بينما كان سالم منهمكا في مزرعته تأتي إشعارات رسائل (الواتس اب) متتالية مما يجعله تاركا لمهرته وناظرا إلى ما يجعل كم الرسائل لديه مندفعا كأنها سيل عرم ليكون أول ما تقع عينه عليه (مبارك لكم يا شباب..انها التوجيهات السامية) مما جعله في نشوة مبهجة وباشر نديمته القهوة ولسان حاله يقول : إن في (نوفمبرنا) شذرات ونفحات وبركات.
جاءت التوجيهات السامية لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم – حفظه الله – المعنية بترقية الموظفين من أقدمية عام ٢٠١١ م وتثبيت أسعار وقود المركبات مع تحمل الحكومة الفروقات الناتجة عن أي زيادة طارئة في أسعار النفط وإلغاء وتخفيض حزمة من الرسوم المرتبطة بأنشطة بعض القطاعات وذلك كله يلامس جوانبا مباشرة في حياة المواطن وتؤكد تلك التوجيهات السامية على أن رؤية عمان ٢٠٤٠ تحمل في طياتها أعواما (يغاث فيها الناس وفيها يعصرون).
وبما أننا نعيش بداية التنفيذ لرؤية عمان ٢٠٤٠ فمن الأهمية بمكان أن نضع ثقتنا جميعا في الجهود التي بذلت لوضع تلك الخطة الإستراتيجية وليس ذلك فقط بدافع الوطنية التي لا نقاش فيها وفي تأصلها لدى أبناء الوطن ولكن البعض قد خاض فيها (جهلا وعدوا) بناء على معطيات وتراكمات وأبسط ما يمكن الإستدلال به هي الأرقام التي لا تكذب أبدا.
رؤية عمان ٢٠٤٠ في مرحلتها الأولى من عام ٢٠٢١م إلى ٢٠٢٥م تضمنت خطة تشغيلية واضحة للمشاريع المراد تنفيذها من قبل كل وزارة مع وضع مقياس لتحقيق أهداف تلك المشاريع بناء على صياغة واضحة للمنفذين والمساندين وتحديد زمن البدء والإنتهاء والتأكيد على التنفيذ الفعلي المؤطر في الخمس سنوات القادمة وذلك يعطينا مؤشرات واضحة لجودة العمل المقدم وذلك يوافق في نمط أصغر لنصائح الزملاء المدربين في مجال التنمية البشرية الذين يربطون النجاح على الصعيد الذاتي بالتخطيط الشخصي المرهون برؤية واضحة وأهداف واقعية وخطة تشغيلية محددة والأمر منطبق على ما هو أعلى من ذلك أنماطا ولكل في ذلك مذاهب و (طرائق قددا).
إن الرقي بهذا الوطن العزيز يتطلب فعلا وليس قولا أن نتحمل المسؤولية جميعا فيه وكما تفضل سماحة الشيخ أحمد الخليلي المفتي العام للسلطنة قائلاً : نحتاج إلى عنصرين لحل كل مشاكلنا وهما التخطيط السليم والتنفيذ الأمين وذلك ما نصت علية رؤية عمان ٢٠٤٠ برصد إنجازات كل وزارة وأسباب تأخرها إن حدث ذلك بإشراف وحدة متابعة تنفيذ الرؤية وفق المؤشرات المحددة لها مع المتابعة من لدن جلالة السلطان حفظه الله وقد جاءت التوجيهات السامية مؤكدة على ذلك بإنشاء وحدة مستقلة تتبع جلالته مباشرة لقياس أداء المؤسسات الحكومية وضمان استمرارية تقييمها مع اقتراح آليات لرفع كفاءتها وقياس جودة الخدمات فيها ورضا المستفيدين منها وذلك كفيل بإحداث التغيير الأفضل الذي نريده جميعا وليعالج ذلك أي وجدة متجذرة في النفوس ثم نرضى بما أراد الله لنا (قسما وحظا).
إن التوجيهات السامية لجلالة السلطان المعظم حفظه الله تأتي كنهج مستمر عرفناه أبان أعز الرجال وأنقاهم السلطان قابوس بن سعيد رحمه الله والتي كانت ولا زالت مواسم للفرح والسرور ويحق لصديقنا سالم ولنا جميعا كعمانيين مخلصين أن ننال دائما قسطنا الوافي من شذرات الخير النوفمبرية.
محمد بن عبدالله سيفان الشحي
١١ نوفمبر ٢٠٢١ م