مسقط في 31 يناير /العمانية/ يُسلِط المؤلف يحيى بن حمدان الصارمي في كتابه “مرتكزات التحصيل الدراسي؛ من مرآة للتعليم إلى عدسة للتعلم” الصادر عن دار لبان للنشر الضوء على مجموعة من الأفكار التطويرية في المجال التعليمي.
واستند المؤلف في أفكاره على التقييم الشخصي لواقع الممارسات والمستجدات التي عايشها في إطار عمله بوزارة التربية والتعليم في سلطنة عمان، ونتاج حصيلة تحليلية لبعض الدراسات البحثية التي نفّذها أو شارك فيها وما اطلع عليه محليا ودوليا من تجارب تعليمية موضحا كيفية توجيهها نحو تحقيق جودة التحصيل الدراسي بأدواته المختلفة ومؤشراته الإحصائية من أجل الرقي بالنظام التعليمي على مستوى الوطن العربي عامة.
وبلور في كتابه مجموعة أفكاره تلك على هيئة رؤى وتساؤلات وتوصيات ضمنية بين ثنايا محتويات مرتكزات الكتاب العشرة الموجهة بشكل أساسي للمختصين في مجال التدريس ومراقبة التحصيل الدراسي وتقويم التعلم ولصنّاع القرار والمخططين والمهتمين بالقطاع التعليمي بشكل عام، بما يُمثّـِل خُلاصة التجارب المدرسية وكأحد نتاجات المؤسسة التعليمية العمانية بما يحمله من تحليلات ومناقشات علمية عميقة ومؤشرات إحصائية دقيقة محلية وعربية ودولية حول مستوى جودة عناصر التعليم والتعلم، وكيفية تطويرها وتوجيهها كمرتكزات للتحصيل الدراسي.
ويشير المؤلف إلى أن تلك الرؤى قد يتفق معه في خلاصتها البعض ويختلف معه آخرون، إلا أنه في المقابل هناك نقاط التقاء مشتركة تجعل القائمين على العملية التعليمية يؤمنون بأهمية مؤشرات التحصيل الدراسي وارتباط مصداقيتها بالنتائج التراكمية لمستويات أداء المتعلمين لكي تحقق دورها في حماية النظام التعليمي من التفسيرات الجزئية والأحكام العامة سلبية كانت أو إيجابية التي في الغالب لا تقدم الصورة الدقيقة لمدى فاعلية جميع مكونات العملية التعليمية، ويترتب على ذلك الانشغال والتركيز على النجاحات الوقتية والانبهار بنتائجها المحدودة جدا وتأجيل الإجراءات الحاسمة الأكثر أهمية للعلاج الفوري.
وينقسم الكتاب إلى عشرة مرتكزات حيث يعتبر التحصيل الدراسي الرابط الضمني الذي يوصل بين محاورها وتلتقي حوله مرئياتها لتتبلور الفكرة الرئيسية التي يترجمها عنوانه من أجل التعمق في تفاصيل رحلتيّ التعليم والتعلّم لتحديد احتياجات المتعلم والحكم على إنجازه.
ويسلط المرتكز الأول الضوء على “إعادة هندسة تقويم التحصيل الدراسي للطلبة في الوطن العربي؛ من مطرقة مركزية التقويم إلى سندان التقويم الموضوعي” ويشير المرتكز الثاني إلى أهمية “ارتباط جودة التحصيل الدراسي بتنمية مهارات التفكير عند المتعلمين” أما المرتكز الثالث فيتطرق إلى “تنمية قدرات التفكير العليا من خلال التعليم البيئي”، ويستعرض المرتكز الرابع “مدى استثمار الدول العربية دراسة التوجهات الدولية في الرياضيات والعلوم (TIMSS)”.
أما المرتكز الخامس فيتحدث عن “المشاريع الإجرائية الطلابية في الوطن العربي”، فيما يتناول المرتكز السادس “الاختبار الوطني والثقافة العلمية”، ويتطرق المرتكز السابع إلى “توظيف الأساليب الإثرائية والعلاجية غير التقليدية في التحصيل الدراسي”، والمرتكز الثامن يتناول “ملف أعمال وإنجاز الطالب، مرآة التعليم وعدسة التحصيل الدراسي”، ويقدم المرتكز التاسع “ثلاثية المنهج والتقويم والإشراف”، ويتطرق في المرتكز العاشر إلى “التجديد التعليمي في الدول العربية وأثره على قناعات المعلمين لدعم التحصيل الدراسي للطلبة”.
/العمانية/
ع م ر