جاء العيد السعيد ليجدد أفراحنا وسعادتنا وبهجتنا وسرورنا، ولكن جاء معه هذا العام فصل إستثنائي أنه ( كرونا العنيد ) وأصبحنا نردد ما قاله المتنبي: ٠عيد بأية حال عدت يا عيد ٠٠ بما مضى أم بأمر فيك تجديد٠
مشاهد اختفت بسبب هذه الجائحة ، مناظر ولوحات جميلة حرمنا منها هذا الوباء القاتل ٠٠ هبطة سوق سابع بلهجة أبناء ( الخابورة ) ، الصلاة في مصلى العيد ، تبادل التهاني والتبريكات عن قرب بعد الصلاة ، زيارة الأهل والأرحام ولمن لهم حق علينا ، الأصدقاء ، التجمع العفوي الصاخب على حفرة الشواء ( التنور ) ، والتجمع الأخوي في أحد بيوت الجيران لتناول واجبات العيد المعروفة ٠٠إلخ .
مهما حاولنا أن نعيش الابتسامة، وأن نفرح بهذه النعمة والهبة والعطية الربانية ، وأن نردد من أعماق قلوبنا: “مرحباً بالعيد السعيد” إلا أن قلوبنا متلهفة لتلك الطقوس الجميلة والأوقات الزاهية ٠
كرونا جعلتنا ننتظر ونترقب حال شهر رمضان الفضيل ليمر علينا ضيفاً غالياً بدون صلاة التراويح والتهجد في المساجد وغيرها من الطقوس الدينية والإجتماعية ٠٠ وها نحن نشاهد العيد يمر علينا وهو ناقصاً لبعض طقوسه البهية ، جعلتنا نترقب من أجل أن نلبس فرحة العيد ، لنجد أنفسنا متوشحين برداء التفكير المشوش ، والتعابير المتلعثمة ، لأننا مرتبطون به ومرتبط بِنَا كمسلمين لنلتقي به في أحلى تفاصيل طقوسه ٠
ومع هذا المرور الوبائي على العالم ماذا نستطيع تقديمَه يا الله ؟! إلا التضرع بالدعاء ونحن عبادك الضعفاء أمام قدرتك بأن ترفع عنا هذه الغمة عاجلاً غير آجل ، وترحمنا برحمتك الواسعة ، وتلطف بِنَا يا لطيف ، وتجملنا بالصبر على ما قدرته علينا من إبتلاء فأنت العالم بما يسرنا ويضرنا ٠٠ وأنك على كل شيء قدير ٠
خليفة البلوشي