(نملك الكثير من الإستثناءات في الحياة ولكن في العادة يكون هناك دوماً استثناءاً وحيداً يملك أن يغيّر كلّ ما نؤمن به)
(الاستثناء الوحيد)
في هذه السماوات
بين ناظريّ
أُفقٌ في الشرق بعيد
وأِفقّ في الغرب أبعد؛
آفاق واسعة
يـتوسّطها قمراً
في نوره
كالمليك يسْـمو
وحيداً..
في عتمة هذه السّماء
بعض الحضور
هنا وهناك أراه في
الملايين من النجوم،
ملامح ليلية
أضواءاً فلكية
لا تلهي نظري
لا تعبث بفكري
ولا تزيد عنفواني
ولا الخفقان في قلبي..
في مسائي هذا
وغيره من المساءات
العتيمة والمضيئة
الإستثناء الوحيد
الجالب كلّ ذاك
العبث والبعثرة
هي نجمة لامعة
تتوسّط عالمي
أسميتُها
نجمة حبّنا..
*****
.
.
في هذه الطّبيعة
سهول خضراء
وبساتين غنّاء،
أزهارٌ على مدّ البصر..
خيال ألوان الورد والزّهر
وسحرٌ في أوراق الشّجر؛
هي صورة أبدعها
خلاّق البشر
لوحة رسمها
الكاملَ في صنعه
بديع في خلقه..
وبين أحضان الطبيعة
بعض العيون
بما تعشقها وتحبّها
تصنع الإستثناءات
فلا تريد كل ما تـلقى
ولا تهوى كلّ ما ترى..
هي في لغتها وكلماتها
تقول الكثير؛
وأمّـا في عينايا
فالإستثناء الوحيد
هو وجهك البديع
فجلّ من خلقك
وأحسن في صنع
صورتك الجميلة..
في صفحاتي
هنالك في سطوري
ملايينا ً من الحروف
آلاف الكلمات المؤلفة
عشرات من القصص
كتبتها لأقرأها حيناً؛
مئات من أسماء
المدن والقرى
مئات من أوصاف
الأزهار والورد..
في أوراق دفاتري
كتبت بمداد حبري
حروفاً أفتحها حيناً
وأشدّ بعضها وأكسرها
في حينٍ آخر،
أكتب وكأنّهنّ موجاً
بين المدّ والجزر
فأضحت سطوري شاطئاً
تتلاعب فيه مشاعري..
كتبت بمحبر أقلامي
ملاييناً من أسماء
النّجم والشّجر واللّيل
والقمر والغيم والمطر
وما حفظتها أبداً..،
فالإستثناء الوحيد
هي حروف إسمك
الطّـاغية والـرّاسية
في موانئ فؤادي
فسبحان الحافظ
من أحفظني إيّـاهُـنّ..
فؤاد البوسعيدي