رام الله في 7 فبراير /العمانية/ صدرت أخيرًا عن دار طباق للنشر والتوزيع رواية بعنوان “بيت من ألوان” للأديب الفلسطيني محمود شقير.
وقال شقير في حديث لوكالة الأنباء العمانية إن هذه الرواية “سيرة روائية عن الفنان الفلسطيني إسماعيل شموط وزوجته الفنانة تمام الأكحل”، مضيفا أنها تعتمد على جزيئات من كتاب “اليد تكتب والقلب يرسم” الذي صدر للفنانة الأكحل وتناولت فيه تجربتها وتجربة زوجها الراحل.
وأضاف شقير أنه أراد تقديم كتاب الأكحل بصورة مبسطة للفتيات والفتيان، فكتب “بيت من ألوان” بعد أن أضاف لسيرتَي شموط والأكحل تفاصيل كثيرة.
ووضح شقير أنه بدأ السرد في روايته من لحظة إبعاد شموط عن مسقط رأسه مدينة اللد على أيدي سلطات الاحتلال الإسرائيلي، ثم لجوئه إلى مدينة خانيونس في قطاع غزة وإقامته في المخيم بعد التهجير عام 1948.
وأشار شقير إلى أن شموط تطوّع في مدرسة للّاجئين الفلسطينيين لتعليم الفتيان والفتيات فن الرسم، ومنحته إدارة المدرسة وقتها حذاء بلونين؛ فردة بيضاء والأخرى زرقاء، ولإزالة الفروق بين الفردتين قام شموط بطلاء الفردة البيضاء باللون الأزرق، فإذا ما أمطرت السماء زال الطلاء وظهر اللون الأبيض إلى أن استطاع فيما بعد شراء حذاء ذي لون واحد.
وتابع شقير قائلًا: “من هذه المفارقة بنيت السرد كله متناولا حذاء شموط، واستعرضت في روايتي مجموعة من الأحذية، وعلاقات الناس بالأحذية عبر مجموعة من الحكايات”.
ومن هذه الحكايات حكاية (فان كوخ) الذي حصل على حذاء قديم ضيق فتركه ورسمه في لوحة باتت من أشهر اللوحات في العالم؛ وحكاية (أولف ستارك)، الروائي السويدي الذي زار فلسطين وكتب قصة للفتيات والفتيان عن جدار الفصل العنصري في فلسطين، وحكاية علي وزهراء، وهما طفلان من إيران؛ إذ كان علي يلبس الحذاء صباحا ذاهبا إلى مدرسته ويخلعه عند العودة لتلبسه أخته زهراء في الفترة المسائية عند ذهابها إلى مدرستها.
واتبع شقير أسلوب السرد التشويقي في روايته، مع الحفاظ على المسار الأساسي لها، المتمثل في قصة الحب التي جمعت إسماعيل شموط بتمام الأكحل اللذين بعد لقائهما في القاهرة واشتراكهما في معرض فني افتتحه الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر.
كما تتحدث الرواية عن علاقة شموط والأكحل بعدد من الأدباء والشعراء والرسامين الفلسطينيين مثل محمود درويش وناجي العلي، وتتضمن قصيدة للشاعر إبرهيم نصر الله يهجو فيها الأحذية ويتعاطف مع الحفاة الذين رسمهم ناجي العلي (حنظلة أهم الحفاة). كما يتم الربط بين الأحذية التي يتحدث عنها شقير وبين الفقراء الذين لا يجدون أحذية ينتعلونها.
واستوحى شقير عنوان الرواية من إجابة إسماعيل شموط على سؤال تمام له “أين سنسكن بعد أن نتزوج؟”؛ فقد قال لها: “سأبني لكِ بيتًا من الألوان لا تستطيع كل قوى العدوان هدمه وتدميره”، وكان يقصد بالبيت الفن التشكيلي. أما لوحة الغلاف فهي للفنانة تمام الأكحل.
/العمانية/ (النشرة الثقافية)
ع م ر