كورونا جائحة منعتنا عن لقاء من نحب ، ولكن لاتزال ذاكرتنا حبلى بشخصيات لا نستطيع نسيانها أو اسداء الشكر لها نظير دعمها ٠٠ شخصيات لن يستطيع الشارع الرياضي نسيانها لاثارها الباقية واسهاماتها الملموسة في كل أركان المجتمع الرياضي .
أتذكره وكأنه أمامي في آخر لقاء حظيت بشرف اللقاء به قبل الجائحة وأكتب قصة البدايات التي تحمل عبق الماضي الجميل وتنتهي برائحة عطر المشيب النرجسي ٠٠ مازال واقفًا على الضفة ٠٠نظره الذي تخطى ما وراء الشمس ٠٠الشمس تغازل الدنا وليله لا يغيب ٠٠ من بعيد يرى القدر جالسًا على تلك الصخرة الكبيرة في قلب البحر ٠٠ والماء الذي يغمر رجليه يكاد ينطق فرحًا ٠٠تهمس له أمواجه إنه سيرحل من خلالها إلى دولة مجاورة لطلب الرزق ٠٠قلبه يرقص فرحًا ٠٠يجاوبها بغرور أعلم ذلك ٠٠ تحقق الحلم ، وأجبر الواقع إبتسامة الفرح التي إستقرت داخل قلبه ، فكانت الوجهة إلى دولة الكويت ٠
على صفحة الماء أطلق دمعة ترقرقت من عينه على فراق الأهل بمنطقة محيضيب ، وعند الوصول بعد سفر متعب وشاق على ظهر سفينة ( الجالبوت ) تغير حزن الفراق إلى فرحة بلقاء من سبقوه من أهل بلده “عمان ” وأهل ولايته ” الخابورة ” ٠٠ ليهدى ورع الغربة ، وتستقر النفس وتاخذ مسار الرياضة مع العمل ، وتتكون أولى نواة نادي الخابورة في عقد الستينات ، ليرويها لنا الوالد والأخ والمؤسس والرياضي المخضرم محمد بن علي القطيطي ( الركاض ) بكل تفاصيلها ويبوح بكل معانيها وأسرارها في هذا المقال المتواضع والبسيط لتبقى تاريخها موثق لنا وللأجيال الرياضية المتعاقبة ٠
تكللت المساعي بالنجاح ، صمم الشعار ، وشارك الفريق في المنافسات الكروية مع الفرق الكويتية ، العربي ، القادسية ، كاظمة ، السالمية ، الصليبيخات ، الفحيحيل ، وغيرها من الفرق ، هكذا يروي الراوي ( أبو علي ) قصة الكفاح ومسيرة الرياضة بالكويت٠
ومع بزوغ فجر النهضة المباركة في مطلع السبعينات تغلغل الحنين القلوب لتعود الطيور المهاجرة إلى موطنها الأصلي ، نعم عادت حاملة معها الأمل المشرق للرياضة والرياضيين بولاية الخابورة بشكل خاص ، وجاءت الأفكار حينذاك بتأسيس ناديين حملا أسم ” الإتحاد والإصلاح ” لكنها لن تدوم طويلاً على ضوء قانون اللعبة ليتم الدمج ويصبح ناديًا واحدًا حمل أسم الولاية ” نادي الخابورة الرياضي الثقافي ” بنفس تصميم الشعار مع وضع بعض اللمسات والتعديلات الطفيفة عليه ٠
إستمر العمل الدؤوب من قبل رجالات الخابورة الأوفياء وحددت المناصب وشكلت اللجان وإنبثقت الفرق الأهلية أبرزها في ذلك الوقت اليرموك ، الرديدة ، الواسط ، النسور ثم مسمى ( الإتفاق ) وفريق ” عباسة ” حاليًا بعد الدمج مع فريق السالمية ، بالإضافة إلى فرق العربي ، الخويرات وخور الملح ٠
ببساطة المكان وشح الإمكانيات آنذاك عمل ( الركاض ) بإخلاص ( كلاعب ومدرب وإداري ) ، ومع التطور وإحترافية كرة القدم يتابع ( الركاض ) أبناءه وأحفاده حتى مع أحلك الظروف الصحية ، ولما لا وشغف وحب المستديرة سيري كسريان الدم في العروق ، يفرح مع الإنتصار ، ويذرف الدموع الغالية مع الخسارة والإنكسار ، وقصته مع نادي الخابورة وفريق اليرموك لها حكاية ورواية أخرى في قلبه وتوصيته الدائمة بنبرته الحنونة والحزينة للقائمين عليها ( هل هلله في النادي واليرموك ) ٠
ذهب بريق وعنفوان الشباب وأخذ الشيب وقته وزمانه يا أبو ( علي ) لكنه لم ولن يستطيع أن يسلب روزنامة الرياضة من قلبك الكبير ، فأي إخلاص وأي حب وأي عشق وأي إنتماء وولاء هذا يا رمز الرياضة بالخابورة ٠
خليفة البلوشي