عمّان، في 31 أغسطس/ العمانية/ تحكي رواية “كتاب المسافر الأكثر مبيعًا” للروائي
الأمريكي “ريك إنكورفيا”، قصة مدرّس يصابُ بالسرطان، فيخوض خلال بحثه عن
الشفاء مجموعة من التجارب التي تقوده إلى طريقة علاجية تجعله قادرًا على الانتقال عبر
الزمن، فيحقق عبر هذه الطريقة أمانيه وينتقل إلى محطات في الماضي كان يتمنى أن
يعيشها عيانًا، فيشهد ملامح من حرب الاستقلال الأمريكية، ويتقمّص شخصية الموسيقار
موزارت، ويرافق كليوباترا في بعض رحلاتِها إلى روما.
وبعد أن يشفى المدرس من مرضه، يدوّن تجاربه في كتاب يسميه “كتاب المسافر”، ويلقى
هذا الكتاب رواجًا كبيرًا.
تجمع الرواية التي ترجمتها إلى العربية د.ربى أبوعلي بين الأدب التّاريخيّ والتشويق
والخيال العلميّ.
وبحسب المترجمة، إذا كان السفر عبر الزمن ليس فكرةً جديدة في الأدب، فإنَّ الخيالَ
العلميّ في هذا الكتاب ما هو إلّا وعاءٌ لإيصالِ رحلات الشخصيات التاريخية، بأسلوبٍ
بعيد عن الجمود الذي قد يعتري السردَ التاريخيَّ، ووسيلةٌ لتجوبَ الرسائلُ الإنسانيةُ
للمسافِر أصقاعَ الدُّنيا، حيثُ تسمو الإنسانيةُ والرأفة التي جُبِلَ عليها البشر، فوق الفروق
العرقية والجغرافية والمذهبيَّة.
وتبين المترجمة في مقدمتها للرواية الصادرة عن “الآن ناشرون وموزعون”، أن هذه
الرواية “تلامس شيئًا في قلب القارئ وعقله على حد سواء”.
أما الروائي التونسي نصر سامي، فيقول في تقديمه للرواية إن الراوي يمضي بالقارئ
إلى أعماق سحيقة في النفس البشرية، وإن الكتاب بمجمله يذكّره بروايات مثل “الشيخ
والبحر” لإرنست هيمنغواي، و”الخيميائي” لباولو كويللو، و”الجميلات النائمات”
لياسوناري كاواباتا.
ويتابع سامي بقوله إن في هذه الأعمال “تركيبة نادرة من العمق والبساطة لا تتيسّر إلا
لمجرِّب أو غاوٍ.. التقطها هؤلاء كلّهم من كِتاب أقدم وأهمّ هو (ألف ليلة وليلة). هناك
حيث العالَم مجال للتفكّر والتأمّل، وحيث اللغة طين هشّ حارّ بين يدَي خالق، وحيث العالم
غواية مستحيلة وبحث محموم عن القيمة في عالم لا يحفل كثيرًا بالقيم”.
ويوضح أن الراوي في “الكتاب الأكثر مبيعًا في العالم” يَظهر متأمّلًا، مفكّرًا، لا يسلّم بأيّ
حقيقة، وهو تحت ضغط شعوره بالنّهاية بسبب الإصابة بسرطان الرئة، ينفتح على
مواجهة مع فكرة القدَر، فتندفع إلى رأسه الأسئلة: أيّ حياة عشتُها؟ هل عشتُ ما عشت
وأنا أسبح في حوض الإنسانية أم وأنا منكفئ في حوض الذات؟ كيف استطاع هؤلاء
المبدعون فعل ما فعلوه برغم آلة الإحباط الطاحنة؟
من جهته، يقول المؤلف “ريك إنكورفيا” في تقديم النسخة العربية، إن المسافر الذي
يتحدث عنه عملُه هذا يخاطب الناسَ في جميعِ أنحاء العالَم، ويصطحبهم في رحلةٍ ومسعى
لاكتشاف السّلام، والتّسامُح، والغفران، والتّفاهم، وتقبُّلِ الآخرين ممَّن قد لا يشاركونَنا
الملامحَ أو المعتقداتِ نفسها.
ويتحدث “إنكورفيا” على لسان بطله قائلًا: “في نهاية المطاف، لستُ سوى مدرِّس لمادّة
التّاريخ في مدرسةٍ متواضعة خارجَ مدينة (كليفلاند، أوهايو). لم يُخيَّلْ إليَّ قَطُّ أنْ يرغبَ
النَّاسُ في سماعِ قصَّتي، وقَطعًا لم أتوقَّع أن يكونَ بمقدوري تغييرُ العالَم للأجيال القادمة،
ولم أستشعر احتماليَّةَ ذكرِ اسْمي في كُتب التّاريخ”.
يشار إلى أن ربى أبوعلي سبق أن ترجمت رواية “بعد الرَّحيل” للكاتب نفسه.
/العمانية /174