من الملاحظ في هذه الفترة في دول الخليج والأبرز منها سلطنة عمان ارتفاعًا تدريجيًا للقيود وتقليل للإغلاق المفروض على بعض الجوانب التجارية والاجتناعية المفروضة للحدّ من إنتشار فيروس كورونا ، وفي المقابل ازدياد عدد الحالات يوميًا بشكل تصاعدي كما هو الحال في السلطنة تحديدًا ، رسالة مقلقة للمواطنين حول مدى انتشار المرض في ظل عدم الوصول إلى النجاح السريري للقاحات المقترحة في معامل شركات الأدوية عالميًا . وفي ظل هذه الظروف فتأكد منظمة الصحة العالمية مرارًا وتكرارًا بأن الفيروس متطور وخطير يخترق البشرية ، لذلك من الصعب جدًا القول متى يمكن دحره ، وأن هذا الوباء قد يصبح مستوطنًا في مجتمعاتنا، وربما لا يختفي أبدًا ، وعليه من الضروري أن نكون واقعيين، والتعايش معه أصبح أمرًا حتميًا لتشابهه مع الأنفلونزا الموسمية ، والمقارنة بينه وبين الأنفلونزا الموسمية فيها اختلاف ، فالأخيرة لها لقاحات وعلاجات تساعد على تحسين الحالة الصحية، وتقليل المضاعفات والأعراض ٠ هذا القرار له ايجابياته الاقتصادية والنفسية فالجميع يرى حالة الركود الاقتصادي العالمي والانخفاض في الإيرادات وقس ذلك على سبيل المثال ما تعانيه فرنسا من ركود وبعض دول الاتحاد الأوروبي من إنكماش اقتصادي لم تشهده منذ الحرب العالمية الثانية. كما أن العديد من الأبحاث تشير إلى وجود آثار نفسية واجتماعية لكبار السن والأطفال تحديدًا جراء هذا الإغلاق .
كيف زادت الأعداد ؟
لنقترب من مشهد السلطنة وتحديدًا ما نراه من تزايد الأعداد في محافظة شمال الباطنة والتي كان يضرب بها المثل في قلة عدد الحالات المصابة،فالاحصائيات يوميًا تشير إلى ارتفاع المعدل اليومي للاصابات وكذلك حالات الفحص الطبي للوافدين والعمانيين. واجابة للتساؤل المطروح لهذه الزياده ربما تكون الإجابة صعبة في ظل عدم توفر لدينا إحصائيات مركزية ومخبرية حقيقة ، ولكن ربما الوصول لمرحلة الذروة أو الاتجاه بطريق مستقيم إليها . وهذا درس للمستقبل في أهمية وجود مراكز بحثية لإدارة الأزمات الصحية والتعامل معها كما هو الحال في الولايات المتحدة الأمريكية واعتمادها على جامعة جونز هوبكنز ٠٠ نعم جهود اللجنة العليا ووزارة الصحة مقدرة جدًا ، ولكن تحتاج إلى الاستعانة بمثل هذه المراكز البحثية لإعطاء سيناريو أفضل للتعامل مع الجائحة رغم دفاع اللجنة عن عدم أهلية المراكز الموجودة في إعطاء سيناريو ناجح حتى اللحظة عالميًا .
سبب الإنتشار والتسارع الملحوظ :
برأي المتواضع، السلطنة تعرضت للفيروس متاخرة مقارنة بدول الخليج لذلك المؤشرات كانت جيدة في أول أيام الجائحة، و توقيت الذروة معنا تأخر ، صحيح أغلقنا للإحتراز والوقاية ، ولكن كان انتشار الفيروس في بداياته ،والفترة الحالية ربما وصلنا للذروة ومعها للأسف فتحنا الأسواق والأنشطة التجارية ونحن في منحنى وسلم تصاعدي بالاصابات والوفيات والاحصائيات في ازدياد يومي ، والسبب في ذلك كما سمعنا هو أن الجانب الصحي مهم لكن الوضع الاقتصادي أيضًا مهم والخسائر التي تكبدتها البلد كبيرة، ولذلك اضطرت اللجنة لانهاء جزئي لهذا الإغلاق نتيجة الضغوطات الاقتصادية ، وبشكل خاص أصبحت الخابورة حالها كحال ولايات السلطنة في ارتفاع حالات الاصابات والوفيات ٠
ما هي الحلول :
علينا أن ننتظر لنعرف إن كانت حدة كوفيد١٩ سوف تقل في قادم الأيام ٠٠ والتي معها يجب أن نغرس في عقولنا ثقافة الإدراك والوعي لخطورة هذا المرض ونتجنب قدر المستطاع المخالطة واتباع الإرشادات الصحية والوقائية للحد من انتشار الجائحة وغسل اليدين بالماء والصابون ولبس الكمامة ( اللثام ) في الأماكن المزدحمة وعدم الخروج من المنزل إلا للضرورة القصوى والملحة ، وعلينا قبل كل شيء بكثرة الاستغفار والتضرع إلى الله بالدعاء لرفع هذا الإبتلاء ٠ كما لابد علينا مراعاة كبار السن والأطفال وتوفير البيئة الصحية والنفسية الملائمة من خلال الجلوس معهم مع حفظ التباعد المجتمعي أو استخدام أدوات التواصل الاجتماعي .
همسة في إذنك :
ماذا يجري ؟ نلاحظ تزايد في عدد المصابين العمانيين أكثر من الوافدين ، هل استهتارنا الذي أوصلنا إلى ذلك ، أو هناك عوامل أخرى ؟ ٠٠ المرض خطير وخطير جدًا ٠٠ وكل واحد فينا الآن طبيب نفسه ٠٠ واللبيب بالإشارة يفهمُ ، والفهيم لا يُفهم ، والعارف لا يُعرف٠
خليفة البلوشي