دعونا نهلوس مع المهلوسين فنحن في زمن الهلوسة والكل يهلوس على ليلاه، ولربما ساهمت السيول الجارفة من الرسائل الإعلامية التي تأتينا من كل حدب وصوب محدثةً في نفوسنا شحنات عنيفة جعلتنا نتصور أن نهاية العالم باتت وشيكة بفعل هذا الفيروس الذي جعلوه مصيبة، وأي مصيبة..
أضف إلى ذلك خضوعنا القسري للحجر المنزلي، وعدم ممارستنا لحياتنا الطبيعية التي اعتدنا عليها منذ سيرتنا الأولى من أداء الصلوات في المساجد، وارتياد الأماكن العامة، وإيتاء عاداتنا وتقاليدنا بكل حرية وأريحية..
كل ذلك جعلنا مدجنين على أنماط حياتية غير معتادة ولا مألوفة، الأمر الذي أحدث فينا هذا التباين والضبابية في فهم حقيقة الأوضاع المتناقضة..
فهناك أرقام مخيفة لعدد الإصابات والوفيات لا نعلم صحتها وأسباب وفاتها أهي بسبب فيروس كورونا، أم بسبب أمراض أخرى، خاصة وأن معظم المتوفين هم من كبار السن، ومن ذوي الأمراض التي تصنف بأنها مزمنة..
وهناك من يصف هذا الوباء بأنه مصنع بيولوجياً، وآخرين يرونه مؤامرةً وكذباً واستهبالاً يراد به تحقيق مآرب سياسية واقتصادية، وقياس مستوى التابعية لمن يتحكم في مصائر الشعوب وتدجينها..
وشخصياً أذهب إلى هذا المذهب استناداً إلى خلفيات أخرى (سارس وانفلونزا الطيور والخنازير وجنون البقر والسنانير والحمير .. وغيرها) وأعلم يقيناً أن مذهبي هذا سيقابل بالسخرية والاستهبال من المعسكر الآخر وهم أقوى عصبة وأكثر عددا..
وأنني ألتمس العذر من الجميع على هذه الهلوسات، فالناس فيما يذهبون إليه مذاهب، وكل في فلك يسبحون، والعلم عند الله وحده..
وإذ نقدم الشكر والامتنان لحكومتنا الرشيدة التي عملت ما بوسعها لتأمين الحماية الكاملة للمواطنين والمقيمين على هذه الأرض المعطاءة، آخذة بالأسباب بعد التوكل على مسبب الأسباب..
نواصل هلوستنا من جديد ونسائل بداية كورونا نفسه :
ماذا لو ثبت أنك وهماً أو مؤامرة أو مخططاً لتنفيذ مآرب ومنافع سياسية واقتصادية لصالح طرف أو أطراف أخرى.. هل سيتم مسائلة المتسببين في إحداث كل هذا الرعب في هذا العالم المضطرب أصلاً من أقصاه إلى أقصاه ؟؟؟
وهل ستقدم منظمة الصحة العالمية للعدالة؟؟؟
وهل سيتم تعويض الشعوب والدول المتضررة عما أصابها من ذعر ورعب وما تكبدوه من خسائر نفسية ومادية واجتماعية؟
ومع تأكدنا التام أن الحقيقة لن تظهر أبداً في وقتنا الحالي بسبب قوة ونفوذ وهيمنة القوى الأخرى، وسيطرتهم على المنظمات العالمية وتحكمهم في وسائل الإعلام والأقمار الاصطناعية وحقوق البث الفضائي.. وغير ذلك ، كما لن يجرأ أحد على إعلان المتهمين وتقديمهم للعدالة استناداً إلى جرائمهم السابقة ضد الإنسانية التي لم يستطع أحد أن ينبت ببنت شفه .
وسيظل هذا الكلام وغيره مجرد هلوسات مجنونة، ولكن لا يضير شيئاً قراءتها ، فالحكمة أحياناً تؤخذ من أفواه المجانين..
ويبقى مسك الختام، هو قول مدبر الكون وخالق الأنام في سورة الأنفال :
(وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين) صدق الله العظيم.
هلوسات مسهرية يكتبها:
ناصر بن مسهر العلوي