الحكاية المقدسية مع الاستيطان والتهويد، لا تتوقف عند المنطقة E1 التي أعلن نتنياهو عن بناء 3500 وحدة استيطانية فيها – 25/2/2020 -، مع ان الاحتجاجات الأوروبية والأممية والفلسطينية ركزت عليها، وأقرب احتجاج كان من قبل الأمم المتحدة، حيث على لسان المنسق الأممي الخاص لعملية السلام بالشرق الأوسط، نيكولاي ميلادينوف-الأربعاء- نيويورك/وكالات/2020-2-27 من “أن تنفيذ إسرائيل لخطة “E1” الاستيطانية، سيقطع الصلة بين شمال الضفة الغربية وجنوبها، مما يقوض بشكل كبير فرص إقامة دولة فلسطينية متصلة وقابلة للحياة”، وكذلك الاحتجاج الأوروبيّ قبل أيام، حيث أرسلت 16 دولة أوروبية، بينها: فرنسا، وألمانيا، وإيطاليا، وبريطانيا، مذكرة احتجاج إلى وزارة الخارجية الإسرائيلية، عبروا فيها عن قلقهم الكبير، بخصوص الحديث عن البناء في منطقة “E.1″، الواقعة شرقي القدس المحتلة، والتي سبق أن حذرت الأمم المتحدة، من أن الاستيطان فيها، سيقطع الصلة بين شمال الضفة الغربية وجنوبها-:-وفا- 01/08/2020”. ووقعت على المذكرة كل من: فرنسا، وألمانيا، وإيطاليا، وبريطانيا، وإسبانيا، وبلجيكا، والدنمارك، وفنلندا، وايرلندا، وهولندا، والنرويج، وبولندا، والبرتغال، وسلوفينيا، والسويد.
فالمدينة تشهد في هذه المرحلة الحرجة التي أعقبت الإعلان عن صفقة القرن، أوسع وأخطر مخططات تهويدية تجتاح كل الأمكنة المقدسية، فأعلن رئيس بلدية القدس، موشيه ليئون، صباح الثلاثاء 2020-2-25، من خلال “تويتر” قائلاً: “يسرني أن أبشركم بأن 1077 وحدة سكنية أولى خرجت إلى حيز التنفيذ في غفعات همتوس”، بينما كان نتنياهو قد أعلن عن “مخططات بناء 5200 وحدة سكنية استيطانية في القدس المحتلة، بينها 3000 وحدة لإقامة مستوطنة جديدة، يطلق عليها اسم “غفعات همتوس” قرب بيت صفافا، و2200 وحدة تشكل حيا جديدا في مستوطنة “هار حوما”.
فالواضح أنه على الرغم من سيل الاحتجاجات الدبلوماسية والدولية التي تعرضت وما تزال لها "إسرائيل"، إلا أن الحكومة الإسرائيلية تقوم بتسريع عمليات البناء في المستوطنات، ليس فقط في المنطقة E1 الواصلة بين مستوطنة معاليه أدوميم والقدس، وإن إسرائيل بالإضافة إلى إعلانها عن تسريع البناء في المنطقة المذكورة، ففي البرامج الاحتلالية خطط لبناء آلاف الوحدات السكنية في"جفعات همطوس" جنوبي القدس، وبموازاة ذلك، بدأت وحدات مراقبة البناء التابعة للداخلية الإسرائيلية، تنشط مؤخرًا في أحياء القدس الشرقية المحتلة لمراقبة أعمال البناء الفلسطينية وتوزيع أوامر هدم وإزالة. إلى ذلك، أشارت صحيفة هآرتس إلى أن اللجنة اللوائية بدأت تحريك ملف إقامة حي استيطاني جديد قرب شعفاط مخصص لسكن الحريديم-المتدينين المتشددين-، تحت اسم "رمات شلومو"، على الرغم من أن البناء والتخطيط لهذا الحي بدأ عام 2010، وكذلك فقد تم نصب لافتة في المنطقة E1" "تبشر ببناء مدينة "معاليه أدوميم"، أضيفت إليها مجموعة خرائط توضح خطط البناء المقترحة في المكان، أعدها المحامي الاسرائيلي داني زايدمان، وتحكي هذه الخرائط وفق المحامي المذكور حقيقة المخططات الاستيطانية في المكان، الرامية إلى إحاطة القدس بحلقتين من المستوطنات، حلقة داخلية وأخرى خارجية، الحلقة الداخلية هي حلقة استيطان صغيرة، لكنها أيديولوجية تحيط البلدة القديمة في القدس، أما الحلقة الأوسع فهي لمستوطنات كبيرة وحكومية تحيط بالقدس كلها، بحيث تكون مخططات E1 الجزء الأخير الذي يكمل "البازل" الاستيطاني حول القدس ويغلق الحلقة الخارجية، ونقلت الصحيفة عن مديرة جمعية "عير عميم"، يهوديت أوفنهايمر التي زارت المنطقة E1 "إن مشاريع البناء هذه هي التي ستكمل بناء القدس الكبرى، لتصبح القدس حاضرة (متروبولين) كبيرة تخضع لها المنطقة الممتدة من جفعات زئيف ولغاية البحر الميت، ومن مداخل الخليل وحتى مشارف رام الله، وبهذه الطريقة تدفن حل الدولتين نهائيًا وإلى الأبد".
المشروع الاستيطاني E1 الاخطر
ففي إطار هجومها الاستراتيجي التهويدي في المدينة المقدسة ومحيطها، أقرت اللجنة المحلية للتخطيط والبناء الإسرائيلية التابعة لبلدية القدس خطة بناء تحويلة جديدة بين القدس ومعاليه ادوميم، وستسمى تحويلة الزيتون، التي ستساعد في الربط بين المستوطنات في كتلة مستعمرات ماتيه بنيامين وفي الضفة وبين القدس، ولكنها ستسمح أيضًا لإسرائيل بالبناء في المستقبل للحي الجديد في المنطقة E1 التي أثارت ضجة إعلامية منذ فترة وجيزة، والخطة هي المرحلة النهائية في بناء التحويلة التي ستربط بين طريق الطوق الشرقي المؤدي من مستوطنات علمون وجيفع بنيامين، إلى طريق رقم 1 الذي ينزل من القدس إلى البحر الميت، بل إن التحويلة ستسمح بربط مباشر لطريق الطوق الشرقي بنفق جبل المشارف، ومن هناك إلى داخل القدس، وهكذا يسهل جدًا على حركة السيارات من المستوطنات إلى داخل المدينة ويوفر لمن لا يريد الوصول إلى شمالي القدس العبور في حاجز حزما، حيث توجد أزمة سير شديدة في كل صباح.
وانتقالًا إلى المشروع الاستيطاني الأخطر في إطار مشروع القدس الكبرى”E1″، الذي أعلنته حكومة نتنياهو والذي قامت عاصفة من الاحتجاجات الأوروبية ضده، فإن هذا المشروع كان أقر منذ سنوات، فذكرت صحيفة هارتس “أن الدولة العبرية قامت بتوظيف 200 مليون شيكل في تطوير البنى التحتية في المنطقة الممتدة بين مدينة معاليه ادوميم وشرقي القدس توطئة لبناء حي سكني جديد في المنطقة المسماة “E1″، وأضافت الصحيفة “أن بلدية معاليه ادوميم تنوي إقامة 3500 وحدة سكنية في هذه المنطقة، الأمر الذي عارضته بشدة الإدارة الأمريكية منذ أكثر من 10 سنوات، لكن بناء قاعدة للشرطة في مايو 2008 كانت بمثابة فتح نافذة واسعة النطاق في مجال البناء”، ووفقًا لبيان وزارة الأمن فإن “معاليه ادوميم هي جزء لا يتجزأ من القدس ودولة إسرائيل في أي تسوية دائمة”، وجاء في البيان”E1 هو حي يربط معاليه ادوميم بجبل المكبر، وبالتالي فإنه من المهم أن تظل معاليه ادوميم جزءًا من إسرائيل في أي تسوية، وهذا هو موقف حزب العمل منذ اسحق رابين، وكذلك من قبل حكومة باراك في عام 1999، والأميركيون على علم بهذا الموقف”. وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود أولمرت قد صرح عشية فوزه في الانتخابات في مارس/ آذار 2006 أنه” يعتزم البناء في منطقة E1 فلا يُعقل إبقاء معاليه أدوميم كجيب منفصل، واضح أنه سيكون تواصل بناء بين القدس ومعاليه أدوميم”، فيما نقلت “هآرتس”عن مكتب أولمرت أن “معاليه أدوميم ستبقى جزءًا من دولة إسرائيل في أي سلام مستقبلي، وسيتم بحث كافة القضايا المتعلقة بذلك في إطار المفاوضات”، ونقلت عن مكتب وزير الأمن إيهود باراك أن”معاليه أدوميم هي جزء لا يتجزأ من القدس ودولة إسرائيل، في أي اتفاق دائم، و E1 هو الممر الذي يصل معليه أدوميم وهار هتسوفيم-جبل المكبر- لهذا من الضروري أن تكون جزءًا من الدولة”. ونقل عن مكتب نتنياهو أيضًا “أن نتنياهو اتخذ في الماضي كرئيس للحكومة عدة خطوات من أجل القدس، وبخلاف كاديما التي تعهدت لأبو مازن بتقسيم القدس، فإن التزام نتنياهو نحو سيادة القدس، تم إثباتها بالأعمال”.
ووفقًا للتقارير الفلسطينية والإسرائيلية المختلفة، “تقع كتلة ادوميم الاستيطانيه على بعد نحو 14 كم إلى الشرق من حدود ما قبل احتلال عام 1967، ويسكن فيها أكثر من 30000 مستوطن، ومن أجل المزيد من دعم التقارب بين كتلة ادوميم والقدس الغربية تقوم”اسرائيل” بتنفيذ خطة E-1، وتشمل هذه الخطة بناء مستوطنة جديدة على مساحة 12442 دونمًا من الأراضي الفلسطينية في العيزرية والزعيم والطور والعيسوية، ومن المقرر أن تضم هذه المستوطنه 3500 وحدة سكنية (نحو 14500 مستوطن)، وقد بدأ فعلاً بناؤها في نوف ادوميم، ولكن معظم الأراضي يتم استخدامها بتطوير بنى تحتية إسرائيلية بهدف بناء منطقة صناعية وعشرة فنادق ومرافق ترفيهية وأحياء استيطانية”، وستضمن خطةE1 وكتلة ادوميم “سيطرة إسرائيل على المفصل الرئيسي لكل الطرق التي تربط شمال الضفة الغربية بجنوبها وستقوم عمليًا بقطع الضفة الغربية إلى نصفين، كما ستمنع خطة E1 التطوير الفلسطيني للمناطق الفلسطينية التي تملك أكبر الامكانيات الاقتصادية، وبعد تنفيذ هذه الخطة سيتم فصل المناطق الفلسطينية في القدس عن بعضها البعض، وستضيع الإمكانات الكبرى للتطوير في هذه المنطقة، مما سيهدد قابلية الحياة للدولة الفلسطينية وعاصمتها”.
قوتان وراء المشروع
وكانت صحيفة هآرتس كشفت الثلاثاء 4/12/2012- النقاب عن أن هناك قوتين شديدتين تقفان وراء إقرار المشروع والانتقال به إلى التطبيق على الأرض، وقالت: ليس فقط في المنطقة E1، فإسرائيل تطلق آلاف وحدات السكن الاخرى في شرقي القدس… يبنون في محيطها.. أن مقر شرطة لواء يهودا والسامرة-الضفة- هو إحدى محطات الشرطة الغريبة في العالم، المحطة منقطعة تمامًا عن السكان الذين يفترض أن تخدمهم، تقع كالقلعة في رأس تلة وطريق وصول طويل يرتبط بها كبالون مربوط بخيط، والتلال الجرداء المحيطة بها هي أراضي E1 التي يهدد قرار الحكومة ببناء مستوطنة جديدة عليها بأن يقود إسرائيل إلى عزلة دولية”. وتوضح الصحيفة: “المشهد هنا صممته قوتان شديدتان: مبادرة المستوطنين ورجال اليمين في الحكومة والضغوط الدولية على إسرائيل، ففي بداية سنوات الألفين بدأت أعمال بنية تحتية واسعة في المنطقة، وضمن أمور أخرى شُق الطريق الرئيس لحي “مبسيرت أدوميم”، المستوطنة الجديدة التي يفترض أن تقوم هنا كحي يُطل كالقمر في فلك معاليه أدوميم، أموال كثيرة استثمرت في المكان، ميادين بنيت، كوابل كهربائية مدت، أنابيب مياه مدت وساحات بناء مهدت، ولكن الضغط الشديد من جانب الحكومة الأمريكية الأخيرة جمدت الوضع، وهكذا يمكن للزائر أن يسافر في نوع من مدينة الأشباح مع طرقات، ميادين وعواميد كهرباء ولكن بلا بيوت، باستثناء محطة الشرطة في أقصى التلة، والهدوء في المنطقة هو صورة مرآة للجلبة السياسية الداخلية والخارجية حولها، وشوهد أمس هناك فلسطينيان فقط انتظرا تسريح شاحنة صودرت منهما وقافلة جمال صغيرة مرت في الأفق”.
اعتراضات وقرارات واقتحامات
وكان أهالي شعفاط المقدسية رفعوا اعتراضًا على إقامة الحي من خلال المحامي سامي ارشيد، وعقد ممثلو اللجنة اللوائية أمس اتصالاً بارشيد وطلبوا أن يصل إلى البحث في الاعتراضات على الخطة في 17 كانون الأول، ووصلت المكالمة قبل 14 يوم من مداولات اللجنة، وهي الفترة الزمنية الدنيا المقررة في القانون للتبليغ عن جلسة الاعتراضات، وقال ارشيد أنه "لم يسبق لي أن تلقيت بلاغًا هاتفيًا عن تحديد مواعيد للاستماع إلى الاعتراضات، لا شك أنه يوجد هنا شيء خاص"، وستجرى المداولات في اللجنة لإنهاء المخططات، والتي تعمل إلى جانب اللجنة اللوائية بقوة المادة 109أ من قانون التخطيط والبناء، وتستهدف "تحرير" مخططات عالقة لفترة طويلة في القناة البيروقراطية، وتسمح المادة في القانون بتسريع اجراءات التخطيط، وفي وزارة الداخلية الإسرائيلية يرفضون فكرة الصدفة، ويدعون بأن الخطة تم العمل عليها على مدى السنتين الأخيرتين، وبعد يوم من المداولات على رمات شلومو، ستنعقد اللجنة مرة أخرى لإنهاء الخطط، وهذه المرة في مداولات على الاعتراضات على إقامة مئات وحدات السكن في جعفات همتوس مقابل هار حوما في جنوبي القدس، خلف الخط الأخضر، إضافة إلى ذلك، ستنشر في الأيام القريبة القادمة عطاءات لإقامة 800 وحدة سكن في غيلو و 187 شقة في جفعات زئيف. وتعد هذه الخطط جزء من قرار الحكومة اقامة 3 آلاف وحدة سكن في أعقاب قرار الأمم المتحدة.
وروى سكان في الأحياء الفلسطينية بيت حنينا، الطور وسكان يسكنون بجوار حاجز 300 في جنوبي القدس، عن زيارة قام بها مراقبوا البناء في وزارة الداخلية تمهيدا لهدم منازلهم، وإذا ما هدمت المنازل، فإن الأمر سيعبر عن تغيير في السياسة التي استمرت منذ نحو سنين وبموجبها لا تهدم وزارة الداخلية تقريبًا أي مبان في القدس، بل تترك ذلك لبلدية القدس، بينما اقتحم مستوطنون يهود مبنى من خمسة طوابق في حي جبل المكبر في شرقي القدس، أغلب الظن بهدف اقامة مستوطنة جديدة في الحي.
إخلاء عشرة تجمعات فلسطينية
وتكشف مراسلة صحيفة هآرتس “عميرة هاس” النقاب عن وجود عشرة تجمعات فلسطينية – بدوية تعيش في نطاق E1، وهي تخشى من أنه إذا نفذت خطة البناء في المنطقة فإنها ستكون أول من يتضرر بل وستطرد من المكان، كما قال لـ “هآرتس” عضو لجنة الدفاع عن التجمعات البدوية في المنطقة، ولكن حتى لو واصلت إسرائيل تجميد خطة البناء موضع الحديث، فإن هذه التجمعات العشرة – إلى جانب نحو عشرة تجمعات أخرى تعيش في المنطقة التي بين القدس ومستوطنة معاليه ادوميم وبالإجماع نحو 2.300 نسمة – يعيشون خطر الاقتلاع، وتخطط إسرائيل منذ سنوات لتجميع هذه التجمعات البدوية في مناطق ج في الضفة الغربية – أولاً وقبل كل شيء تلك التي في منطقة القدس – في نطاقات دائمة، خلافًا لإرادتها، وفي تشرين الأول الماضي بلغت الدولة محكمة العدل العليا بأن في نيتها أن تستكمل في غضون سنة اقتلاع التجمعات البدوية في هوامش القدس، وعلى رأسها في E1، وقال أحد سكان خيمة عشيرة الجهالين في الخان الأحمر لـ “هآرتس”: أن الإدارة المدنية أبلغتهم بأنها تنوي نقلهم إلى بلدة دائمة في منطقة أريحا، حيث يعيش فلسطينيون من أرجاء الضفة منذ الآن، وقال: “نحن نرفض الانتقال إلى هناك إذا لم يسمحوا لنا بالعودة إلى النقب، فمن حقنا على الأقل أن نبقى ونعيش في المكان الذي نعيش فيه منذ عشرات السنين”، وأضاف: “في المكان الذي يخصصوه لنا يسكن الناس منذ الآن، وقالت الإدارة المدنية لنا أن السكان هناك يسكنون بشكل غير قانوني، وأن منازلهم، من طابقين ستهدم، ونحن لا نوافق على أن يطرد أناس آخرون بسببنا. إن خطة الإدارة المدنية ستهدم نمط حياتنا التقليدي وستؤدي إلى الانحلال الداخلي”. ويشار هنا إلى أن نحو 80 في المائة من العرب البدو الذين يعيشون في الهوامش الشرقية للقدس مسجلون كلاجئين، معظمهم من عائلات طردتها إسرائيل في بداية الخمسينيات من تل عراد، وحتى العام 1967 واصلوا العيش حسب نمط حياتهم التقليدي – تربية ورعاية الماشية في الضفة وفي غور الأردن، ومنذ احتلال الضفة في 1967 تقلص المجال الذي سمح لهم بالتحرك والرعي فيه، لأن إسرائيل أعلنت عن مناطق واسعة كميادين إطلاق نار وخصصت أراضي أخرى للمستوطنات، وتحظر إسرائيل على البدو البناء والارتباط بشبكات البنية التحتية أو أن يضيفوا خيامًا للإيفاء بمتطلبات الزيادة الطبيعية للسكان، وبسبب توسيع معاليه ادوميم في 1967، أجبرت نحو 150 عائلة من عشيرة الجهالين على الانتقال إلى منطقة في أبوديس، قرب المزبلة.
تبين كل هذه المعطيات والشهادات والوثائق أعلاه، وهناك غيرها الكثير الكثير، أن المدينة المقدسة تتعرض إلى أوسع وأخطر حملات المصادرات والتفريغ والتهويد، كما يتعرض الحرم القدسي الشريف بأقصاه وقبته إلى أشد التهديدات الحقيقية التي تنذر بمحوه عن وجه الأرض، إذا لم يتحرك العرب والمسلمون والمجتمع الدولي لإحباط مخططات وحملات الاحتلال، وأن هذا المشروع E1 إنما يكرس مشروع القدس الكبرى لديهم، ويدمر مقومات واحتمالات إقامة الدولة الفلسطينية المتواصلة في الضفة.
نعتقد مرة أخرى وثالثة ورابعة... وبقناعة كبيرة راسخة، أننا لو كنا في زمن عربي آخر مختلف عما نحن فيه اليوم بسبب الأوضاع والهزائم والإرادات السياسية العربية المغيبة أو المعتقلة، لكان من شأن ما يجري على أرض القدس من اجتياحات واعتداءات وهجمات تهويدية منهجية سافرة؛ أن يقيم العالم العربي بمسلميه ومسيحييه ولا يقعده أبدًا.. أبدًا.
نواف الزرو