عمان عظيمة بشبعها كانت و مازالت و ستبقى على الدوام بحول الله تعالى كذلك بعظمة و شموخ و عزة أبنائها الأوفياء المخلصين؛ فهذه الروح و اللحمة الوطنية التي ظهرت بين أبناء الشعب من مسندم شمالاً و إلى ظفار جنوبًا ليست بغريبة و لا جديدة علينا فقد عشناها و استشعرناها سابقًا مرارًا و تكرارًا و في مواضع و مواطن عدة و لربما أبرزها في يونيو عام 2007 م عندما ضرب إعصار جونو المناطق الشمالية من السلطنة و كيف وقف الشعب يومئذ وقفة رجل واحد متمثلين بقول رسولهم العدنان – صلى الله عليه وسلم – : [ مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ]
ليجسدوا في ذلك أروع صور التلاحم و التآزر و التكاتف لنجدة و مؤازرة أخوانهم المتضررين في تلك المناطق و مد يد العون و المساعدة لهم بتوفير كل ما يحتاجونه من مؤن غذائية و مستلزمات طبية و حياتية مختلفة تبقيهم على قيد الحياة بصورة كريمة و هم كخلية نحل يواصلون ليلهم بنهارهم في العمل و البناء و التعمير لتعود بلادهم “عُمان” جميلة كما عهدوها من قبل ليتكرر هذا السيناريو الجميل في أكتوبر من عام 2021م ليثبت لكل جاهل يشكك بقدرة الشباب العماني على العطاء و الإنجاز بأن عمان لن تزهر و لن تقوم لها قائمة إلا بسواعد و همة شبابها المخلص، و مهما مرت بظروف قاسية و صعبة يبقى معدن العماني لامعًا كالذهب لا يصدأ و لا يزول بريقه في مثل هذه الظروف القاهرة و حارسًا أمينًا يدافع عنها إلى آخر رمق في حياته.
لذلك لابد أن يكون شعار المرحلة القادمة ” كل الأيادي تبني عمان” فعمان ليست حكرًا على فئة دون غيرها فهي ملك و أمانة عند الجميع و مسؤولية بنائها و إعادة إعمارها تقع على عاتقنا جميعًا و مع ما سطّره المواطنون في هذه الأزمة من ملحمة وطنية كبرى قلما نجد مثلها في كثير من البلدان المنكوبة و استمرار جهودهم المبذولة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه تبقى هنالك أضرار جسيمة تفوق قدراتهم و بحاجة ماسة إلى تدخل سريع من الجهات المختصة فهناك بيوت و منازل بحاجة إلى إعادة بناء و ترميم و بنية تحتية متهالكة تحتاج إلى عمليات إصلاح و صيانة و ما تعانيه بعض المناطق شح المياه و انقطاع التيار الكهربائي فيها و العالقين في بعض مجاري الأودية و الأماكن الجبلية و التي يصعب الوصول إليها إلا عن طريق طائرات الهليكوبتر و من غير الضحايا و المفقودين الذين لم يتم العثور إلى الآن على بعضهم أو حتى على جثثهم فكل هذه الأمور تستدعي منا التضامن و التعاون و أن نضع أيدينا بأيدي بضع لكي نستطيع أن نتخطاها بأقل الخسائر .. عمان أمنا و الأم لا يراعها إلا أبنائها ! .
رحمة بنت صالح الهدابية