الشارقة، في 2 نوفمبر/ العمانية / حملت افتتاحية العدد 49 من مجلة “الشارقة الثقافية”
عنوان “الوعي الثقافي والتاريخي”، مؤكدةً أنّ الأمة التي لا تقرأ أمةٌ بلا وعي، ولا
حاضر لها أو مستقبل.
وبحسب الافتتاحية، فإن التشجيع على القراءة وتوفير الكتب ورفع المستوى الثقافي
والتركيز على التعليم، من أهم المصادر لتكوين الوعي وتنشيط عمله، لذلك ينبغي أن
تسخّر المدن العربية إمكاناتها لجعل القراءة عادة يومية بين سكانها، وينبغي أن تدعم
الكتابَ وصناعته لأنه يسهم في إرساء دعائم البنية الفوقية للمجتمع.
ووضحت الافتتاحية أن الوعي التاريخي لا ينفصل عن الوعي الثقافي، بل إنه لا يتحقق
إلا من خلال الثقافة الحقيقية والمعرفة الثرية، وإعادة قراءة التاريخ وتحليله وتنقيته من
الشوائب واستخلاص العبر والدروس والاستفادة من الحوادث وسير الشخصيات لما فيها
من منفعة للدارسين والباحثين، ومصلحة للمجتمع.
ورأى مدير التحرير نواف يونس في مقالته “أوراق من الذاكرة.. رسائل بلا عنوان”، أن
التكنولوجيا ووسائل الاتصال الحديثة لم تستطع تعويض الناس عن تلك اللحظات المفعمة
بالترقب والانتظار والفرح، التي كانت تحملها الرسائل البريدية، مضيفًا أن الرسائل “
بمثابة صندوق الأسرار لمشاعرنا وعواطفنا وأفكارنا.. وخزين الذاكرة ذات الغرف
المغلقة في دواخلنا”.
واستكمل يقظان مصطفى كتاباته في المجلة، ملقيًا الضوء على إنجازات الحضارة
العربية، وبخاصة علم الأصوات النطقي عند العرب، واستذكر د. ربيع أحمد سيد أحمد
سيرة عميد المستعربين الإسبان “أميليو غارسيه غوميث” الذي قام بترجمة العديد من
المؤلفات العربية إلى اللغة الإسبانية، بينما استعرض مصطفى الحفناوي تجربة الشاعرة
الأمريكية “لويز جليك” التي فازت بجائزة نوبل للآداب أخيرا.
وفي باب “أمكنة وشواهد” يصطحبنا صابر خليل في جولة داخل أرجاء مدينة المنصورة
المصرية التي تفوح بعبق التاريخ والفن والجمال، ويعرّج بنا عامر الدبك إلى سماء
بصرى الشام التي تعدّ متحفًا تتعانق فيه الحضارات.
وفي باب “أدب وأدباء” يتناول د. هاني محمد المفكرَ أحمد أمين الذي يعد أحد أعلام
النهضة العربية الحديثة، ويجول حسن بن محمد في تجربة محمد ديب الذي تنبأ في
روايته “الحريق” بالثورة الجزائرية، ويحاور عبد العليم حريص الشاعرة الكويتية سعاد
الصباح التي ترى أن الكتابة “مغامرة على الورق رغم كل العقبات والإحباطات”.
وتتوقف د. بهيجة إدلبي عند التجربة الروائية لبنسالم حميش الذي وجد في التاريخ
فتنة الحكي والتخييل، بينما يحاور ضياء حامد الكاتبة المصرية ريم بسيوني التي فازت
بجائزة نجيب محفوظ، ويتناول عزت عمر رواية “العجوز والبحر” لإرنست همنغواي،
ويُجري الأمير كمال فرج حوارًا مع الكاتبة شهلا العجيلي التي أقرّت بوجود تشابك
معرفي بين التاريخ والرواية.
ويستطلع عبد الهادي روضي آراء عدد من المبدعين العرب حول تصورهم للكتابة،
ويلقي بهجت صميدة الضوء على كتاب جمال حمدان “شخصية مصر”، وتجول اعتدال
عثمان في العالم الإبداعي ليوسف إدريس وتحولاته ومواقفه الشخصية في الحياة العامة
من خلال قراءة للمستعربة “فاليريا كيربتشنكو”، ويلتقي محمد زين العابدين الشاعرَ سامح
محجوب في حوار قال فيه إن الأشياء لا تبدو جميلة إلا بانعكاس روح الإنسان عليها.
ويكتب أحمد أبو زيد حول البديعيات الرائدة في الأدب العربي التي تعدّ إبداعًا شعريًا
فرديًا يجمع بين الفنون اللغوية والأدبية، وتقدم رؤى مسعود جوني إضاءة على الأدب
الياباني الحديث الذي تأثر بواقع الحرب وما بعدها من أحداث، ويتناول محمد هجرس
الروائي يوسف أبو ريّة الذي احتفى به نجيب محفوظ وأشاد بكتاباته، ويحاور هشام
أزكيض الكاتب محمود الريماوي الذي امتهن الأدب والصحافة معًا ويشغله ويؤرقه
الإنسان وتحديات واقعه، كما يحاور أشرف قاسم الكاتبَ منير عتيبة، مؤسس مختبر
السرديات في الإسكندرية والذي أكد أن العمل الإبداعي مشروع لا يكتمل إلا بالقراءة،
ويقدم د. راشد عيسى رؤاه عن قصائد البحريني قاسم حداد.
ويشتمل باب “فن. وتر. ريشة” على موضوعات منها: “لؤي كيالي.. فنان الحزن الجميل”
(مهاب لبيب)، و”سارة شما.. لوحاتها تعبّر عن شخصيتها ومشاعرها إنسانيًا” (وحيد
تاجا)، و”أثر سيد درويش في مدرسة الرحابنة” (عبده وازن)، و”يعقوب صنّوع.. رائد
في الصحافة والمسرح والأدب” (هبة أبو الفتوح).
كما نقرأ في العدد مجموعة من المقالات لكتّاب من بينهم: د. محمد صابر عرب،
مصطفى عبد الله، نبيل سليمان، صالح لبريني، غسان كامل ونوس، د. يحيى عمارة، د.
حاتم الفطناسي، خوسيه ميغيل بويرتا، أنيسة عبود، د. حاتم الصكر، د. عبد العزيز
المقالح، رابعة الختام، ونجوى المغربي.
وفي باب “تحت دائرة الضوء” نقرأ عروضًا لإصدارات منها “مخرجون واتجاهات في
سينما العالم” للناقد المصري سمير فريد (د. أمل الجمل)، “كتاب اللاطمأنينة” للشاعر
فرناندو بيسوا (سعاد سعيد نوح)، “مرايا لا تعكس” للشاعر د. عبد الحكيم الزبيدي (د.
شهاب غانم).
/العمانية /174