تشارك جمعية البيئة العمانية دول العالم
الاحتفال باليوم العالمي للسلاحف الذي يصادف 23 مايو من كل عام ، من
أجل زيادة مستوى الوعي حول أحد أروع الكائنات البحرية العمانية
المهددة بالانقراض .
وتعد الجمعية هي المؤسسة غير الربحية الوحيدة بالسلطنة التي تكرس
جهودها لحماية البيئة وطالما ساهم مشروع حماية السلاحف البحرية في
حماية أنواع وفصائل السلاحف التي تعيش في المياه العُمانية وتُعششُ
على شواطئها المختلفة، وخاصة تلك الأنواع التي تشهد انخفاضاَ في
تعدادها.
وقالت سعاد الحارثية، المديرة التنفيذية لجمعية البيئة العُمانية: “تشكل
السلاحف جزءاً لا يتجزأ من الحياة البحرية بالسلطنة وتنخفض أعدادها
بشكل كبير بسبب عددٍ من المخاطر تشمل نشاطات التنمية الساحلية
والتلوث وأنشطة الصيد وغيرها. وقد أخذت الجمعية على عاتقها مسؤولية
العمل على الحدّ من هذه المخاطر من خلال العمل والتنسيق المستمر مع
الجهات الحكومية المختصة ومن خلال التواصل المجتمعي ونشاطات
التوعية والتثقيف .
وتعد السلطنة موطنا لأربعة من أنواع السلاحف السبعة التي تعيش في
مختلف أنحاء العالم بما في ذلك ثاني أكبر تعداد لسلاحف الريماني
البحرية. وتضم الأنواع الأخرى السلاحف الخضراء، وسلاحف الشرشاف،
والسلاحف ريدلي الزيتونية التي تعشش على شواطئ السلطنة.
أما سلاحف النملة فهي النوع الخامس الذي يزور مياه السلطنة في بعض
الأوقات من أجل الغذاء وأثناء الهجرة. وقد تم تصنيف جميع هذه الأنواع
على أنها مهددة بالانقراض بدرجات مختلفة ضمن القائمة الحمراء للاتحاد
الدولي لحماية الطبيعة وتواجه خطر الانقراض من عالمنا. والمخاطر
والتهديدات التي تواجه هذه السلاحف وموائلها الطبيعية تشمل تلك التي
تجري في البحر مثل الصيد العرض والصيد الخفي والتلوث البلاستيكي
والتغير المناخي، وتلك التي تجري على اليابسة مثل عمليات التنمية
الساحلية وقيادة المركبات على شواطئ التعشيش.
وتواصل جمعية البيئة العُمانية جهودها للحدّ من هذه المخاطر من خلال
مشروعها لحماية السلاحف البحرية في جزيرة مصيرة منذ عام 2008.
كما تطلق الجمعية حملة سنوية لإزالة معدات وشباك الصيد قبل مواسم
تعشيش وتفريخ السلاحف وذلك للحد من مخاطر التشابك مع معدات الصيد
والاختناق.
وفي شهر فبراير الماضي، تخلص فريق الجمعية من حوالي 100 طن من
معدات الصيد ليصل إجمالي المخلفات التي تم جمعها منذ مايو 2017م إلى
أكثر من 525 طنا من أهم الشواطئ التي تشهد تعشيش السلاحف البحرية.
وفي ظل التحديات المترتبة عن جائحة فيروس كورونا (كوفيد -19) والتي
تواجه البيئة والأفراد على حدٍ سواء، ازدادت أهمية مواصلة جهود حماية
البيئة والمُرافعةِ عنها. وإن جمعية البيئة العُمانية مؤهلة اليوم للحصول
على منحة استدامة السلاحف البحرية الصيفية .
يشار إلى أن جمعية البيئة العُمانية أنشئت في شهر مارس عام 2004م
على يد مجموعة من المهتمين من مختلف المهن والوظائف. وتعد الجمعية
الأولى من نوعها في السلطنة حيث تسعى لنشر الوعي حول أهمية
المحافظة على البيئة في مختلف شؤون الحياة.
وفي فبراير 2009م تم اعتماد الجمعية عضواً في الاتحاد العالمي للحفاظ
على الطبيعة ومواردها IUCN، كما اختيرت كذلك لتمثل المنظمات البيئية
في إقليم غرب آسيا UNEP. وفي عام 2012م حضرت الجمعية مؤتمر
الولايات المتحدة للتنمية المستدامة (قمة ريو+20) في ريو دي جانيرو
كإحدى المؤسسات غير الحكومية الرسمية المعتمدة حسب قرار الجمعية
العامّة للأمم المتحدة (A/66/L/44).
/العمانية/