FacebookTwitterGoogle+LinkedInWhatsAppTelegramViber
لا جدال في أن الحوار جسر لابد من عبوره ..
بغير الحوار ينزلق المجتمع تدريجيا إلي المنحدر ..
الحوار يعني ببساطة العبور من حالة صدام تؤدي حتما إلي حريق ، إلي حالة توافق ولو مرحلي لتخفيض حرارة الاحتكاك.. وربما يحدث الله بعد ذلك أمرا ..
هناك من يري أنه لا فائدة من الحوار ، وأن كل ما تردده رموز السلطة الإعلامية ليس إلا ستارا من الدخان للتعمية ومواصلة السياسات القمعية خلف قفاز حريري ..
ولكن لماذا لا نأمل خيرا ؟ ..
ثم أليس الحوار علي أي حال أفضل من التجمد بينما يستمر المحتجزون خلف القضبان او لا قدر الله أسوأ من ذلك ..
ان الحوار ( او التفاوض ) هو حلبة السياسة الحقيقية .
هناك علي هذا الجانب من يرفض الحوار لأنه قد يترجم علي أنه ضعف ، كما يري هؤلاء أنه لا حوار مع المهزوم وعليه أن يخضع راكعا لما يملي عليه ..
وعلي الجانب الآخر ، هناك من يصل إلي أقصي درجات التطرف في رفض الحوار وتحبيذ المواجهة العنيفة علي أساس أن السلطة قد أغلقت كل مسارات الحوار الممكنة ، وتتعامل بعنف وقوة مع المعارضين، وبالتالي فأن اللغة الوحيدة التي تفهمها السلطة هي لغة العنف والقوة ، وأن الأسلوب الوحيد لتحقيق الاستحقاق الدستوري في تداول السلطة هو العمل علي إقتلاعها بالقوة.
وفي الواقع هذا الخيار الأخير هو ( خيار شمشون ) – عليّ وعلي أعدائي – لا يمكن القبول به فهو لا يعني سوي انتحار جماعي ، لأن ظروف مصر شديدة التعقيد ، ولو اشتعلت النار لن ينجح أحد في إطفائها ..
وهكذا لا يبقي في النهاية سوي ان يفهم الجميع أن الحوار هو السياسة في التطبيق ، لأن الحوار ( او التفاوض) هو الحلبة الحقيقية للسياسة .
معصوم مرزوق