قصيدة ألقيتها في لقاء سماحة شيخنا العلامة أحمد بن حمد الخليلي بطلاب مركز شيخنا الصوافي -حفظهما الله- والتي كانت عبر الأثير.
ضحوة الثلاثاء السابع من ذي الحجة 1441هـ.
إذا كان شاعر النيل ندب أيا صوفيا في زمان بؤسها فقال:
أيا صوفيا حان التفرق فاذكري
عهود كرام فيك صلوا وسلموا
فإننا نقول في أيام عزها:
أيا صوفيا حان اللقاءُ المكرَّمُ
إذا جاء نصرُ الله فالفتحُ أعظمُ
ويا مئذناتِ الحقِّ دوّي فإنما
أذانُك يمحو رسمهم ويهدِّمُ
متى أرعدتْ “الله أكبر” في المدى
فإن جُرافَ السيلِ أمرٌ محتمُ
وإن بروق النصر تهوي كأنها
من الله أسيافٌ حِداد وأسهمُ
فيا رايةَ الإسلامِ حُقَّ لك العلا
وحقَّ بأن يسقيْك من روحنا الدمُ
تعاوركِ الأبطالُ من كل ضيغمٍ
إذا ما توارى ضيغمٌ جاء ضيغمُ
ومهما علا الطوفانُ حتى تقطعت
قلوب وظنت أنها ليس تُعصَمُ
تداركنا الرحمنُ في ساعة الأسى
فأجرى لنا الجوديَّ والموج يلطم
فما كان هذا الحقُ إلا مُسلَّمًا
يسير به كونٌ ويصدح مسلمُ
وإن شعاع الشمس ينسل من دجى
فما أقرب الإشراقَ والأفْق مظلمُ
أيا صوفيا ظلت جراحاتُ أمتي
تنِزُّ وأما أنت للجرح بلسمُ
أعدتِ لنا روحًا تمزَّق نسجها
وظلت بها ريح الشتات تحطِّمُ
فآويتِها في ظل قبتكِ التي
عليها جميع المؤمنين تنظموا
وأنتَ رعاك الله أطلقتَ صيحةً
مدويةً والظلم خازٍ ومرغمُ
سرت مثلما يسري الغمام تدفقا
فأورقَ فينانٌ وأزهر برعمُ
ومن عجب كانت جنانًا وريفةً
ولكنها للمارقين جهنَّمُ
رعاك إله العرشِ درعا لأمةً
وسيفا به الجندُ الإلهي يقصمُ
أيا صوفيا إن محبوكِ والألى
بأنسامك الجذلى نطيبُ وننعمُ
نبثُ إليكم من عمانَ حمائمًا
بأعناقها حبٌ وشوق منمنمُ
نرى في سماء الله كل بشارةٍ
تخبرُ أن الفجرَ في القدس يبسم
وترفع في الأقصى لواءً كأنه
سماءُ وأبطال الشهادةِ أنجمُ
أيا صوفيا فلترفعي الصوت بالندا
لأنا على الأقصى العظيم سنحرمُ
زاهر بن سعيد السابقي
7/ذو الحجة/1441