منذ السنوات الأولى لعهد النهضة المباركة والمرأة العمانية تقدم تضحياتها من أجل هذا البلد الغالي حيث أستطاعت تربية جيل متعلم وواعي ومدرك لحجم العمل المناط عليه لخدمة عمان وأهلها، وبينما كانت المرأة قبل النهضة محرومه من عدد من الحقوق جاء جلالة السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور – طيب الله ثراه – وأعاد لها حقوقها كاملة وأهتم بها أيما أهتمام حتى أصبحت المرأة العمانية شريكة مع أخيها الرجل في تقدم السلطنة ورقيها فكانت الوزيرة وووكيلة الوزارة والمديرة والمعلمة والمهندسة والطبيبة والعاملة بكل موقع من مواقع العمل.
كان يقال أن المرأة نصف المجتمع ولكن في الحقيقة أنها كل المجتمع، المرأة هي من تستطيع أن تبني جيل واعي ومتعلم ومثقف وفاعل وايجابي وهي من أخرجت القادة والعلماء والمفكرين والرواد في بلادنا، المرأة كل المجتمع وكل الحياة فهي من تصنع البدايات وهي من تجعل النهايات سعيدة ومفرحة ورائعة.
يحق لكل امرأة عمانية أن تفخر بيوم 17 أكتوبر الذي خصصه مولانا المعظم – طيب الله ثراه – كيوم تاريخي للمرأة العمانية، بل عليها أن تفخر بما تحقق لها في العهد الزاهر من إنجازات عظيمة ما كادت تتحقق لولا رؤية ثاقبة من رجل حكيم يدرك قيمة المرأة ومكانتها ودورها في الحياة، أفخري يا عمانية فأنت من أخرجتي ناصر بن مرشد وجابر بن زيد والمهلب بن أبي صفرة وأحمد بن ماجد ونور الدين السالمي وأبن دريد والخليل بن أحمد الفراهيدي وأحمد بن سعيد البوسعيدي وغيرهم كثر لا يمكن أن نذكرهم، أرفعي رأسك بين الأمم بما تملكيه من مكانة عظيمة في دولة عظيمة وإمبراطورية وصلت إلى المشرق والمغرب بفضل صبرك وهمتك وعلو شأنك ولا تنظري إلى المثبطين فالمرأة هي المرأة في كل زمان ومكان تؤدي نفس الدور التنويري والتعليمي والتربوي والأخلاقي متى ما كان الرجل لها ظهر وسند وكان رجلا بمنتهي المسؤولية.
أنت متميزة في كل ميدان وقد أثبتي ذلك بمنتهي الإجادة والسمو، ففي البيت أنت العمود الذي تقف عليه بيوتنا، وفي المدرسة أنت المعلمة المخلصة والوفية والمربية، وفي المستشفى أنت الطبيبة والممرضة والعاملة بكل تفاني وأمانه، وفي الهندسة أنت المبدعة والمفكرة، وفي كل ميادين الحياة أنت المساهمة بصدق وإخلاص في بناء هذا الوطن بل أنت أساس البناء وقمة العطاء، أنت الوفاء لعمان في كل ميادين الحياة الاجتماعية والاقتصادية والتجارية والعلمية والسياسية والثقافية والإبداعية.
في هذا اليوم العظيم نبارك للمرأة العمانية هذا العيد المشرق واليوم المميز والمبهج لعمان قاطبة، كل عام ونساء عمان في علو وتقدم ورقي وتقدم وسمو ورفعة، كل عام ونساء عمان في عظمة وفخامة ونبراس وعطاء لا ينفد ولا ينعدم، كل عام وأنتن تاج الرؤوس وعنوان العطاء والمحبة والجمال، كل عام وعمان بكن تسمو وترتقي وتتطور، كل عام وأنتن نبراس الوطن وقلبه النابض وروحه المتقدة، كل عام وأنتن الورد العاطر والزهر الفواح لمستقبل عمان وأهلها.
وفي عهد السلطان هيثم بن طارق – حفظه الله ورعاه – تستمر الرؤية السلطانية في الثقة بالمرأة العمانية ودورها الكبير في خدمة عمان وأهلها، وهي نظرة لها محلها وتقديرها من المرأة في السلطنة، وسوف يكون لها مردودها الإيجابي في السنوات القادمة بحول الله، كل عام والمرأة العمانية مصدر فخر وعزة ورفعة وسمو لعمان، ودمتم ودامت عُمان بخير.
د.خالد بن علي الخوالدي