الجزائر في 17 أغسطس/ العمانية/ شرع المتحف العمومي الوطني “
سيرتا”بقسنطينة (450 كم شرق العاصمة الجزائرية) في بث سلسلة من
البطاقات الفنية لمجموعات أثرية معروضة به تحت شعار “تحفة اليوم”
للتعريف بالموروث الثقافي المادي للجمهور في ظل الغلق القسري للمتاحف
جراء جائحة كورونا.
من بين التحف المعروضة، مصباح زيتي إمبراطوري يعود إلى القرن
الأول اكتُشف بمقبرة كدية عاتي بقسنطينة، وهو ذو شكل دائري من دون
مقبض، مشكّل من عجينة ذات لون وردي مغطاة بطلاء قشدي، تحتوي على
صنبور على شكل سندان ذي زخرفة حلزونية، والشريط مزخرف بثلاث
دوائر مركزية، أما قرص المصباح فيحمل ثقباً لصب الزيت وبه زخرفة
تتمثل في شمس مشعة بـ 12 شعاعاً وأسفله هلال، وفي كل طرف من
أطرافه نجمة، أما قاعدة المصباح فتحتوي على ختم الورشة.
ويعدّ نصب بوني الذي عُثر عليه أثناء التنقيبات التي تمت بين عامي 1950
و1953 بموقع الحفرة من طرف الباحثين أندري بيرتي ولابي شارلي، من
بين التحف المحفوظة في القاعة النوميدوبونية بمتحف سيرتا، وهي نقيشة
عليها بعض التهشيمات وخالية من أي زخرفة، ولكنها تشتمل على إطار
نذري عليه كتابة بونية من النوع الكلاسيكي.
وتبدو هذه النقيشة على درجة كبيرة من الأهمية لأنها تكشف عن معلومات
مهمة حول المنظومات السياسية والدينية واللغوية والاجتماعية والاقتصادية
في المجتمع السيرتي خلال القرنين الثاني والثالث قبل الميلاد، إذ لم تتطرق
المصادر الأدبية المتوفرة إلى هذا الجانب.
ومن بين التحف المعروضة بحديقة المتحف، قطعة حجرية مزينة من ثلاث
جهات بنحت بارز لمجموعة من الأسلحة، تحمل واجهاتها الأمامية زيّاً
للعسكريين يختلف من حيث الزخرفة، وُضع على جذع شجرة تعلوها
خوذتان يحيط بهما ستة دروع، بالإضافة إلى رماح وسيف، وعلى الجانب
الأيمن للقطعة نجد نحتاً بارزاً للباس عسكري موضوع على جذع شجرة
أيضاً وتعلوه خوذة ورمح وسيف، أما على الجانب الأيسر نجد نحتاً للباس
عسكري وسيف على يمينه وثانٍ على يساره يعود للفترة الرومانية، وقد
اكتُشف بقسنطينة سنة 1850م.
ويعدّ ضريح الصومعة بأعالي الخروب القريبة من سيرتا، من الأضرحة
التي شيدها ملوك نوميديا، وهي من أهم المعالم الجنائزية التي تعود للفترة
النوميدية، وقد بُني هذا الضريح على شكل بناية متكونة من طوابق على
الطراز الهيليني مع التأثيرات المشرقية التي قد يصل طولها إلى 28 متراً،
ويرتكز هذا البناء على قاعدة مربعة، حيث استُخدمت في البناء الحجارة
المصقولة التي زُينت بزخارف على شكل دروع مستديرة.
الجدير بالذكر أن الدراسات التي تناولت هذا الضريح بدأت سنة 1838
واستمرت إلى غاية 1916، حيث أبرزت الأثاث الجنائزي الذي ضمته
غرفة الدفن التي تمثلت في لقى أثرية تشمل سيفاً من مادة الحديد وصدرية
وحراباً ورماحاً وبقايا من الفضة وأجزاء لإناء فضي يحتوي بقايا عظام
لشخص مسن وآخر لطفل، بالإضافة إلى أوسمة من الفضة تحمل صوراً
لحيوانات مختلفة.
/العمانية /