اكتمل عدد أيام الشهر الثاني عشر -شهر ديسمبر- وآخر الشهور الشمسية من كل سنة ميلادي ! وبذلك تنتهي السنة الميلادية إحدى وعشرون بعد الألفين لتأتي السنة الميلادية إثنان وعشرون بعد الألفين مبتدئة بالأول من شهر يناير (كانون ثاني) لندخل فيها ونحن نتوق إلى آمال كبار ذات أوجه ملساء من لمعان نظارتها التي تقودنا شوقا إلى تحقيق ولو شيء بسيط من تلك الأحلام الملونة بلون وردي ولون ازرق ولون بنفسجي علما بأن هذه الألوان لها ما لها من المعاني الحياتية التي تتفاعل مع أحاسيس ورغبات الإنسان في هذه الحياة !.
لقد أفل عام وولى وقدم إلينا عام آخر وأتى والله تعالى أعلم بما يفيء به العام الجديد في شهوره وأيامه وفي لياليه ونهاراته ! نعم لا نعلم بما الله صانع بنا فيه ولكننا بما إننا مؤمنين بوقائع أقدار الله فيه فإن لايسعنا إلا أن نضع فيه لأنفسنا أمنيات الخير والبهاء وذلك بتفائلنا بحركة أوقات وأزمنة الفين واثنين وعشرين وفي والحكمة تقول :- (تفائلوا بالخير تجدوه) وإن لا نفرط في التفاؤل فالعيش في هذه الدنيا درجات ومراتب ولا أحد يملك عصا سحرية يحركها لصالحه كيفما يشاء لتأتي له بلبن العصفور وإنما ربنا تبارك وتعالى يقول لنا : (( وَقَالَ رَبُّكُمُ ٱدْعُونِىٓ أَسْتَجِبْ لَكُمْ ۚ ..)) فالدعاء هو المحسن والمجمل لهذه الحياة وذلك أن المسلم كلما ألم به كرب تخلص منه بتوجهه بالدعاء إلى الله تعالى مباشرة ..(( أَمَّن يُجِيبُ ٱلْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ ٱلسُّوٓءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَآءَ ٱلْأَرْضِ)).
لذا فإننا ونحن نستقبل العام الميلادي الجديد ليس لدينا إلا التفاؤل به ! لأن التفاؤل راحة ورحمة لنا لماذا ؟! لأننا بالتفائل سنستطيع أن نمتلك هدوء الضمير وهدوء العقل وهدوء الوجدان وبالتالي من الناحية السيكولوجية فإننا سنكون أناس في غاية من الطمأنينة لدرجة كبرى من الراحة وفي كل شيء وبالتالي فإن هذه الطمأنينة ستكون بينونتها واضحة المعالم على الإنسان من حيث بريق وجهه وراحة في بدنه وهذا الحال يكون فينا حينما ننظر إلى الدنيا بأنها نعمة وليست نقمة وأنها هي الصحة والعافية وليست التعب والهموم التي تؤدي إلى المرض وأنها هي التي نسعد فيها لأننا أحياء نعيش على ارضها التي نأكل من زروعها وثمارها ونشرب مياه ينابيعها وأفلاجها وأنهارها ونتنفس هوائها ونستظل بظلال أشجارها ونعيش تحت سمائها وتأتينا أرزاقنا في هذه الدنيا من عند ربنا وليست هي البؤس والشقاء و التعاسة !.
نعم هذه هي مفاتيح التفاؤل أخي القارئ الكريم لذلك فإن فرحتنا بقدوم العام الميلادي الجديد مصدرها التفاؤل به والنظر إليها بعين الفرحة والمسرة والبهجة والاغتباط – أسعدنا الله وإياكم- في هذا العام الجديد وجعل أيامه لنا أيام خير وبركة وعطاء وكفانا وإياكم شره ومشقته كما أرجو من الله تعالى أن يجعل العام الجديد عام رخاء لعمان والسلطان هيثم المفدى والشعب الأبي وأن يتحقق لنا جميعا ما نصبوا ونتطلع إليه من عيش منعم كريم ننعم خلاله جميعا بالرفاه وأن تكون عمان ذات منعة رفعة وسؤدد – إنه سميع الدعاء – وشكرا لعامنا المنصرم على كل لحظة من لحظات أيامه الغابرة التي عشناها بحلوها ومرها ، بصيفها وشتائها ، بشمسها وقمرها ، بليلها ونهارها ، برقة وعذوبة لحظاتها ، بتعب وبصخب لحظاتها وشكرا لكل حركاتنا وسكناتنا فيها – نسأل الله تعالى لنا فيها الرضى والقبول.
الكاتب الأستاذ / فاضل بن سالمين الهدابي