على الرغم من الموقف الشعبي والرسمي حتى الآن في سلطنة عمان، والذي لا يشير إلى أي تقارب من شأنه تطبيع العلاقات مع إسرائيل، تلمح وسائل إعلام إسرائيلية إلى اقتراب الخطوة.
فقد أفادت هيئة البث الإسرائيلي، بأن اعتقادا يسود لدى صناع القرار في إسرائيل بأن سلطنة عمان ستكون هي الدولة التالية التي ستقيم علاقات دبلوماسية مع تل أبيب، وذلك بعدما أُعلن عن اتفاق إسرائيل والمغرب على التطبيع الكامل للعلاقات الدبلوماسية بينهما.
صورة لمتظاهر جزائري في الجزائر العاصمة يوم 26 يوليو 2019 ، في آخر أسابيع من المسيرات ضد الطبقة الحاكمة وسط أزمة سياسية مستمرة في البلاد
© AFP 2020 / RYAD KRAMDI
برلمانية جزائرية تكشف لـ”سبوتنيك” تفاصيل أول “مشروع قانون” لتجريم التطبيع مع إسرائيل
الموقف العام في عمان لا يشير إلى ذلك، إلا أنه مع وضع المشهد المغربي ضمن الصورة فإن الأمر ذاته حدث في المغرب الذي كان يؤكد رفضه للخطوة.
وأعلنت سلطنة عمان، ترحيبها باتفاق تطبيع العلاقات بين المملكة المغربية وإسرائيل، الذي تم الإعلان عنه برعاية أمريكية في ديسمبر/ كانون الأول الجاري.
خميس القطيطي الكاتب والمحلل السياسي العماني، قال إن:” ما يذكر في بعض وسائل الإعلام حول تطبيع العلاقات بين سلطنة عمان وإسرائيل هي مجرد مانشيتات إعلامية لا تمس الواقع بصلة”.
وأضاف في حديثه لـ”سبوتنيك”، أنه:” منذ بداية موجة التطبيع مع إسرائيل يتكرر الحديث حول تطبيع السلطنة، إلا أن الأحداث تجاوزت هذه المسألة، ورغم الضغوطات والأوضاع الاقتصادية فالسلطنة لديها موقف مغاير”.
وفسر ترحيب الخارجية العمانية باتفاقات التطبيع العربية بأنه إجراء دبلوماسي، باعتباره شأن سياسي داخلي يخص الدول المطبعة، إلا أن موقف السلطنة وخصوصيتها والتزامها مع بقية الدول العربية بالمرجعيات السابقة والمبادرة العربية للسلام هو أساس الموقف العماني.
ومضى بقوله: بالنظر للقضية الفلسطينية نظرة واقعية لم يتحقق شيئا يذكر على أرض الواقع، ولم تقدم إسرائيل أية مواقف إيجابية تجاه الحقوق الفلسطينية، وإن حملة التطبيع التي بدأت منذ أشهر قليلة تحقق أهداف ومصالح “كيان الاحتلال” فقط.
وأشار إلى أن الأصوات الشعبية في السلطنة ترفض التطبيع بقوة، وكذلك موقف المؤسسة الدينية المعارض “لأي تطبيع مع الاحتلال”، معتبرا أن الشعب العماني قدم رسالة واضحة عبرت عن موقفه.
ورأى أن: “مساحة التعبير عن الرأي المتاحة في السلطنة يعول عليها، وبالتالي فإن هذه المواقف الشعبية تعتبر مساندة للحكومة في معارضة التطبيع مع الكيان المحتل”.