ما زالت أزمة فيروس كورونا (كوفيد 19) مستمرة، وانقسم الناس إلى قسم يطالب بمزيد من الانفتاح، وهناك قسم آخر يطالب بالإغلاق لكل شيء، واللجنة العليا المكلفة بالتعامل مع الجائحة تحاول ما بوسعها التفاعل مع المستجدات حسب الطاقات والإمكانيات، وكما هو معروف أن لكل عمل بشري ستجد مجالا للتطوير والتحسين، ومهما حاولت اللجنة القيام بأفضل ما لديها، ستجد هناك من ينتقد أداءها، وبما أننا جزء من هذا الوطن، نرى أنه من الواجب تقديم الحلول بدلا من اللوم دون حلول، وهذا المقال سوف يركز على مقترح موجه إلى شرطة عمان السلطانية بشكل مركز ومباشر.
قامت شرطة عمان السلطانية بإقرار العودة إلى تقديم بعض الخدمات بعد توقف استمر ما يقارب الـ3 أشهر، مما أدى لتراكم الآلاف من المعاملات، وبعد فتح المجال لتخليص المعاملات، اجتمع مئات من البشر في طوابير طويلة تحت الشمس الحارقة ولمدة عدة ساعات لإنهاء معاملاتهم المتعطلة، وهذه ملاحظة استلمتها من عدد من الأصدقاء الذين استغربوا من الوضع الميداني، وزاد استغرابهم أنَّ هذا يحصل مع شرطة عمان السلطانية المميزة والمعروفة بخدماتها الراقية والسباقة للتميز والسرعة وحسن المعاملة، فإن كان ما يقال ويشاع صحيحا، وما تم تداوله من صور المراجعين غير الحضارية من اكتظاظ المراجعين، فذلك يسيء إلى الصورة الذهنية الرائعة والعصرية والإنسانية التي رسمها العماني والوافد عن خدمات الشرطة الراقية في كل محافظات السلطنة.
وعليه، فإن من الواجب علينا ككُتَّاب نُمثِّل الناس هو أن نقدم مقترحات نرى أنها تشكل حلا لأكثر من مشكلة في وقت واحد ومنها: الزحام والتقارب بين الناس والشمس الحارقة وسلاسة العمل، المقترح بسهولة يكمن في نقل خدمات شرطة عمان السلطانية موقتا إلى مركز عمان للمؤتمرات والمعارض؛ بحيث يكون هناك عشرات الموظفين من الشرطة، وكل قاعة أو قاعتين تكون لخدمة معينة، وتكون هناك عشرات “الكاونترات” ومئات الكراسي متباعدة عن بعضها بمترين على الأقل، ويكون هناك مسار واضح للمراجعين لا يمكن تجاوزه، ولا يمكن للمراجع أن يقترب من غيره من المراجعين، لأن المسار واضح؛ حيث يمكن أن يطلب من كل مراجع الجلوس وعدم الحركة إلى أن يصل دوره إلكترونيا، ويمكن للشرطة أن تجرب هذه الطريقة قبل إقرارها لعامة الناس، ويمكن بعد ذلك تمديد ساعات العمل إلى المساء أو العمل على مدار الساعة، هذا المقترح ينطبق على محافظة مسقط، ويمكن تطبيق ذلك في المحافظات في المجمعات الرياضية أو أي قاعات كبرى بما يتناسب وظروف كل محافظة من محافظات السلطنة، خاصة وأن المناسبات الرياضية والمؤتمرات متوقفة تماما، لذلك يمكن استغلال هذه القاعات لموضوع آخر مثل الأزمة الحاصلة الآن.
هذا المقترح بصورة مختصرة، ولكن يمكن تطويره وتأطيره بشكل أفضل من الفرق الفنية واللوجستية في جهاز الشرطة، المقترح -إن طُبق- سوف يحقق أهدافا صحية وإدارية وإنسانية، وسيحافظ على الصورة الرائدة والراقية التي رسمها جهاز شرطة عمان السلطانية كما عهدها الجميع في السنوات العشرة الأخيرة، وهم كما عهدناهم سباقون وأصحاب قفزات نوعية لكل ما هو راقٍ ومميز ويحمل جودة مهنية عالية في كل ما يقومون به.
علي بن بدر البوسعيدي