مع دخول فصل الصيف تتجه الأنظار في مثل هذه الأيام إلى تجهيز الحقائب وحزم الأمتعة، لتعج مكاتب السفر والسياحة وصالات المغادرين بالمطارات بالمسافرين لقضاء فترة صيفية ممتعة في إحدى الوجهات السياحية حول العالم، في نشاط سياحي عالمي غير مسبوق؛ تتنوع فيه الخيارات، وتتوافر لدى السائح فيه بدائل أوسع نحو الاستجمام والاسترخاء والاستمتاع وزيارة وجهات سياحية دولية متعددة، حيث الطبيعة والتاريخ والتراث والثقافة والفنون والبيئة الساحرة، والمناظر الخلابة والحدائق والغابات، حتى أصبحت لدى البعض آمال منتظرة، ورغبات محققة، وعادة منتظمة، وسلوك معتاد، ينتظرها الكبار والصغار، فرادى وجماعات، غير أن صيفنا لهذا العام جاء على غير ما نريد، إذ سبق السيف العدل، وأحدث كورونا (كوفيد19) تغييرا جذريا لكل الأحلام والآمال والرغبات الصيفية، فقد خطط لحياتنا وممارساتنا، وألزمنا بما فرضه علينا من واقع علينا القبول بكل تفاصيله والتعيش مع كل ملامحه، بما أوجبه علينا من تعليمات والتزامات وضرورات لم نكن نتوقعها واقعا نعيش تجلياته، بل كنا نحسبها “صحابة صيف” عادة ما تنقشع، وفترة زمنية بسيطة وتزول، ومع كل المنغصات والمعطيات والمستجدات وحالة القلق والارتباك التي أصابت البشرية، إلا أنه فتح صفحات جديدة للحياة وأعاد إنتاج الكثير من الأحداث والأوهام والقناعات والمسلمات؛ ولنصدق القول بأن حديثنا عن كورونا وصيف السياحة يجسد للإنسانية مرحلة جديدة، فحالة الضجيج والصراخ والتسارع التي تعيشها البشرية والعالم في مثل هذه الأوقات والتنافس والتباين الحاصل بينهم بقرب لنا اليوم الصورة في أفضل حالاتها وأنصع تفاصيلها وأدق أوصافها. وإن كان من مصطلح يصف هذا الواقع فإن الأقرب أن نطلق عليها وصف “عدالة كورونا”، ذلك أنه وضع الجميع في كفة واحدة وأمام ميزان واحد، فحالة التمايز التي يظهرها قاموس الصيف وتفاوت الناس فيها بحسب قدراتهم واستعداداتهم وظروفهم ورغباتهم ومستوى وجود حس السفر وهواية المغامرة والتطواف حول بلدان العالم ومناطقه المختلفة لم تعد اليوم قائمة، واستبدلت جميع هذه الأحلام بحقيقة واحدة وهي “خليك بالبيت” بيوتنا تجمعنا، ومنازلنا هي أفضل ما نستقر فيه، ونعيش الأمن والأمان والاسترخاء والاستجمام فيه، إذ حالت عقدة جائحة كورونا التي حلت بالعالم من تحقيق حلم السفر والسياحة والتجوال ـ وإن وجد ـ فما زالت عقدة الخوف والقلق من المرض باقية، والحذر والاحتراز سلوك فطري وديدن حياتي عند أغلب البشر، وما زالت رحلات الطيران الدولية الموجهة لقطاع السياحة والسفر والتنزه لم تفصح بشكل واضح عن عودة طبيعية ونهائية لرحلاتها، فالهاجس ما زال موجودا، والسبب قائما، والحذر منه واجب، والمغامرة غير المسؤولة في مثل هذه الحالة غير مأمونة، بجانب أنها تكلف الكثير من استحقاقات الحياة والعيش والصحة التي لا تتحقق إلا بالتقيد بالإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية والضوابط والشروط المرسومة في التعاطي مع كورونا، والتي ما زالت تحمل في ذاتها تضييقا على الحريات المرتبطة بالسفر والتنزه والسياحة والتجوال حول العالم، إذ الهدف من السفر الخروج من عباءة القيود الذاتية والأفكار الضيقة، والضغط النفسي الذي يشعر به الفرد في أوقات الصيف الحارة ليعيد لنفسه التجديد والنشاط وفرص الحياة والانطلاقة لعالم أرحب في بيئات باردة وأجواء ماطرة وطقس مريح ومنظر بهيج، واكتساب ثقافات الشعوب والاطلاع على أساليب العيش وأنماط الحياة، وهو ما لم يتحقق في ظل كورونا.
ومع التأكيد على حجم التأثير الناتج من فيروس كورونا على القطاع السياحي بكل تفاصيله، إلا أن إعادة تصحيح المسار، وبناء مساحات تجديدية في القناعات والأفكار والصورة العامة لمفهوم السياحة في ذهن المواطن، سوف تقلل من حجم هذا التأثير السلبي إلى رسم استحقاقات قادمة يتبوأ فيها قطاع السياحة موقعا متميزا في حياة المجتمعات والشعوب، ليكون عنوان المرحلة المقبلة الذي سيعمل على تحسين الصورة الذهنية المشوشة لدى المواطن حول السياحة الداخلية، التي بلا شك ستكون لها الأولوية الكبرى في حالة تعافي العالم من كورونا، والوجهة الأساسية للمواطنين في الخروج من عباءة البيت قليلا، بما يعني أن نشهد في المرحلة المقبلة نهضة متجددة للسياحة الداخلية ونهوضا تطويريا نوعيا لها، وهو ما يعني أيضا أهمية أن تعيد منظومة السياحة الوطنية إنتاج ذاتها بما يتكيف مع كل المحطات التي عايشها المواطن في ظل أحداث كورونا، وأن تمتلك الممكنات والاستراتيجيات المبتكرة التي تتجه نحو تأهيل المرافق السياحية وتحسين آليات عملها وخدماتها، وفي الوقت نفسه تهيئة المواطن لهذه البيئات السياحية بطريقة أكثر تشويقا وجاذبية بحيث يعبر واقع العمل فيها والسلوك القائم عن حقيقة هذا التحول، فمع أهمية إعادة مسار التسويق السياحي للبيئات والمواقع السياحية الداخلية، إلا أنه لا ينبغي أن يُفهم منه الجذب الوقتي للسياح لهذه المناطق السياحية، في حين أن الممارسة السياحية والخدمة السياحية المقدمة قد لا تعكس المأمول أو تعبر عن المتوقع، لذلك نعتقد بأنه حان الوقت لإعادة التفكير في إنتاج السياحة الوطنية في وقت الأزمات والكوارث بحيث يتجاوز السياحة؛ مفهوم الحلقة الأضعف في هذا الواقع، في حين أن المأمول منها أن تشكل اليوم أهم أعمدة الاقتصاد العالمي وأكثرها تحقيقا للفرص وتوفيرا للوظائف وإنتاجا لأنشطة اقتصادية واستثمارية جديدة، وفرصة لانطلاقة الشباب والباحثين عن عمل للدخول في هذا القطاع، بما يعنيه ذلك من تغيرات قادمة في المفاهيم السياحية وإعادة توجيه المسار السياحي بطريقة تضمن قدرة السياحة على التعايش مع كورونا، فإن قرار اللجنة العليا المكلفة ببحث آلية التعامل مع التطورات الناتجة عن انتشار فيروس كورونا (كوفيد 19) بإغلاق محافظة ظفار، وولاية مصيرة بمحافظة جنوب الشرقية، وولاية الدقم بمحافظة الوسطى، ونيابة الجبل الأخضر ومنطقة جبل شمس بمحافظة الداخلية، ومنع أي تجمعات أو أنشطة سياحية فيها، جاء متناغما مع بناء مسار التوازن ونقل المسؤولية إلى الفرد والمجتمع بكل شرائحه وفئاته في قدرتهم على الحفاظ على مستوى عالٍ من الحس الوطني والصحي والمجتمعي والأخلاقي لديهم في الحد من انتشار فيروس كورونا، والالتزام التام بالضوابط الاحترازية التي حددتها الجهات المختصة لتجنب الإصابة بمرض فيروس كورونا وانتشاره، وليؤسس مرحلة جديدة يصبح تحقيق صيف سياحي آمن فيها مرهونا بما يحمله السائح من رصيد أخلاقي وحس مسؤول واستشعار بقيمة الضوابط والإجراءات الاحترازية المتخذة من قبل اللجنة العليا وجهات الاختصاص.
إن قراءة صيف السياحة في ظل هذه التحديات الماثلة والمعطيات الحاصلة والإجراءات المتخذة، مع ارتفاع معدلات الشعور بالحاجة إلى إعادة إنتاج صيف السياحة لهذ العام في ظل كورونا، يضعنا أمام الحاجة إلى بناء إطار وطني للسياحة في الأزمات والكوارث، بحيث تجسد الروح السياحية في حياة المجتمع ملحمة وطنية للتغيير ومحطة إيجابية تصنع في النفس بهجه وتبني في الذات شعورا جميلا بما تحمله الأرض العمانية المباركة من فرص لصناعة جودة الحياة، وعندما يؤسس المجتمع على فضيلة الالتزام والجاهزية في التعاطي الواعي مع كورونا كإحدى محطات التحول الإنساني، بما ينعكس على تصرفاته وقراراته واهتماماته وتعاطيه مع البيئة السياحية، فإن ذلك سوف يجعل من تعامله مع كورونا محطة تقييم ومساحة للبحث عن مسار نوعي للسياحة قادر على رسم الابتسامة وبناء شعور سياحي إيجابي لدى الفرد والمجتمع، فإن تحقق المتطلبات والإجراءات الاحترازية تصنع مفهوما آخر لدور المواطن في تحقيق صيف سياحي منتج وراقٍ ومعاصر يظهر في مستوى وعيه بقيم السياحة ومبادئها وحس التعامل مع المورد السياحي، آخذ بكل الإجراءات الاحترازية، واضعا لها موضع التنفيذ والتطبيق الجاد، وهو الرهان الذي يضمن فتح المزيد من الأنشطة السياحية التي ستكون لها المساحة الأكبر من بين الحزم الجديدة في الأنشطة الاقتصادية القادمة لقرارات اللجنة العليا، لذلك تتجه الأنظار إلى فتح المناطق السياحية الأخرى المنتشرة في ولايات السلطنة من غير المناطق السياحية المشمولة بقرار اللجنة العليا المكلفة، باعتباره مطلبا مجتمعيا لإدامة مساحات الترويح عن النفس والاستجمام والسكون لأنس الطبيعة والاستمتاع بالمقومات السياحية، سواء ما يتعلق منها بالشواطئ والبرك المائية والعيون والنزل السياحية والتراثية والقلاع والحصون والمناطق الطبيعية الجبلية والرملية والحداق العامة والمتنزهات وغيرها من الأماكن السياحية، مع الاستمرار في فرض الضوابط الاحترازية والتدابير الوقائية والإجراءات المعززة للصحة العامة، وتعزيز وجود الجهات الأمنية والضبطية والرقابية وجهات الاختصاص في مراقبة الوضع العام وتقييمه وإعادة قراءته بحسب توافر المعطيات ومستوى تفاقم الوضع الصحي والسلوك المجتمعي الحاصل، وتبني آليات واستراتيجيات عمل تتخذها الجهات المختصة في ضمان تحقيق أعلى معدلات السلامة والأمان في البيئات السياحية، مثل: الملصقات التوعوية، واللوائح الإرشادية والتحذيرية، والمواقف المخصصة، والسياج الحديدي الذي يحدد أعدادا معينة للدخول، وتوفير مواقف المركبات، والاشتراطات الأخرى المتعلقة بالكمامات وأقنعة الوجه وغيرها من إجراءات الوقاية لضمان تحقيق أعلى معايير الأمن والسلامة والصحة العامة والتقيد بأنظمة وإجراءات التباعد المجتمعي والجسدي في هذه المواقع السياحية، وإيجاد وعي مجتمعي بأهمية تحقق ذلك، لما من شأنه أن يقلل الشعور السلبي الناتج عن بقاء الأسر والعوائل لمدة طويلة في المنازل مع اتساع وقت الفراغ واشتداد حرارة الصيف، وخلق جو تقليدي إيجابي مناسب يتسم بالبساطة والشعور بجماليات الطبيعة وفتح الآفاق للمزيد من الاستقرار النفسي بقرب انتهاء الجائحة وزوال المرض، فإن المتوقع أن تكون هذه التنقلات السياحية مقتصرة على الأسرة البنيوية وعلى شكل مجموعات عائلية صغيرة دون الأسر الممتدة أو المجموعات الكبيرة كما هو الحاصل في السنوات السابقة أو الظروف الاعتيادية، وفي الوقت نفسه مرحلة جديدة لوضع المواطن والمقيم أمام مسؤولية تحقيق معايير الالتزام الذاتي والرقابة الشخصية، وإتاحة مساحة أكبر للأمان الداخلي في تعاطيه مع هذه الظروف وتفاعله مع المعطيات واستشعار أهمية التقيد بالإجراءات الاحترازية المقرة من اللجنة العليا.
ومع كل التكهنات التي يثيرها صيف السياحة لهذا العام والتعقيدات التي يفرضها على الواقع السياحي، إلا أن البحث عن سيناريوهات جديدة تصنع حضورا للسياحة الداخلية مع المحافظة على أعلى معايير السلامة والأمان، سوف يسهم بلا شك في بناء مرحلة جديدة للتكيف مع المرض، للوصول إلى صيف سياحي قادر على مواجهة حالة الاحتقان لدى المجتمع، ويصنع للأطفال مساحة تجديد أمنه، بل إنه سيسهم في بناء سلوك سياحي أكثر التزاما بالموجهات الأخلاقية والمهنية في التعاطي مع ما يفرضه الواقع وحرص الوالدين أو الأسرة على حماية أطفالها من تعريضهم للإصابة بالفيروس، سواء عن طريق الاختلاط بغيرهم أو تركهم بدون متابعة ورقابة، وما نتج عن ذلك في السنوات السابقة من غرق ووفيات وفقد، فتستنطق القيم والأخلاقيات والسلوكيات والأطر التي تضمن لهم سياحة تحقق الهدف وتريح النفس وتوفر مساحة من الطمأنينة والاستقرار النفسي، بل يعمق فيهم قيمة هذه البيئات السياحية لتظهر في النفس بشكل أفضل من ذي قبل، فإن هذه العودة المتدرجة للقطاع السياحي في الظهور بعد توقف بسبب هذه الجائحة، سوف يرسم ملامح جديدة لهذه المواقع السياحية الوطنية في فقه المواطن وثقافته وقناعته فيها وحبه لها، لترسخ في المواطن روح الانتماء لهذه الأرض الطيبة وما تضمه من بيئات طبيعية جاذبة قادرة على تحقيق التمازج الفكري والتعايش الروحي والحس الذاتي الذي يتولد لدى المواطن حول هذه البيئات والسكون إليها والأنس فيها، ليجد فيها محطة استراحة له في الهروب من حرارة الصيف، وفترة استرخاء له يعيد خلالها مسار التوازن الذاتي في مفهوم البقاء في المنزل للحد من انتشار الفيروس وبين تحقيق معايير الالتزام والتقيد بالضوابط والإجراءات في التعامل مع كل الفرص والاستثناءات والظروف التي أنتجها كورونا، والتي استطاعت خلالها الأنشطة السياحية أن تتحرر بشكل تدريجي من الحجر المفروض عليها بالتعليق أو المنع أو الإغلاق، بما ينعكس إيجابا على انطباعات المواطن وقناعته ومشاعره تجاه السياحة الوطنية، وقدرة الأخيرة على استقطاب المواطن وإقناعه بالفرص السياحية الوطنية المتمثلة في تعدد هذه البيئات وتنوعها، وبالتالي ما يتوقع أن تتركه هذه المشاهدات ـ رغم محدوديتها ـ من أثر في تشكيل الصورة الذهنية الإيجابية التي تخلدها في ذاكرتهم حول الأنموذج السياحي الذي يحقق رؤية عمان نحو مستقبل السياحة، والتصور القادم الذي يرغب أن يقرأه المواطن في السياحة الوطنية، سواء من حيث إدخال التحسينات والتطوير على البنية الأساسية والتشريعية للسياحة، والتوسع في البيئات السياحية والتثمير المستمر فيها، وزيادة مستوى الجاهزية والتكامل والتنسيق في الهيكلية السياحية، ورفع سقف التوقعات من خلال توفير الخدمات اللوجستية والفنية الداعمة.
أخيرا لن يكون كورونا عقدة تنتزع صيف السياحة من أبناء وطني لهذا العام، ما دام الوعي المجتمعي حاضرا والالتزام والضبطية يسيران في خط متوازٍ مع الوعي، ليؤسس تفاعلها مرحلة التعايش السياحي مع كورونا، وينتج عنه فتح الأنشطة السياحية بدون استثناء في سبيل قضاء صيف ممتع، صيف أكثر عدالة بتوجيه أبناء الوطن نحو السياحة الداخلية التي نالت من الاغتراب ما نالته في قاموس البعض وثقافته، وهي اليوم تثبت بما لا يدع مجالا للشك أنها الأكثر قربا من قناعاتهم والأكثر التصاقا بهم وجذبا لهم، وهم من يصنع لها النجاح ويؤسس لها الحضور، ويبقى تحقيق صيف سياحي آمن بعيدا عن منغصات كورونا، أو تزايد انتشار المرض مرهونا بما يحمله المواطن والمقيم من فقه السياحة وأخلاقياتها والتزامه بكل القرارات والإجراءات والضوابط الاحترازية التي تفتح له أسارير الصيف بتنقله في أرجاء عمان الآمنة، واستراحته في أرضها الواسعة وبين مظلاتها السياحية المتعددة، ليشكل تاريخ الثالث من يوليو لعام 2020 الذي حددته اللجنة العليا في إغلاق المناطق السياحية المشار إليها سلفا، مرحلة جديدة في بدء صيف السياحة في عمان، والمؤشرات الإيجابية التي ستتحقق بتزايد عدد التعافي اليومي من المصابين بالمرض أو المأمول من تقلص عدد الإصابات اليومية بالفيروس والوفيات كذلك، بما يمنح مساحة أمان قادمة يبدأ فيها صيف السياحة مع خريف صلالة السياحي والشواطئ الباردة في خط الشريط الساحلي الممتد من محافظة ظفار وحتى ولايات محافظة جنوب الشرقية، مرورا بمحافظة الوسطى، وما توفره من فرص سياحية واعدة، في ظل ما تتمتع به من أجواء هادئة ونظيفة، ومساحات شاطئية متسعة، ورمال بحرية ذهبية تمنح السائح والزائر لها ذائقة جمالية وترويحية استثنائية، لقضاء وقت ممتع فيها، وتبقى مسؤوليتنا المجتمعية نافذة بلا تردد، ماضية بدون تأخر (مواطنين ومقيمين) في تحويل عقدة كورونا إلى منحة وفرصة لإنتاج مسار سياحي يتناغم مع الرغبات، ويتفاعل مع المعطيات، ويستجيب لكل الأفكار التي باتت تطرح لتحقيق صيف السياحة، وتفكيك أربطة هذه العقدة عبر الانطلاقة من حس المسؤولية وأخلاقياتها في التعاطي مع القرارات الموجهة للتعامل مع كوفيد 19، لنتعلم من مدرسة الصيف كيف نصنع وحدة تضيء سماء أمنياتنا وتبحر في مرافئ إنجازاتنا، تهز عرش كورونا (كوفيد19) وتزلزل موقعه وتذهب غيظه وتبعده عن بلادنا بلا رجعة لنعيش صيف عمان السياحي في جمالياته وتنوع مناخه بردا وسلاما وأمنا وأمانا.
د.رجب بن علي العويسي