ملحمة وطنية كبرى شهدتها سلطنة عمان خلال الأيام الماضية منذ أن ضرب إعصار شاهين ساحل بحر عمان في ولايات شمال الباطنة السويق والخابورة وصحم، حيث تحولت الحالة المدارية الى كرنفال وطني استنفرت فيه سلطنة عمان قواها الوطنية شعبيا ورسميا لمعالجة آثار الاعصار، واصلاح الاضرار التي تعرضت لها المنطقة التي عبرها الاعصار يوم الأحد الماضي الثالث من أكتوبر الجاري ..
الاضرار والخسائر التي حدثت بفعل كميات الامطار التي بلغت مستويات قياسية لم تشهدها سلطنة عمان من قبل وكذلك بفعل الرياح الشديدة التي صاحبت الامطار الغزيرة، وحتى الان لا يوجد تقدير رسمي دقيق للخسائر المادية، ولكن هناك ضرر كبير لحق بالبنية التحتية حيث تقطعت شبكات الطرق في تلك الولايات وتقطعت خطوط الاتصالات والكهرباء والمياه، وتضررت منازل المواطنين والمقيمين بشكل كبير، حيث جرفت مياه الاودية والشعاب بعض المنازل عن بكرة ابيها، وجرفت معها الكثير من المركبات والحيوانات والمصالح الخاصة والعامة، حتى المحلات التجارية والمؤسسات الخاصة لم تسلم من شدة الاعصار ..
المساحات الزراعية تضررت بشكل كبير حيث جرفت الاودية مساحات من الاراضي الزراعية ودمرت الكثير من المزروعات حتى الملاعب المعشبة المتواجدة في منطقة الاعصار جرفتها فيضانات الاعصار ..
الهبة الوطنية العمانية تجسدت منذ اللحظة الاولى في استنفار وطني استثنائي جمع عمان كلها في منطقة الاعصار ، فقد نزلت قوات السلطان المسلحة بمختلف اسلحتها وتشكيلاتها الى أرض الميدان وتولت معالجة الآثار على قدم وساق، كما سهرت شرطة عمان السلطانية على تنظيم حركة السير اثناء وبعد الاعصار ومازالت تعمل بكل قواها في مؤشر كبير لحجم تلك الجهود الوطنية، وقامت مختلف الجهات الحكومية بمهامها للاسراع بعودة الحياة الطبيعية الى المناطق المتضررة، وهبت الفرق الخيرية والمتطوعين من اقصى جبال مسندم في شمال عمان الى اقصى جبال ظفار جنوب عمان وقدمت عمان لوحة وطنية من خلال هذه الملحمة، حيث بلغ العاملين في منطقة الاعصار عشرات الآلاف متطوعين وافراد قوات مسلحة، ولم تخرج محافظة او قرية عمانية من هذه المعادلة الوطنية ..
اليوم تجاوزت عمان الحالة الاولية ووصلت المواد الاغاثية الى كل الاسر المتضررة من مؤن غذائية ومياه وادوات ومواد خاصة، الكل اسهم في هذه الملحمة رجال عمان ونساءها، نعم لقد خرجت عمان من هذا الاختبار المداري بعلامة نجاح وامتياز ولله الحمد .
خميس بن عبيد القطيطي