كينشاسا في 19 نوفمبر/العمانية/ تجسيد الحياة اليومية في الموسيقى باستخدام أدوات
بسيطة وأواني المطبخ مع حلقات من الرقص التقليدي، ذلك هو هدف فرقة “ماماهات
الكونغو” المكونة حصريا من النساء. وتسعى هؤلاء النسوة إلى طرد هواجسهن ولو
مؤقتا من خلال الأغاني بل والحفلات في بعض الأحيان.
وتقول مؤسسة ومغنية الفرقة، /غلادي صامبا/، المعروفة بلقب /موم غلاد/، إن فكرة
إنشاء “ماماهات الكونغو” برزت من خلال جميع الأعمال التي تقوم بها أثناء اليوم.
وأشارت إلى أن الأم الإفريقية، وخاصة الأم الكونغولية، تجد نفسها دائما مرغمة على
العمل في كل صباح: غسيل الأواني والثياب وتنظيف المنزل….
وأضافت /غلادي صامبا/: “من أجل نسيان هذه المعاناة، تعودنا على الغناء، خاصة أثناء
العمل؛ وعلى هذا الأساس، تولدت لدي فكرة إنشاء فرقة تعكس صورة المرأة الإفريقية
وبالذات الكونغولية؛ ولذلك ترون أواني المطبخ”.
وفضلا عن الموسيقى، شكل أعضاء الفرقة جمعية تسمى “نساء في المنزل” تعمل
المتطوعات ضمنها على تعليم الأمهات الشابات تسيير وتنظيم حياتهن اليومية بهدف
السماح لهن باكتساب قدر أكبر من الاستقلالية. وتؤكد /عاليدا تومبو/، إحدى الأمهات
الشابات، أن هذه الجمعية أفادتها كثيرا نظرا لكونها لم تكن قادرة على اقتناء أبسط
متطلبات منزلها، مضيفة أنها تعلمت من الإرشادات المقدمة كيفية شراء الأقداح وتنظيم
البيت ونصح الأطفال وتربيتهم وتأطيرهم.
وتجمع أغاني “ماماهات الكونغو” خليطا من الراب والموسيقى التقليدية التي تتضمن
دائما رسائل تركز على انعتاق المرأة وهي تواجه عادات ثقيلة يصعب بسببها الجمع بين
الأداء الموسيقى والعمل المنزلي. ووضحت مديرة أعمال الفرقة، /فوستين كاوا
ليتورمي/، في هذا الصدد أن عدة تعقيدات طرحت مع بعض النساء تعرضن للتهديد من
لدن أزواجهن بعدما شاركن في أحد العروض وأجبرن على الانسحاب.
وتعرف الفرقة نجاحا مدويا في الكونغو، وقد قامت بجولات في إفريقيا وأوربا. ومع أن
جائحة فيروس كورونا المستجد أوقفت العروض الجماهيرية، إلا أن “ماماهات الكونغو”
يواصلن تدريباتهن في منازلهن ويخططن لإصدار ألبوم في منتصف الشهر الحالي.
العمانية/