نزلت الديانة الإسلامية على خاتم النبيين محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وهو محمد بن عبدالله بن عبد المطلب بن هاشم العربي إين الجزيرة العربية، وكتاب الله العزيز نزل بالعربية وتفصيل الإسلام ككل عربي صرف، فلو كان أعجمياً لتفاخرنا، ولن ننكر أية حقيقية مرتبطة به.
لكن من المقدمة أعلاه، كلامي يأتي في سياق الرد، وليس إنتصاراً للعرق عربي أو فارسي أو تركي أو أياً يكن، بل الرد على كل من يحاول أن يشوش ويدعي أن أصولهم تنتمي إلى قومية اخرى غير العربية، وهنا يجب التوضيح ليس من باب المفاخرة، بقدر ما هو تصويب الخطأ، “إن أكرمكم عند الله أتقاكم”، بل جل الكلام هنا عن هوية أصلها عربية، وبالتالي، هناك إستغراب من البعض الذي فقد توازنه لكل من يعتد ويعتز بقومية أخرى ويتفاخر بها، ويقابل ذلك إن خرج أحد بنقيض ذلك يقولون عنه لأنه عنصري، المشكلة الحقيقية هي لدى الأتباع (العميان) وبالتالي أنا ضد العنصرية بكل أشكالها، لكني مع الهوية عربية أو أية قومية أخرى، فلكل قومية وهوية ذائقتها.
ومع نشر الإسلام وتوسع الحضارة الإسلامية ودخول الأعاجم بالإسلام وتمازج الثقافات لم يغير حقيقة عربيّة الإسلام الحقّة، وهذا فخرنا ورفعتنا وعزنا، وأما أصحاب كتب الحديث الستة، البخاري والترمذي ومسلم وبن ماجة والنسائي وأبي داوود، كلهم من العرب، سكنوا بلاد الأعاجم، وهم أحفاد الفاتحين الأوائل لبلاد فارس وغيرها، ومن الطبيعي عند سكنهم خارج مناطقهم أن يحملوا أسماء المدن أو القرى التي سكنوها، فمثلاً، البخاري نسبة إلى بخارى وهي مدينة معروفة في أوزبكستان، الإمام مسلم النيسابوري وهو عربي من بني قشير اليمانية حيث نزلوا نيسابور وسكنوا فيها وهي شمال خورسان الإيرانية وكذلك الترمذي فهو من بني سليم لكنه نزيل ترمذ في أوزبكستان فأطلق عليه الترمذي، وكذلك أبو داوود فهو كندي من كندة من العرب ونزل سيجستان شرق إيران فأطلق عليه السيجستاني وكذلك النسائي فهو نزيل نسّاء وهي مدينة وسط إيران وكذلك إبن ماجة فهو من ربيعة إبن شهر من الأزد. وللتوسع أكثر، هناك كتاب اسمه “عروبة العلماء في البلاد الأعجمية” للدكتور ناجي الأعظمي العراقي يبين بالدليل القاطع والبرهان الساطع عروبة العلماء أصحاب الكتب الستة وغيرهم.
فهناك خطأ كبير يختلط على الناس بنسب أي عالم إلى البلد التي يعيش فيها، دون التحقق، فلو كانوا هؤلاء العلماء من الصين أو من الهند فهم إخوتنا ولن ننكر أصولهم، لكن أن يكونوا عرباً وننسبهم إلى دول وبلاد أخرى، فهذا خطأ غير مقبول، وهي ليس خطأ غير مقصود، بل متعمد إن تم إعتماده كحقيقة ونشرها على هذا الأساس، فواجبنا أن نشير إليها ونصوبها، من باب الأمانة في النقل، وتحكيم العقل.
ونحن كأمة إسلامية، نتقبل الدين والعقيدة الصحيحة الموافقة لكتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم من الجميع سواء كان فارسي وتركي وهندي وباكستاني وغيرهم شرط أن تكون صحيحة، لأن هذا هو الأصل في ديننا، لكن تحريف الواقع وتزييف الحقائق فهذا مردود لا يجوز مطلقاً.
د. عبدالعزيز بن بدر القطان