النمساوي “وألفريد هيرمان فرايد”، وفي عام 1935 نالها الصحفي الألماني “كارل فون أوسيتزكي”، وبعد قفزة طويلة تجاوزت السنوات، تعود الجائزة في العام 2011 لتمنح للصحفية اليمنية “توكل كرمان”، ليكون إجمالي الصحفيين الحاصلين على الجائزة 7 صحفيين.