في فلسطين الحالة مختلفة عن باقي دول وشعوب العالم، ففي فلسطين يعاني اهلنا بالاساس من “فيروس الاحتلال”، والعالم عمليا يقف متفرجاً على هذا “الفيروس” المتفشي على نحو كارثي مزمن ليس له مثيل على وجه الكرة الارضية، وما سياسات التمييز العنصري الصهيونية الشاملة سوى احدى تجلياته، والاحتلال الإسرائيلي في زمن «الكورونا» يضاعف الاعباء والاثقال والتداعيات على الشعب الفلسطيني، فالحكاية هناك اصبحت”كورونات” تحتاج الى جهود وامكانات وطاقات هائلة لتزيلها عن كاهل أهل البلاد، والاحتلال بطبيعة الحال لا يكترث ابدا بهؤلاء البشر حتى لو تعرضوا الى جائحات من الكورونا الفتاكة، وحتى لو تعرضوا الى هجوم كوروني واسع النطاق ومرعب ويهدد بالابادة الجماعية، بل يمكن القول ان الاحتلال قد يعزز ذلك ويوفر المناخات لذلك، فالهدف الكبير الاساسي على اجندته هو”الاقتلاع الشامل لأهل البلاد من جذورهم…وانهاء حضورهم العربي في فلسطين..!.
فصهيونيا لا يأبهون هناك ايضا لكل الاعتبارات الانسانية، فهم وإن تظاهروا بالاهتمام وبالهلع والخوف على الصهاينة من تفشي الكورونا، الا انهم يستخفون بتداعيات الكورونا على الفلسطينيين، فمع الفلسطينيين يتحولون بالاجماع الى اليمين المتشدد والعنصرية والعسكرة المجرمة، فعلى الرغم من كل المناشدات العالمية التي طالبت الحكومة الصهيونية مثلا برفع-او تخفيف-الحصار عن قطاع غزة وإتاحة الفرصة لايصال العلاجات والمعدات والمواد اللازمة لمواجهة وباء الكورونا هناك، الا ان قادة الاحتلال على العكس تماما يشددون الحصار على اهلنا في القطاع، بل ويعسكرون المسألة تماما.
الى كل ذلك فان قضية الاسرى الفلسطينيين تبرز باهميتها في ظل فيروسات الاحتلال وكورونا، حيث حيث كانت سلطات الاحتلال رفضت وما تزال ترفض اي تعاون ممكن لتوفير الاجهزة والادوات اللازمة للاسرى للوقاية من احتمالية انتقال وانتشار الفيروس في المعتقلات، رغم ان الاسرى اعربو مرارا عن خوفهم من تفشي هذا الوباء على نحو سريع داخل السجون والمعتقلات بسبب الازدحام الشديد وانعدام توفر ادوات الوقاية، وقد حصل المحظور، ففي معتقلات الاحتلال، أعلن “نادي الأسير” الفلسطيني عن إصابة سبعة معتقلين فلسطينيين، في سجن “عوفر” بفيروس “كورونا”، وقال النادي، في بيان صحفي، إن “إدارة سجن عوفر غربي رام الله، وسط الضفة الغربية المحتلة، أبلغت المعتقلين بإصابة سبعة منهم بفيروس كورونا”، ويرفع هذا الإعلان، عدد المعتقلين الفلسطينيين المصابين بـ”كورونا” إلى 24 معتقلا- المركز الفلسطيني للإعلام- الثلاثاء 8/9/2020″، ويبدو ان الامور تتجه كورونيا الى المزيد من التفشي بين الاسرى…!، كما جاء في احدث التقارير الفلسطينية ارتفع عدد الإصابات بفيروس “كورونا” بين صفوف الأسرى في سجن جلبوع إلى 100، بعد تسجيل إصابات جديدة في قسمي (1) و(4، وقال نادي الأسير في بيان له، اليوم الأربعاء، إن 360 أسيرا في “جلبوع”، يواجهون خطرا كبيرا، مع استمرار انتشار الفيروس بينهم، موضحا أن حالة من القلق الشديد تسود أواسطهم لا سيما المرضى منهم- بوابة الهدف- الأربعاء 11 نوفمبر 2020-.
وفي ضوء هذه المعطيات وهناك غيرها الكثير الكثير يقتضي السؤال المزمن ايضا: الى متى يبقى الاحتلال جاثما على صدر الفلسطينيين…؟!
الى متى تستمر فيروسات الاحتلال في التفشي الفتاك في الجسم الفلسطيني…؟
لماذا لا يهرع العالم معلنا حالة الاستنفار لعلاج ملف”فيروسات الاحتلال الصهيوني” بكامله، كما يستنفر لمواجهة هذا الوباء-العالمي….؟!
في هذا الوباء-كورونا- يستنفر العالم “انسانيا” و يعلن حالة الطوارىء الشاملة ويوظف كافة امكاناته الطبية العلمية المالية لاحتواء الفيروس، بينما لا يتحرك ضمير العالم في مواجهة كورونات الاحتلال الصهيوني التي تفتك بفلسطين شعبا وتاريخا وحضارة ووجودا…..؟!
اسئلة كبيرة انسانية واخلاقية وضميرية وقانونية على اجندة العرب والعالم….!
ثم اليس من المنطق والحكمة والعقل والعدل وفقا للمواثيق الاممية ان يتم وضع “اسرائيل” الارهابية الخارجة على كافة القوانين والمواثيق الدولية في الحجر الصحي فورا…..؟!
نواف الزرو