منذ الإعلان عن وجود فيروس قاتل يجتاح العالم يدعى ” كرونا ” كوفيد١٩، ويتفشى بشكل سريع ، وصيب ضحاياه عن طريق التقارب الجسدي والمخالطة ، تغيرت بوصلة الكرة الأرضية وتغيرت ملامح ورموز وإحداثيات الخارطة ، انهيار أقتصاد وتوقف الحركة والتنقل بين البلدان ، وأصبحت الشوارع شبه مشلولة ، ومن خلاله شرعت الأنظمة والقوانين وشكلت اللجان للحد أو على الأقل التقليل من مخاطر وإنتشار هذا الفيروس ٠
نعم أن كل تفاصيل ونمط الحياة الطبيعية تبدلت وانقلبت رأساً على عقب ، كانت الحياة مفعمة بالنشاط والضجيج والحركة لتتبدل تلك التفاصيل إلى كلمة ( خليك في البيت ) لأجل سلامتك وسلامة وطنك وأهلك ومجتمعك ، وتطور الأمر إلى عدم الخروج إلا للضرورة القصوى وإرتداء ( الكمامات ) في الأماكن العامة وحتى داخل المركبات ٠
خلوكم من الكلام السابق ، والحقيقة ما استوقفني مع تلك التنبيهات الاحترازية والوقائية كلمة ( كمامات ) وتساءلت هل هذا المصطلح صحيح لكونه يخص الإنسان باستخدامها ؟ ورجعت بالذاكرة إلى الوراء لعدد من السنوات لأتذكر كلمة يقولها لنا أجدادنا وأبائنا أثناء تعرضنا للهيب الصيف وقسوته ، وعند هبوب العواصف والرياح التي تحمل الغبار والأتربة وغيرها من العوامل الطبيعية وهي كلمة ( تلثم يا ولدي ) ولم يقولوا ( تكمم ) ، كما سمعنا يقال للمرأة ألبسي النقاب أو القناع ، أو ألبسي ( البرقع ) لأخفاء بعضاً من ملامح وجهها ، عندها أدركت أن الكمامة عند العرب ليست للإنسان ٠
إذاً يا ترى لمن يستخدم مصطلح ( التكميم ) طالما أن اللثام والنقاب يطلق للإنسان ٠٠ وبدأ البحث من هنا وهناك عن معني الكلمتين ( الكمامة واللثام ) والفرق بينهما لأجد وباختصار شديد أن منطق ( كمامة ) يستخدم للبهائم ( الحيوانات ) مثل الجمال والخيول ، وأن مصطلح كلمة ( لثام ) يستخدم للبشر ( الإنسان ) وبصراحة من وجهة نظري المتواضعة شيء يسترعي الإنتباه والتفكر فمصطلحات اللغة العربية ليس لها حدود وبحرها ليس له أعماق محددة ، فلننظر إلى كلام العرب سابقاً ، ثم فلننظر إلى من يسمون غطاء الأنف والفم في جائحة ” كرونا ” بالكمامة التي هي للبهيمة (الحيوان) وليست للإنسان لندرك أن لغة القرآن تحتضر في هذا الزمان ، ويبقى ” كرونا ” هو من قدم ويقدم لنا العبرة والدروس المجانية ، وكشف بل وعقد لنا دورات في تهذيب النفس ، وإعادة جدولة وبرنامج الحياة اليومية للأفضل برغم قساوته التي مرت على البشرية بأقدار من الله العزيز القهار طبعاً ٠٠ سبحان الله وبحمده ٠٠ سبحان الله العظيم ٠
خليفة البلوشي