استقبلت عُمان اليوم ذكرى عزيزة وغالية امتزجت فيها المشاعر برحيل مؤسس نهضة عُمان الحديثة وذكرى نهضة متجددة بقيادة جلالة السلطان هيثم بن طارق ـ حفظه الله ورعاه ـ، حيث تستقبل عُمان في هذا اليوم الذكرى الثانية لتولِّي جلالته مقاليد الحكم في البلاد. اليوم تمرُّ هذه الذكرى الجليلة لدى أبناء هذا الوطن العزيز التي يقودها قائد النهضة المتجددة جلالة السلطان هيثم بن طارق ـ حفظه الله ورعاه ـ مجسِّدًا تجديد النهضة، وسيرًا على نهج السلطان الراحل ـ طيَّب الله ثراه ـ، وما رد الوفاء لمؤسِّس عُمان إلا بالدعاء وإكمال المسيرة الخيرة على يد جلالة السلطان هيثم ـ أيَّده الله ـ وتقديم التضحيات في سبيل هذا الوطن، واستكمال كتابة التاريخ بأحرف من نور.
ولله الحمد تتجدد ذكرى ١١ يناير هذا العام ٢٠٢٢م ولسان حال العُمانيين يقول: إن غاب السلطان قابوس، فالسلطان هيثم قد أكمل المشوار وأكمل المسيرة واستكمل النهضة، ونحن اليوم نؤكد ونجدد الولاء والطاعة لجلالة السلطان هيثم بن طارق ـ أيَّده الله ـ في العسر واليسر والمنشط والمكره، وما أكثر تلك الحالات التي تمرُّ على الأوطان، وخصوصا هذا الوطن، فخرجت عُمان شامخة عظيمة صلبة في حالة تعاضد وتعاون، حيث قدم أبناؤها التضحيات في سبيل هذا الوطن العزيز، والشعب العماني توارث تلك السجايا ولله الحمد.
لا شك أن عُمان مرَّت بظروف اقتصادية خانقة في مطلع القرن العشرين، واستمرت الأوضاع هكذا حتى مطلع عام ١٩٧٠م، وصبر العُمانيون، لكنهم قدموا التضحيات من أجل بلادهم، وأثبت العُمانيون معدنهم الأصيل في مواجهة التمرد ومحاولات الانشقاق التي حدثت في الخمسينيات والستينيات حتى منتصف السبعينيات، وقدموا الشهداء الذين رحلوا من أجل عُمان، وما أجدر بنا نحن اليوم وبعد أن قدم لنا هذا الوطن الكثير من المنجزات، وأحدث تحولا تاريخيا في حياة أبناء عُمان أن نكون على قدر تلك المسؤوليات الجسام، وهذا عهدنا بهذا الشعب العظيم.
ذاكرة الوطن ستبقى مرجعية وطنية نستمد منها القوة والدافعية، والإخلاص، والتلاحم الوطني، من أجل استكمال كتابة حاضر عُمان ومستقبلها، غير متناسين تاريخ هذا البلد العظيم وما تحقق خلال مختلف فترات التاريخ، وندرك جيدا السِّمات الخيِّرة التي وسَمت هذا الشعب العظيم، والتي دائمًا ما يلحظها الأشقاء والأصدقاء في الشخصية العمانية، وفي كيان الدولة عمومًا، وهذا من فضائل الله سبحانه على هذه الأرض الطيبة التي لا تنبت إلا طيبا، وما دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم إلا مصداق وتأكيد لهذه الخصوصية، نسأله تعالى أن تبقى دائمة راسخة متجسدة بالفضائل الكريمة.
كل عام وعماننا بخير، كل عام وسلطاننا بخير، كل عام وشعب عُمان الوفي بخير، وسلام واستقرار وازدهار، وسنكمل المشوار بعون الله تحت القيادة الحكيمة لجلالة السلطان هيثم بن طارق ـ أعزَّه الله ـ ومن عام إلى عام، تتجدد الذكرى الوطنية للعام الثاني، وعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم، وعلى قدر الكرام تأتي المكارم، هذا نهجنا في عُمان، ماضون خلف القائد مجسِّدين ملحمة الوفاء والولاء والعرفان، وسنتجاوز كل الظروف بعون الله، وسنستمر في دفع المسيرة الظافرة من أجل عُمان، كل عام وعُمان بخير.
خميس بن عبيد القطيطي