الجزائر، في 31 أغسطس/ العمانية/ يُعدُّ خليفة بن علي الأسود من أبرز الوجوه الفنية
بولاية واد سوف الجزائرية التي تتميّز بطابعها الصحراوي بقبابها التي انتشرت بشكل
واسع في منتصف القرن التاسع عشر حتى أصحبت هذه الولاية الجنوبية تسمّى “مدينة
الألف قبة وقبة”.
برزت موهبة الرسم لدى خليفة منذ طفولته، حين أُتيحت له فرصة تزيين محيط مدرسته،
رفقة المعلمين، ما جعله يشعر بتفرُّده في هذا المجال. ومع مرور السنوات، تطوّرت
موهبته، وازداد ولعه بالفن التشكيلي، فنظم وهو في المرحلة الثانوية (1994) معرضًا
خاصًا به، بالرغم من قلة الإمكانيات.
بعد ذلك، التحق هذا الفنان بالمدرسة الوطنية للفنون الجميلة بباتنة سنة 1998، للحصول
على شهادة التعليم الفني العام، واستطاع خلال فترة دراسته أن يكتشف المدارس التي
ينتمي إليها، على غرار المدرسة الانطباعية.
أُعجب الأسود بلوحات المستشرق الفرنسي نصر الدين دينيه، واهتم بدراسة الألوان
والحركات التي تطبع أعمال هذا الفنان الذي أسلم وعاش في الجزائر، وبخاصة لوحات “
المطلقة” و”العرّافة” و”ترقب هلال رمضان”.
وفي السنوات الخمس الأخيرة، قرّر الأسود أن يصبغ أعماله بطابع محلي صحراوي
بخاصة أنه من أبناء الصحراء. وهو يوضح في تصريح لوكالة الأنباء العمانية، أنه يسعى
لتصوير عادات وتقاليد المنطقة باستعمال الألوان الزيتية التي تقرّب العمل إلى الواقع،
وذلك بالنظر إلى خاصية الألوان الزيتية، ولديه العديد من اللوحات التي تجسّد موروث
ولايته، ابتداء من الطابع المعماري السوفي الذي يتميّز بكثرة القباب، وانتهاءً بطبيعة
الولاية المتمثلة في تمركزها وسط بحر من الرمال الذهبية.
كما تُجسّد لوحات الأسود ما يشتهر به أهل واد سوف في إعداد الشاي الصحراوي، ودمج
الألوان مع الأشكال التي تميّز الزربية السوفية. ومن لوحاته في هذا المجال واحدة تجسد
تقاليد المنطقة، وتحمل عنوان”سوف البيّة”، أي “وادي سوف الجميلة.
وقد شارك خليفة بن علي الأسود في عدة معارض على المستويين المحلي والوطني، ونال
العديد من الجوائز والتكريمات التي كانت حافزا مهمًّا له للاستمرار في الإبداع والعطاء
والتميّز.
/العمانية /178