نعتقد بقناعة راسخة جدا في ضوء الكم الهائل من الوثائق والمعطيات والاعترافات والشهادات والتجارب بنظرية المؤامرة الاستعمارية على الوطن والأمة، وان كل الأحداث في عالمنا العربي تسير وفق أجندة ومخططات ووثائق “مشروع اعادة تشكيل الشرق الاوسط –ولكن لصالح “اسرائيل” والمشروع الصهيوني في هذه المرحلة”.
ونعتقد أيضا بان”اسرائيل” هي الغائب الحاضر في الارهاب والتفجيرات والاغتيالات والحروب في المنطقة، وان فرق الموساد تقف وراء الكثير الكثير من عمليات التفجير والاغتيالات…!.
ونعتقد ان الاجهزة الاستخبارية الصهيونية لا تنام ابدا بل تعمل على مدار الساعة بينما الاجهزة والانظمة العربية هي التي تغط في سبات عميق….!
ونعتقد بالتاكيد انه اذا لم يستيقظ الفلسطينيون والعرب على حقيقة الصراع وإذا لم يسارعوا الى إعادة ترتيب أوراقهم واولوياتهم الوطنية والعروبية فربما تكون لحظة الحقيقة قد فاتت…!؟
هكذا كانت الأحوال في فلسطين منذ مطلع القرن الماضي .. مرورا بالنكبة واقامة الدولة الصهيونية .. وكذلك بالعدوان الثلاثي عام 56 وعدوان حزيران عام 67 ، مرورا بالحروب الارهابية المتتابعة في فلسطين والعراق وسوريا ولبنان وصولا الى الأحداث الراهنة في المشهد العربي برمته بكافة عناوينها الحربية والسياسية.
هكذا هي الحالة العراقية على سبيل المثال، حيث كشف النقاب عن وثائق المؤامرة المبيتة للعدوان على العراق وتفكيكه وتدمير مقومات قوته وحاضره ومستقبله كدولة عربية موحدة قوية تشكل تهديدا للدولة الصهيونية، والوثائق غزيرة ومتنوعة المصادر منها الاسرائيلية ومنها الامريكية ومنها الاوروبية وغيرها.
وهكذا هي الحالة في سوريا ايضا….!؟
وتتحدث الوثائق التآمرية من ضمن ما تتحدث عنه عن خرائط امريكية صهيونية لتفكيك المنطقة العربية في اطار المشروع الامريكي الكبير”الشرق الاوسط الجديد” أو في إطار صفقة القرن الترامبية…!
فهناك اولا “خريطة الطريق الفلسطينية”على سبيل المثال التي تهدف الى الاجهازعلى القضية والحقوق الفلسطينية واعادة تشكيل المشهد الفلسطيني وفق رؤية الرئيس ترامب التي هي في الجوهر ايضا لب الاجندة الصهيونية وبالتالي تطويب فلسطين للدولة الصهيونية الى الابد.
وهذا كان يستلزم استراتيجيا “خريطة طريق خاصة بالعراق” وهي التي نفذت بالكامل وتحت التطبيق الاجرامي هناك حيث جرى العدوان والغزو والتدمير والتفكيك لصالح “اسرائيل” و”مشروع الشرق الاوسط الكبير”.
وهناك ايضا في الوثائق “خريطة طريق خاصة بسوريا” التي تهدف الى ضرب وتفكيك وتدجين سوريا ومعها لبنان والتي غدتتحت التطبيق الاجرامي منذ عهام ،2011 ، والتدجين هنا يعني في الجوهر اعادة تشكيل سوريا ولبنان وتطبيعهما وفق الاجندة والمصلحة الاسرائيلية.
وقصة الاسلحة والتهديد الذي يشكله حزب الله تحتل هنا قمة الاجندة الامريكية الصهيونية ..فالمطلوب اولا وقبل كل شيء تفكيك حزب الله وتجريده من السلاح الذي يهدد “اسرائيل” وتجريد الفلسطينيين ايضا من الاسلحة ….!؟
و وفقا لهذه الوثائق والمضامين فقط يمكننا ان نقرأ على سبيل المثال عملية الاغتيال الاجرامية للرئيس الحريري والتي تبرهن الوائق المتسربة من يوم ليوم عنها.
واستنادا اليها ايضا يمكننا ان نقول بان هناك “اجندة خفية امريكية -صهيونية” تقف وراء اغتيال الحريري اولا ،ثم وراء “تقرير ميليس “ثانيا ،ثم وراء “تقرير لارسون “ثالثا …ثم وراء كل ما هو ات من تطورات رابعا …؟!!.
فالتداعيات الاستراتيجية الحقيقية لعملية الاغتيال لا تصب في المحصلة الا في خدمة الأجندة الاميركية – الاسرائيلية.
وهكذا يمكن الحديث بيقين عن تفجير وتدمير مرفأ بيروت….!
فوفقاً لـ “خريطة الطريق الخاصة بسوريا” فـان صقور الادارة الامريكية واصدقاء اسرائيل في واشنطن يخططون –منذ زمن- لتنفيذ خريطة طريق وضعوا بنودها باحكام لتضييق الخناق على سوريا النظام والدولة والجيش والشعب والموقف والصمود ومحاصرتها اقليميا ودوليا وسياسيا واعلاميا واقتصادياً وعسكريا وتكنولوجياً وصولاً الى فرض الشروط الامريكية -الاسرائيلية المتعلقة بالملفات المشار اليها اعلاه .
وفقاً للأجندة الصهيونية التي كانت قدمتها الحكومة الاسرائيلية للادارة الامريكية على شكل لائحة مطالب اسرائيلية فانه يجب :
-فتح كل الملفات والعناوين المتعلقة ب”احتلال سوريا للبنان” و “مساندتها للارهاب الفلسطيني والعراقي ” بهدف تضييق الخناق عليها ومحاصرتها وضربها وتركيعها…وتغيير النظام السياسي فيها ليعاد تشكيلها حسب الرؤية الاسرائيلية .
اذن …اصبح واضحا بصورة سافرة صارخة أن الاحداث والتطورات الاخيرة لم تكذب هنا لا خبراً ولا تحليلاً ولا وثيقة كشف النقاب عنها في هذا الصدد…
فالذي جرى و يجري في لبنان وسوريا والمنطقة انما يقع في صميم تلك الوثائق والمخططات التآمرية.. ويخدم بالضبط تلك “الأجندة الخفية – التي اصبحت علنية وكشرت عن انيابها-“، ويخدم على نحو حصري “الاجندة الاسرائيلية”…
ما يشير الى ان ما هو آت سيكون اشد وطأة ورعباً وكارثية على سوريا ولبنان والأمة، اذا لم تتداعى القوى الوطنية اللبنانية اولاً حول وثيقة واجندة الوحدة الوطنية.. واذا لم تتداعى القوى الوطنية الفلسطينية الى الوحدة الوطنية وعلى قاعدة الخندق الواحد الى جانب القوى الوطنية اللبنانية ثانيا، وإذا لم تستفق الامة بدولها وقواها الوطنية والقومية العروبية من سباتها قبل ان يفوت الاوان…؟!!
نواف الزرو