استنفار وطني عماني لم يسبق له مثيل لتجاوز آثار الاعصار، وهبة كبرى سجلها أبناء عمان من أقصى جبال مسندم ومضيق هرمز شمالا الى أقصى جبال ضلكوت في ظفار جنوب عمان، حيث خرج الآلاف أفرادا وجماعات وتداعوا وشمروا عن سواعدهم لإعادة ما دمره الاعصار، بل ان مختلف الاجهزة العسكرية والامنية والمؤسسات الحكومية والفرق الخيرية والاهلية تجوب ولايات ساحل بحر عمان طولا وعرضا، لمساعدة المتضررين وإمدادهم بالمياه والمؤن والملابس والمأوى والاحتياجات الخاصة والوجبات التي فاضت على سكان المنطقة من المواطنين والمقيمين، ومواقف عظيمة سجلتها الذاكرة من قلب الميدان، لذا فالكل ساهم بدوره في صناعة الملحمة، اليوم شاهدنا العديد من الفرق تمشط الشوارع والشواطئ والمزارع والبيوت لإعادتها الى رونقها، والعديد من الفرق كانت تقوم بتقديم الماء والغذاء، وتوافدت المعدات الثقيلة لاصلاح الطرق، ونظمت حركة السير من قبل شرطة عمان السلطانية، وتولت القوات المسلحة عمليات الاغاثة والامداد وإعادة تأهيل البنية التحية، وأسهمت المؤسسات الحكومية كل” بدوره واختصاصة، ولم يتوقف مسئولي الدولة لحظة عن العمل الميداني، وتسابق المواطنين في شتى بقاع عمان لتسجيل حضوره المادي والمعنوي وتوافدوا للعمل بجهود مضنية طوال هذا اليوم ٨ اكتوبر والايام التي سبقته منذ اجتياح إعصار شاهين في الثالث من أكتوبر الماضي مؤكدين على تلاحم وتكاتف وتكافل أبناء عمان في هبة كبرى لهذا الشعب العظيم، لذا فإن عمان تسجل بأحرف من نور مفردات الملحمة الوطنية الكبرى، وللتاريخ نقول هذا شعب عظيم يمتلك من أوراق القوة ما يثبت أن الحضارة والعراقة تتجسد هنا في عمان، وأن دعاء الرسول لأهل عمان قبل أربعة عشر قرنا شاهدنا أثره واقعا اليوم، لذا فنحن اليوم تناسينا أضرار الاعصار وأدركنا أسرار قوتنا، وأن الماضي الذي خلده الأجداد لم ولن يتغير لدى أبناء عمان جيلا بعد جيل، ومن قلب الميدان نقول نحن نجحنا بامتياز في أختبار إعصار شاهين والحمدلله من قبل ومن بعد .
خميس ببن عبيد القطيطي