شهد مطلع شهر ديسمبر الجاري إحياء اليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة، وقد شاركتُ في افتتاح معرض الشركات الطلابية لذوي الإعاقة تحت شعار “رواد المستقبل”، والذي نظمته وزارة التربية والتعليم ممثلة بالمديرية العامة للتربية الخاصة والتعلم المستمر، وشارك فيه عدد من الطلاب ذوي الإعاقة، والذين برهنوا على قدرتهم الكبيرة على تحقيق كل ما يطمحون إليه، وتجاوز كل التحديات التي يواجهونها.
ما شهدتُه من معروضات عكست مستوى الأفكار التقدمية التي يتحلى بها هؤلاء الفتية والفتيات، والذين يؤكدون أنهم لا فارق بينهم وبين أقرانهم من غير ذوي الإعاقة، وأنَّ الإعاقة الحقيقية تتمثل في الكسل والتقاعس والخمول وعدم الرغبة في تحقيق إنتاجية فعلية. المشاريع كذلك كشفت أن الطلاب قادرون على طرح أفكار يمكن أن تخدم المجتمع في شتى المجالات، ولا ينقصها سوى الدعم، وخاصة من القطاع الخاص، المناط به تقديم شتى سبل الدعم المالي للشركات الطلابية، لأنها تمثل باب أمل كبير يمكن أن يقودنا إلى أرقى المستويات في مختلف المجالات.
والحق أقول إنني لم أرَ في هذا المعرض إلا كوكبة من الأشخاص من أصحاب الهمم العالية والراغبين في إحداث تغيير في الصورة النمطية التي قد تكون لدى البعض حول فئة ذوي الإعاقة، فضلا عن ترسيخ مفهوم عميق وأصيل حول قدرتهم على تنفيذ كل ما يطمحون إليه من أفكار.
مجتمعنا يشتمل على أعداد ليست بالقليلة من ذوي الإعاقة، على اختلافها وتنوعها، ولذلك ينبغي على كل فئات المجتمع أن تساهم في دعم ومساندة الأشخاص ذوي الإعاقة، والدور الأكبر بلا شك يقع على عاتق الأسرة، والتي ينبغي أن تُدرك أنَّ المعاق يحتاج إلى الدعم والتشجيع والتحفيز دائمًا وليس تجاهله أو إقصائه وحرمانه من التعليم. المعاق في أمس الحاجة إلى الاندماج مع أقرانه في مختلف الأعمار، وهنا يجب على وزارة التربية والتعليم أن تعزز من إدماجهم في مختلف المدارس حسب نسبة الإعاقة، مع التوسع في المدارس الفكرية والمدارس المتخصصة لذوي الإعاقة، بما يسمح بإتاحة كامل الفرصة أمامهم لكي يحصلوا على قسط تعليمي كلٌ حسب استطاعته وقدراته.
وأخيرًا.. أدعو الجميع لتفادي التمييز السلبي لذوي الإعاقة، وفي المُقابل نقدم لهم كل الدعم والمساندة عبر الاندماج والتعليم وتوفير شتى الوسائل التي تعينهم على العمل والإنتاج.
علي بن بدر البوسعيدي