قصة نجاح مستمرة منذ أربعة عقود تسطرها إمرأة عمانية بعطائها في القطاع الخاص لتبدأ شمسة بنت سيف الحارثية في سرد تجربتها بالقول “بعد أربعة عقود من العمر مضت، ها أنا ذا أجلس مع نفسي لأمعن النظر فيما مضى، وماذا فعلت وماذا أنجزت وما يتعين عليّ فعله. في الواقع، توقفت مطولاً في المحطة الأهم في حياتي، فيها وفي زخمها وعنفوانها، وضجيجها وغبارها وعثراتها بذلت العطاء كله، كان عطاءً غير محدود، كان بذلاً وتضحيةً وإيثارًا ليعود ريعه للوطن كله مجدًا وشموخًا ونهضةً ساهمت فيها بكل فخر لتبقى عُمان الوطن عاليهً راياتها في كل بقعة من بقاع الأرض .
وعن بدايات حياتها العملية تقول شمسة بنت سيف الحارثية: انضممت وكلي فخر إلى شركة (أسمنت عُمان) في بدايات ثمانينيات القرن الماضي، وقتها كان الوطن يرفع رايات له خفاقة وهو يمشي الهوينا ميممًا وجهه شطر الشمس في كنف نهضتنا العُمانية الأبية التي عصفت بكل أرتال الجهل .
وكان الانتاج معنىً ومغزىً هو الهدف والغاية، وكانت النهضة والعمران وقتها في أمس الحاجة لهذا المنتج (الأسمنت) فهو عصب البناء وبدونه لن تقوم أعمدة العمران والتشييد الذي عمّ الوطن من أدناه إلى أقصاه، هنا عقدت وعقدنا العزم على قبول التحدي الأسطوري الذي سيدخل التاريخ حتمًا من أوسع الأبواب. فإن نحن أفلحنا وقدمنا هذا المنتج الحيوي، فذلك يعني أن النهضة العُمانية ماضية في طريقها لا تلوي على شيء، وإن نحن أخفقنا فذلك يعنى الخسران المبين .
وتقول شمسة ولله المنة والحمد، فعبر 38 عاما متواصلة من بذل العرق والجهد مع الزملاء الأعزاء من مختلف الجنسيات، ينتابني الآن بالفعل إحساس غامر وجميل بالفخر والإعزاز وأنا أتجول في ولايات السلطنة وأرى المباني والمنازل شامخة وجميلة ومتناسقة لأننا نجحنا بامتياز في تحقيق الهدف الواضح والغاية السامية لفريق عملنا المتحد، فما هو مُشاد وقائم كان هو النتاج الناطق للعطاء اللامحدود والممتد لحوالي أربعة عقود من عمر نهضتنا المباركة.
لقد كان العطاء مزدوجًا، ميدانيًا وعمليًا، اجتماعيًا وأسريًا، ولا بد من النجاح في كليهما، الأول يتعلق بالنهضة والبناء والتعمير، وهي المعادلة الأولى في منظومة البناء العمراني المقترن بالنهوض الاقتصادي كأمر طبيعي وحتمي .
والثاني الاجتماعي الأسري، إذ كان عليّ أن أوازن على نحوٍ دقيقٍ ما بين الأول والثاني، حيث أن الثاني لا يقل أهمية عن الأول؛ فرعاية الأبناء وحسن تربيتهم وتعليمهم وإعدادهم لتحمل مسؤولية بناء الوطن هدفٌ سامقٌ إذ هم حملة الرايات الخفاقة أبدًا في المستقبل الآتي، عليه كان على الجهد المبذول أن يقبل القسمة دائمًا وأبدًا على الرقم (2) بدون كسر أو كسور، وهذا ما حدث، ولله المنة والحمد. فقد كان النجاح حليفي لأن النية كانت خالصة لله عز وجل ولا تروم غير فلاح الوطن والمواطن، وهم بصيغة أخرى أبنائي الأعزاء .
في الواقع، لم تكن العقود الأربعة التي مضت مجرد أعوام قضيتها في العمل بين زملاء أوفياء جمعتني بهم علاقات مهنية صرفة، بل كانت الشركة بالنسبة لي ولباقي الزملاء والزميلات بمثابة البيت الثاني الذي تسوده مشاعر الود والاحترام والتقدير، كنا عائلة واحدة متكاتفة ومتعاضدة جمعنا حب الوطن وتعاهدنا فيه على الوفاء له حتى الرمق الأخير فهو يستحق هذا العهد والوعد وميثاق الشرف .
والحق وبالحق أقول فإن الشركة كانت سخيةً وكريمةً معي ومع الزملاء، فلم تقصر أبدا في تأهيلنا مهنيًا وإلحاقنا بمختلف الدورات والورش التدريبية، إذ أن إيمانها بأهمية وجدوى تنمية الموارد البشرية يُعد الطريق الأسهل لتجويد العمل ورفع وتيرة الإنتاج في هذه السلعة الحيوية .
بل إنها مضت بعيدًا في هذا المفهوم الحضاري المتقدم واعتبرتني شريكًا حيويًا في المجتمع ليتكامل العطاء المزدوج الاجتماعي والمهني، وهذا مفهوم يحسب للشركة لا عليها عندما يحين وقت الجرد وإحصاء الحسنات، وقد تم الجرد فعلاً فإذا الحسنات وقفت في الميزان كجبل أحد، ولم يتبق بعد ذلك غير الإشادة بهذا الجميل وهذا الصنيع المتمثل في تقديم التسهيلات المادية والمعنوية لي بسخاء كموظفة وزوجة وأم ومربية .
وبذلك ولذلك فإن على المرأة العُمانية أن تثمن عاليًا مواقف شركة أسمنت عُمان نظرًا لهذا الاهتمام الرائع بالمرأة لأن ما قدمته الشركة لي ولهن يحثهن على مضاعفة الجهد وبذل المزيد من العرق من أجل عيون الوطن .
فهنيئا للمرأة العُمانية هذا الاهتمام وهذه الحظوة التي يرعاها المقام السامي لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق، والسيدة الجليلة حرمه حفظهما الله .