
عمّان في 26 أكتوبر /العمانية/ يبحث كتاب “البناء المعرفي للسياسة عند أفلاطون ومكانة المرأة فيه”، في فلسفة أفلاطون في المواضيع الثلاثة المهمة (المعرفة، والسياسة، والمرأة)، ويتقصى الحقائق والرؤى الأفلاطونية حول ذلك.
وتقول خديجة زتيلي التي أشرفت على الكتاب ووضعت مقدّمته، إن هذه الموضوعات لا تزال تثير اهتماما وجدلا في أوساط الباحثين والمشتغلين في الفلسفة، وما زال السؤال معلّقاً عن كيفية تعاطي القدماء مع موضوع مكانة المرأة السياسية والاجتماعية والفكرية؟ لهذا حاولتْ مع مجموعة من الباحثات والأكاديميات، استقصاء تلك المرحلة التاريخية بغية إعادة كتابة التاريخ بشكل موضوعي غير منحاز.
وتوضح زتيلي أنه لا بد من تصحيح الأخطاء والمغالطات التي كرّستها النصوص القديمة على مدى قرون طويلة من الزّمن، ولا سيما استبعاد النساء من حقل الممارسة والنشاط بوجه عام، متحجّجةً بمسوغات بائسة، وتبريرات عنصرية تحالفت مع القوانين السائدة لإبقاء قطاع كبير ومهم من المجتمع في العتمة.
ويتضمن الكتاب الصادر عن دار فضاءات، مقدمة وأربعة فصول وخاتمة. إذ يحاول الفصل الأول، تعقب جملة العوامل الأساسية التاريخية والثقافية، التي ساهمت في تشكيل النظرية السياسية الأفلاطونية، والينابيع الأولى التي استقى منها أفلاطون فكره السياسي.
ويتناول الفصل الثاني “فكرة العدالة” المقترحة من طرف أفلاطون، بوصفها مفهوماً أساسيّاً لفكرة التغيير السياسي في المدينة، في محاولة جريئة وغير مسبوقة لنقد مفاهيمها المتداولة.
ويوضح الفصل الثالث كيفية مساهمة تصورات أفلاطون في مجال المعرفة، في رسم عالم أفكاره السياسية والاجتماعية، مع الإشارة إلى أنّ المواقف الفلسفية السياسية الأفلاطونية لا تكتسب مشروعيتها إلا بالاستناد إلى نظرية المعرفة عنده، وأنه لا يمكن فهم واستيعاب مضامين الخطاب السياسي الأفلاطوني بمعزل عن النص المعرفي، وأنّ المسلمات التي تؤسّس لكلا الخطابين واحدة. وهذا ما يؤول بالقارئ إلى مسألة “التماثل” بين المعرفي والسياسي، وأنّ المدينة الأفلاطونية هي في النهاية، مدينة “عقلية” صرفة وفقاً لمرتكزاتها الفلسفية.
أمّا الفصل الرابع، فيسعى في بدايته إلى التعرف على مكانة المرأة في المجتمع اليوناني، موضحاً كيفية تواطؤ الدساتير الإغريقية على إبعاد النساء من الحياة السياسية والاجتماعية، مدعية عدم أهليتهن للوظائف السامية في الدولة.
/العمانية/ 174