تعلمنا في المدرسة بأن الخط المستقيم له بداية وليس له نهاية، كذلك الإبداع ينطلق من رحم الشغف نحو التألق في سماء المبدعين ويكون وقوده الاصرار ورؤية الهدف يكبر يوما بعد يوم لاسيما إذا ما ارتبط الإبداع بوجدان جميل وشعور مخلد يرغب الكاتب في ايصاله للقارئ. هذه قصتنا لهذا اليوم مع الكاتبة المبدعة أمل المعمري والتي خطت كتابا بأبداع اناملها بعنوان (أحببتك منذ صغري حتى حسبتك حسبتك مخلدا).
والتي تروى من خلاله بعض من أوجه حياة السلطان الراحل قابوس بن سعيد المعظم طيب الله ثراه بأني نهضة عمان الحديثة. ولنقترب أكثر من هذا الإصدار التقينا بالكاتبة امل المعمرية لتروي لنا بعض من مشاهد الكتاب وكذلك التحديات التي واجهتها حين اصداره:
*ممكن تعرفينا على سيرتك الذاتية وبداياتك في الكتابة؟
أختكم أمل علي أحمد المعمرية، حاصلة على بكالوريوس لغة إنجليزية، وطالبة ماجستير في الإدارة التربوية. بداياتي كانت قبل سنتين، قمت بتأليف مذكرات إنجاز .
وراء كل كتاب قصة، فما قصتك والالهام الذي حفزك الإصدار هذا الكتاب؟
منذ صغري كنت أتمنى أن أضع بصمة في حب السلطان قابوس -طيب الله ثراه- فبرعم حبه في قلوبنا قد نمى منذ الطفولة، كنت دائما أقلب الكتب القديمة والمجلات الموجودة في مكتبة والدي والتي تحمل صور أبي قابوس -طيب الله ثراه- في جميع مراحله منذ الطفولة، وكنت اتهجى حروف أسمه حرفاً حرفاً، وبعد أن تخرجت من الجامعة دائما كنت أفكر في تأليف كتاب عن سيرته العظيمة ولكن للأسف تعرضت لحادث وانشغلت بصحتي إلى أن فجعنا بالرحيل.
كان خبر موت سلطان قلوبنا السلطان قابوس بن سعيد المعظم -طيب الله ثراه – فاجعة وقعها فجر مشاعر حبنا المكنون، وضخ من دماء وريدنا كلمات، وقبسٌ من نور لقابوسنا الذي وضعناه في حنايا الروح، وتغنينا بمناقبه و ارتوينا من منابعه الصافية في الحكمة والإدارة وكرم الأخلاق، صانع مَجد عمان ، وباني الوطن، والمرتقي به إلى الذُّرى العالية في التقدّم والأمان والكرامة، لقد كان المغفور له إنساناً وقائداً ومُلْهِماً، وبدراً ساطعاً في سماء المجد، وروحاً نقيّةً تركتْ أعظمَ الآثار والذكريات؛ التي لا تزدادُ مع مرور الأيام إلا تَوهُّجاً وإلهاماً.
كانت المشاعر لا توصف في مصابنا الجلل إ فمنذ اليوم الأولى للحداد على وفاته كنت أسابق الزمن ليل نهار؛ لإنجاز هذا الكتاب ولأضع بصمه في حبه مع إن الكلمات عجزت عن الوصف ، ولكن بفضل الله خلال شهر أنجزت ما استطعت كتابته، وجمعه من مشاعر الشعب العماني، ومن ثم تم إرساله للأعلام وتمت الموافقة عليه وطباعته في غضون أيام بسيطة؛ لعرضه في معرض كتاب مسقط الدولي.
ممكن التعريف ببعض الفصول الرئيسة لهذا الكتاب؟
ضم بین دفتيه عدداً من نصوص الرثاء والفقد في مصابنا الجلل.
الكتاب يتكون من ٣ أجزاء الجزء الأول مشاعر فياضة في رثاء حبيب الشعب الذي نذر ٥٠ عاما من حياته في سبيل مجد عمان والعرب والمسلمين والإنسانية بمعناها الشامل، ضارباً بذلك أروع الأمثلة في القيادة الرشيدة، والنزاهة الروحية، والسماحة الأخلاقية، والتخلّق بأزكى المناقب والشمائل التي هي جوهرُ الفروسية والحكمة. ونشهدُ أنّ السلطان قابوس -طيب الله ثراه- كان أُمةً بين زعماء زمانه، فقد أجتمعت القلوب على حبّه، والاقتباس من أنوار حكمته، والانتهاء عند رأيه، فقد كانت العرب تثق بأصالته، وترى فيه سلطانها الحكيم، ووجهها العربي الأصيل الذي يواجه الأوضاع بشجاعة ويسمّي الأشياء بأسمائها، لا يخذل ولا يُخلف الوعد، بل كان بحراً من بحور السماحة والكرم، ونسراً من نسور اليقظة الفطرية التي ورثها عن أجداده وآبائه.
٥٠ عاماً فيّاضةً بالحُبِّ والخير والعطاء، وكانت منذوره في سبيل مجد عمان والعرب والمسلمين والإنسانية بمعناها الشامل، ضارباً بذلك أروع الأمثلة في القيادة الرشيدة، والنزاهة الروحية، والسماحة الأخلاقية، والتخلّق بأزكى المناقب التي هي جوهرُ الحكمة.
الجزء الثاني أحداث ما قبل وبعد وفاة أبي قابوس هكذا دون ألقاب، لأنّ السلطان الجليل كان فوقَ الألقاب، وأكبر من النياشين، فإنسانيته العالية هي جوهرُ شخصيته، وحكمته العميقة هي خيط النور المتبقي من إرْثه الخالد، فهو (قابوس) وكفى.
لمْ يكُنْ قابوس فينا واحداً بلْ هو الأُمّةُ حينَ النُّوَبِ. ٥٠ عاماً غيّرت التاريخ، وكتبتْ صفحة جديدة في تاريخ سلطنة عمان ٥٠ عاماً أضاف لأعمار شعبه عمراً جديداً، عنوانه: الرخاء بعد الشدة، والراحة بعد التعب، والسعادة إلى الأبد. كما تخللت صفحات الكتاب وصية المغفور له، كانت مكتوبة بحروف لا كالحروف، وبمِدادٍ لا كالمِداد، إنها حروف القلب ومِدادهُ الذي يغترف من بحر الصدق، كان يتمنى لشعبه ولعمان من بعده سلطانا يرتقي بها إلى مدار الصفاء النبيل الذي ينعقد بين قلوب الرجال الفرسان الذين يعشقون المناقب، ويحتفظون بالمجد في حنايا القلوب، ويؤدّونه إلى الأجيال اللاحقة؛ لكي تكون هذه المشاعر مُتوناً في تاريخ الوطن، وعُقوداً في جيد الأبناء يعرفون تضحيات البُناة وصبرهم حتى وصلوا بالبلاد إلى هذه المنازل الرفيعة بين الأمم. فموقف الأسرة الحاكمة ومشاعرهم النبيلة، كانت تعبيراً عن أصالتهم ووفائهم للسلطان الراحل، ضاربين بذلك مثالاً صادقاً للتلاحم بين أزمنة السلطنة وأجيالها.
يصعب جداً على الشعب هذا الفراق فراق من بنى وطنهم وتاريخ مجدهم من خلال إنسانٍ أحبّهم من صميم قلبه، وبسط لهم يده، وفتح لهم ديوانه ومضاربه، ورحم صغيرهم وكبيرهم، وساعد محتاجهم، وعلّمهم كرم الأخلاق ونُبل العطاء، فكيف ينسونه وهو اللواء المرفوع لوطنهم، وكيف يتنكرون لذكراه وهو أحلى ذكرياتهم، وسراج ليلهم، وفارسهم وسلطانهم، والحامل بصدق نادر لقيم الإسلام السمح سلوكاً وسياسة وعدالة.
سار في ركبه ومعه وخلفه مجموعة من فرسان البلاد، وأسهموا معه في النهضة بالوطن، ورأوا فيه السلطان الحكيم، والسياسي الصادق في زمن أصبحت فيه السياسة رديفاً للنفاق والمجاملة ، فلهذا أحبوه ويتألمون على فقده ويستعرضون مع الرثاء وبإحساس الوفاء الكامل لموت السلطان قابوس تلك الإنجازات الرائعة التي تمّت في عهده المبارك الميمون، نقصها لأولادنا ونحتفظ بها للأجيال القادمة بالصورة الناصعة للقائد الرمز الذي بنى لنا وطناً نُفاخر به الدنيا، وترك لنا مجداً وكرامة تغبطنا عليها شعوب الأرض جميعاً. رحم الله تلك الروح الطيبة المعطاءة، وأطال الله في عمر السلطان هيثم بن طارق المعظم.
الجزء الثالث ولأن الكلام لا بدّ له من نهاية، فإنّ نهاية هذه القراءة ستكون عن إرثنا العظيم من سلطاننا الراحل ومن توسَّم فيه الخير مولانا السلطان هيثم بن طارق آل سعيد حفظه الله، ” يداً بيد .. صفّا واحداً موحّداً .. خلف مولانا كالبنيان المرصوص”. حفظ الله جلالة السلطان هيثم بن طارق في حله وترحاله ومتّعه بالصحة والعافية وحفّه بعنايته ورعايته وأبقاه سندًا وذخرً لـ عُمان وأهلها الأوفياء …
كم المدة التي استغرقت في اعداد الكتاب، وأبرز التحديات التي واجهتك؟
المدة كانت جداً قصيرة في حدود شهر؛ وذلك لضيق الوقت بين أحداث الوفاة ومعرض مسقط الدولي. واجهات تحديات كثيرة؛ كما ذكرت لضيق الوقت تم تعذر جميع دور النشر المشهورة عن استقبال طبعتي لهذا تمت الطباعة بدون تدقيق مسبق وأيضا لانشغالي بالدراسة. لذا أوجه اعتذاري عن بعض الأخطاء الاملائية البسيطة في الطبعة الأولى والتي تم تلافيها في الطبعة الثانية.
وأيضا من أبرز الصعوبات لم أحصل على نشر ودعم كافي للكتاب مع إنه أول كتاب رثاء يصدر وذلك؛ بسبب الأوضاع الراهنة وجائحة كوفيد ١٩.
أبرز المراجع التي اعتمدت عليها في استسقاء المعلومات حول شخصية العدد طيب الله ثراه؟ اعتمدت على المعلومات من المقربين لشخصية المغفور له وأيضا بحثت في مصادر إلكترونية موثوقة .
*هل من كلمة شكر تسديها لبعض من شارك معك أو قدم دعما خلال إعداد للكتاب؟
“ولئن شكرتم لأزيدنكم” ، فالحمدالله ذي القدرة القاهرة والآيات الباهرة ، شكراً للعظيمة أمي ودعواتها وأبي الفاضل ، ووأبل من الشكر لمن كان لي سنداً ، وكل الشكر لملاذ حلمي الأمن وكل من شجعني والشكر موصول لكم أيضاً.
*ما هي المعارض التي تنوي المشاركة بها للترويج للكتاب؟
أتمنى المشاركة في جميع المعارض لينتشر الكتاب في جميع أنحاء العالم. ماهي المشاريع المستقبلية في مجال الكتابة؟
بإذن الله مشاريعي المستقبلية نشر بعضاً من تأليفي ككتب نثرية متنوعة.
متابعة : خليفة البلوشي