شاركت السلطنة ممثلة في وزارة التنمية الاجتماعية عبر الاتصال المرئي في الاجتماع الطارئ لمجلس وزراء الشؤون الاجتماعية العرب، لمواجهة الآثار الاجتماعية والإنسانية لجائحة فيروس كورونا /كوفيد 19/.
مثّل السلطنة في الاجتماع معالي الشيخ محمد بن سعيّد الكلباني وزير التنمية الاجتماعية الذي أكد في كلمة السلطنة أن السلطنة تابعت منذ بداية العام تطورات جائحة فيروس كورونا المستجد ” كوفيد 19″ وتعاطت مع هذه الجائحة بأنها وباء يستوجب الحيطة والحذر و شكلت لجنة عليا تتولى بحث آلية التعامل مع التطورات الناتجة عن انتشار هذا الفيروس، في ضوء المعطيات والمؤشرات الصحية المستجدة وما يصدر عن منظمة الصحة العالمية في هذا الشأن.
وأضاف معاليه إن السلطنة اتخذت العديد من القرارات لضمان توفير أقصى درجات الحماية الاجتماعية منها تشغيل وجاهزية 69 مركزاً للعزل المؤسسي بمحافظات السلطنة، وتجهيز 32 مركزًا احتياطيًا، وإيقاف جميع الفعاليات والأنشطة والبرامج والمناسبات الاجتماعية والدينية التي تتطلب تجمعات بكل أنواعها، وإغلاق دور العبادة ومؤسسات التعليم العالي والمدارس وتفعيل نظام التعليم عن بعد، ومراكز تأهيل الأطفال ذوي الاعاقة ودور الحضانة.
وأوضح معاليه أن على المستوى الحكومي تم مباشرة العمل بالجهات الحكومية عن بعد، إلا في حالة تطلب الأمر لبعض الأعمال الضرورية يكون بأقل عدد ممكن من الموظفين، كما تم تقليص أعداد الموظفين وساعات العمل بمؤسسات وشركات القطاع الخاص حتى بداية يونيو الحالي، وفي الوقت نفسه تم الاستمرار في تقديم خدمات صحة الأم والطفل وأنشطة التطعيمات دون توقف، وتقديم خدمات رعاية ما قبل الولادة بمستوى يتماشى مع حاجة المرأة الحامل.
وأكد معالي الشيخ وزير التنمية الاجتماعية أنه و بتوجيهاتٍ من حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم /حفظه الله ورعاه/ تم التعامل مع جميع المواطنين والمقيمين في الإجراءات الصحية والاجتماعية دون تمييز، حيث أُتيحت الخدمات الصحية في مختلف المراكز والمستشفيات الصحية لجميع المقيمين بالسلطنة ، وتم فتح العديد من مراكز الفحص الطبي في مختلف محافظات السلطنة.
وذكر معاليه أنه في إطار التوعية والتثقيف الصحي فقد تم بث رسائل توعوية حول ضرورة التباعد المجتمعي للوقاية من الإصابة بفيروس كورونا “كوفيد 19” من خلال وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي بما فيها مراعاة حالات الصم والبكم من استخدام لغة الإشارة، كما تم استحداث خطوط مجانية للإرشاد الصحي والنفسي والتواصل مع الحالات المعزولة وأسرهم، والتواصل المباشر لمتابعة وتثقيف الأفراد أو الأسر المشتبه إصابتهم أو المصابين لتقديم الإرشادات الصحية والنفسية في كيفية التعامل مع هذه الجائحة ، وتشجيع المبادرات التطوعية ومساهمات القطاع الأهلي والقطاع الخاص.
وأشاد معاليه بدور المرأة العمانية في هذه الجائحة من حيث تقديم الخدمات والمساندة سواء كان على المستوى المؤسسي أم العمل الميداني، وفي المناشط والمشاركات التطوعية بالتعاون مع قطاع الإغاثة والإيواء، و قطاع الاستجابة الطبية.
وفيما يتعلق بمعالجة السلطنة للآثار الاقتصادية الناتجة عن هذه الجائحة قال معالي الشيخ وزير التنمية الاجتماعية في كلمته إن حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم /حفظه الله ورعاه/ أصدر أوامره السامية باعتماد برنامج للقروض الطارئة بدون فوائد لمساعدة بعض الفئات الأكثر تضرراً من رواد ورائدات الأعمال وخاصة الحاصلين على بطاقة ريادة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والعاملين لحسابهم الخاص، والمستفيدين من قروض بنك التنمية العماني وصندوق الرفد.
وأشار معاليه إلى الإجراءات التي اتخذها البنك المركزي العماني في مجال الحماية الاجتماعية من خلال توجيه البنوك العاملة بالسلطنة لتأجيل سداد القروض البنكية وقروض التمويل المختلفة المستحقة على المتضررين بدون فوائد وبدون رسوم إضافية، بالإضافة إلى منح تسهيلات للمنتسبين لهيئة التأمينات الاجتماعية من خلال تأجيل سداد الاشتراكات الشهرية.
وكان الاجتماع قد بدأ بكلمة معالي بسمة موسى إسحاقات وزيرة التنمية الاجتماعية بالمملكة الأردنية الهاشمية ورئيسة المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الشؤون الاجتماعية العرب ورئيسة الدورة الـ 39 لمجلس وزراء الشؤون الاجتماعية العرب.
تلتها كلمة معالي الدكتورة هيفاء أبو غزالة الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية ورئيسة قطاع الشؤون الاجتماعية التي قالت في تصريح لها إن الوزراء قد تفاعلوا بإيجابية شديدة للتعاون في إطار منظومة جامعة الدول العربية، أو على المستوى الثنائي لاحتواء جائحة فيروس كورونا /كوفيد 19/ في المنطقة والتخفيف من آثارها الاجتماعية والإنسانية الناتجة عن الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الدول العربية.
وأعلنت معاليها عن إصدار المجلس لبيان مهم في هذا المجال تحت عنوان /التعامل مع تبعات جائحة كوفيد 19/، وذلك بعد أن عرض الوزراء تجربتهم في مواجهة الجائحة وتبعاتها، وفي ضوء ما تم طرحه من صعوبات فنية ومادية وغيرها من الصعوبات.
وأوضحت معالي هيفاء أبو غزالة أن البيان اشتمل على عدد من الخطوات العملية المقترح تنفيذها على مستوى مجلس وزراء الشؤون الاجتماعية العرب، وعلى المستوى الوطني.
وذكرت أن البيان أعطى اهتماما خاصا للأشخاص ذوي الإعاقة وكبار السن والأطفال، وأكد على دعم دور الأسرة وتوفير كافة الإمكانات التي تمكن من اجتياز تلك الأزمة من كافة الجوانب ذات الصلة بالأوضاع الاجتماعية والإنسانية للمواطنين، كما ذكرت أنه بالإضافة إلى البيان فقد أصدر المجلس قراراً بإعداد إطار عربي استراتيجي للحماية الاجتماعية في الأوبئة.
/العمانية/