تحتفل السلطنة ممثلة بوزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه مع دول العالم باليوم العالمي لداء الكلب الذي يصادف الـ28 من سبتمبر من كل عام.
والداء عبارة عن مرض فيروسي معدٍ مميت يصيب الجهاز العصبي، وهو من الأمراض المشتركة بين الإنسان والحيوان ويصيب كل ذوات الدم الحار بما فيها الإنسان.
والمصدر الرئيسي لانتشار مرض السعار في السلطنة من وقت لآخر هي الثعالب التي تعيش في الجبال والكهوف والصحاري لذا فإن الوقاية من المرض تتطلب جهدا مجتمعيّا تضامنيّا من جميع أفراد المجتمع والمختصين بالوزارات والمؤسسات المعنية.
وتعمل وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه على حماية المواطنين والمقيمين من الأمراض المشتركة بين الانسان والحيوان وخاصة الأمراض الخطيرة القاتلة مثل مرض السعار من خلال الجهود الآتية: سن وتطبيق القوانين والتشريعات اللازمة لمكافحة مرض السعار والسيطرة عليه، وعمل برامج ارشادية لتوعية مربي الثروة الحيوانية بخطورة المرض وكيفية الوقاية منه، وتوفير لقاح السعار لتحصين الحيوانات المعرضة للعدوى حول بؤر الإصابة حيث تم خلال عام 2019 تحصين 33760 جرعة لمختلف أنواع الحيوانات، وتوفير مستلزمات التشخيص المخبري لسرعة فحص العينات من الحيوانات المشتبه بإصابتها بالسعار، والتنسيق مع المختصين بوزارة الصحة عند ثبوت حالات الإصابة بالسعار في الحيوانات لفحص المتعاملين مع هذه الحيوانات، والتنسيق مع المختصين بشرطة عمان السلطانية ووزارة الداخلية لاتخاذ الإجراءات اللازمة.
ويعتبر العاملون بالعيادات البيطرية والعاملون بالمختبرات والأطفال الذين يلعبون مع الحيوانات الضالة ومربو الثروة الحيوانية الفئة الأكثر عرضة للمرض من خلال احتكاكهم المباشر مع الحيوانات المصابة أو إفرازاتها.
كما يعتبر لعاب الحيوان المريض هو أهم مصادر نقل العدوى، حيث يمكن أن تنتقل العدوى عن طريق العض والخدش وتلوث الجروح أو الأغشية المخاطية أو استنشاق الهواء المحمل بالفيروسات بكهوف الوطاويط.
ويتميز الفيروس باختلاف فترة الحضانة قبل ظهور الأعراض حسب قرب مكان العض من الجهاز العصبي وتشمل الأعراض الآتية: تغير في سلوك الحيوان المريض، ويوجد مظهران للسعار (السعار الهائج والسعار الصامت) وكلاهما ينتهي بالشلل والنفوق، مع عدم القدرة على البلع وهو ما يسمى (الخوف من الماء) بسبب شلل عضلات البلع، ونزول لعاب كثيف وغزير، وزيادة الدموع، وعدم التوازن، ومهاجمة كل شيء مع عض أي مواد غير معتادة كالحديد أو الخشب أو الزجاج أو الأحجار. ويتم تشخيص مرض السعار من خلال الأعراض المرضية والفحص المختبري.
وللوقاية من هذا المرض يجب التعامل مع أي حيوان في حالة هياج وعصبية على أساس أنه مصاب بالسعار إلى أن يثبت العكس، وعند التعرض للعض من أي حيوان يلزم سرعة غسل الجرح بالماء والصابون فورا وتطهيره بمطهرات قوية مثل البيتادين مع سرعة التوجه فوراٍ إلى أقرب مركز صحي، وتحصين القطط والكلاب المنزلية دوريا ضد السعار، والتحصين باللقاح الواقي ضد السعار للفئات الأكثر عرضة للإصابة، وتربية الحيوانات في حظائر آمنة توفر لها الحماية من الحيوانات البرية، ومراقبة الحيوانات عند الخروج للمرعى، وابعاد القمامة عن المنازل أو الحظائر حتى لا تتجمع عليها الحيوانات الضالة.
ويتواجد المرض في أكثر من 150 بلدا، وطبقا لإحصاءات منظمة الصحة العالمية ففي كل عام يتعرض حوالي 60000 شخص منهم 40% من الأطفال إلى الألم والمعاناة حتى الموت بسبب داء الكلب (السعار)، لكن السعار مرض يمكن القضاء عليه والحيلولة دون الإصابة به باستخدام اللقاحات حيث يتم إنفاق حوالي 560 مليون دولار عالميا للوقاية من المرض.
وقد أقرّت منظمة الصحة العالمية (WHO)، والمنظمة العالمية للصحة الحيوانية (OIE) الاحتفال بهذا اليوم بهدف التوعية بخطورة داء الكلب وتبني حملة ضد هذا الداء حيث يسلط الضوء في هذا اليوم على الآثار الناجمة عنه وكيفية الوقاية منه ووقف انتشاره.
/ العمانية /