برلين في 6 ديسمبر/العمانية/ تستضيف صالة “أرابيسك للثقافة والفنون” في برلين معرضًا للفنان غازي انعيم بعنوان “نشيد الأرض”، يستمر حتى نهاية شهر ديسمبر الجاري.
يحتفي انعيم في معرضه الذي يقام برعاية رابطة الفنانين التشكيليين الفلسطينيين في أوروبا، بمشاهد الطبيعة في الريف وبأجواء مدينة القدس وبمفردات الحياة المفعمة بالصفاء والقيم النبيلة.
وتجمع اللوحات بين التعبيرية والواقعية، إذ يكرس الفنان من خلالها جماليات الطبيعة وارتباط المكان بالتاريخ، ليشكّل سردية تحتفظ بها الذاكرة عن الأرض الأمّ؛ فلسطين، حيث السهول والجبال والحقول والطيور والخيول وأشجار الزيتون والصبار إلى جانب المفردات المعمارية والتراثية المرتبطة بالقدس أيام كانت تنعم بالهدوء والسلام.
يقول انعيم: “يمثل الرسم عندي ضربًا من النجوى والحب لقريتي مسقط رأسي في جبل الخليل، ولمدينة القدس بما تجسده من مكانة دينية وتاريخية يسعى الاحتلال إلى طمسها”.
ويضيف أن أعماله في معرض “نشيد الأرض” تشكّل صرخة احتجاج ضد الظلم والاستعباد والتخريب الذي يمارسه الاحتلال ضد الفلسطيني وضد الطبيعة الفلسطينية من أرض وشجر وحجر.
ويوضح انعيم بأن الأشكال الهندسية المتمثلة في الكنائس والمساجد والمآذن والقباب والبيوت والأبواب والشبابيك هي مفاهيم دالّة على نوعٍ من التحدي، مشيرًا إلى أن المرأة الفلسطينية تظهر وسط هذه الرموز وهي تحمل الناي، كأنها “تنتظر الذكورة القادمة التي تُستكمل فيها الثنائية التي ينبني عليها الوجود ويكون الإخصاب في الحياة”.
من جهته، يقول مدير الجاليري أحمد فؤاد شما: “إن انعيم عُرف بكونه مصورًا ورسامًا جرافيكيًا بالإضافة إلى تصميم الملصق السياسي، لكنه في هذا المعرض يقدم تجربة جديدة كرسام للمناظر، إذ تعكس لوحاته شغفَه بالطبيعة واحتفاءه بجمال الريف الفلسطيني والأردني”.
ويرى شما أن التطور المفصلي في تجربة انعيم يكمن في اللوحات التي ركّز فيها على البعد الإنساني المرتبط بالبعد الحضاري للقضية الفلسطينية، وذلك من خلال استخدامه الجماليات والعناصر المعمارية والتراثية والشعبية التي تتخذ فيها المرأة دور البطولة.
/العمانية/ 174