رام الله في 8 نوفمبر /العمانية/ حرص المخرج رائد دزدار في فيلمه “يافا” على إنعاش الذاكرة الفلسطينية بأن هناك شعبًا في يافا هُجّر غصبًا عنه في عام 1948، وذلك ردًّا على مقولة الاحتلال الإسرائيلي : “أرض بلا شعب لشعب بلا أرض”.
واستعرض الفيلم الذي عُرض في مهرجان أيام السينما الفلسطينية، طبيعة الحياة التي عاشها الفلسطينيون في يافا قبل النكبة، متناولًا صادراتها ووارداتها ومصانعها ومسارحها، ثم سيطرة الاحتلال على المدينة التي تلقَّب بـ”عروس فلسطين”.
وقال دزدار في تصريح لوكالة الأنباء العُمانية إن الفيلم قدم معلومات عن يافا لم تكن معلومة على نطاق واسع، وأريد منه تعريف المشاهدين بتاريخ المدينة في مجالات الثقافة والأدب والرياضة تحديدًا.
وأبرز دزدار في سيناريو الفيلم ومَشاهده مكانة يافا التي عُدّت بوابة فلسطين للعالم وكانت أهم مدنها بعد القدس من نواحي عدة (الاقتصاد، والأدب، والثقافة، والميناء، والمسارح، والبناء المعماري).
وقال إن ما دفعه للتركيز في فيلمه على يافا، كون المدينة لم تنل حقها في التوثيق التاريخي، موضحًا أن تناول أوضاع المدينة التي دمرها نابليون عام ١٧٩٩م مثّل تحدّيًا له، لأنه كان يروي أحداثًا وقعت قبل أكثر من 70 عامًا.
وواجه المخرج صعوبة في تجميع أرشيف الفيلم بعد أن تعرض الأرشيف الفلسطيني للسرقة والنهب، فلجأ إلى الأرشيف العائلي لسد الفراغ في إنتاج فيلمه، معتمدًا على مقتنيات العائلة والصحافة الفلسطينية والروايات الشفوية التي ما زال عدد من مصادرها على قيد الحياة.
وتوضح أحداث الفيلم أن يافا كانت تلقب بـ “أم الغريب”، فكل من يطأ أرضها يمكنه أن يجد له عملًا. كما امتازت يافا بتصدير البرتقال، لكثرة مزارعها النموذجية، أما مزارعها فكانت تُسقى من نهر العوجا وغيره من الموارد المائية.
ويُظهر الفيلم أن يافا شهدت حركة ثقافية وعلمية وفنية، وزارها عدد من الفنانين الذين نشطوا في تلك الفترة، أمثال يوسف وهبي ومحمد عبدالوهاب وأم كلثوم وصباح. كما اتسمت المدينة بتعدد المسارح ودور السينما والمراكز الثقافية التي كان الأهالي البالغ عددهم حوالي ١٢٠ ألفًا يرتادونها باستمرار، حتى وصل عدد دور السينما في المدينة إلى 8.
وبيّن المخرج أن بريطانيا أنشأت في عام ١٩٣٩ محطة الشرق الأدنى، وهي الإذاعة الثانية بعد إذاعة “هنا القدس”، وقد عمل بها كبار الكتاب والمتعلمين والمثقفين والأدباء حينها.
/العمانية/ 170