حلول لإيجاد مصادر دخل إضافية في ظل ارتفاع الأسعار
الحسني: من المهم تحديد الأولويات في المصرفات لتجنب الاقتراض
الشبيبية: التخطيط السليم للمال يسهم في تلبية الاحتياجات رغم ارتفاع الأسعار
الصوافي: تخصيص 20 بالمائة للادخار والاستثمار سيُسهم في التصدي لأية حالات طارئة
الزدجالية: الادخار أمر مستحب إلا إذا كان الدخل بالكاد يغطي المصاريف الشهرية
اليعقوبية: اتجهت إلى التجارة لتغطية نفقاتي وتوفير فائض مالي للادخار
يعد ترشيد الإنفاق من الأولويات التي تحتاجها الأسرة مع ارتفاع الأسعار وفرض عدد من الضرائب على مجموعة من السلع قد يكون أحد الحلول للاكتفاء وضبط النفقات بما يتناسب مع الدخل الشهري لكل أسرة.
واستطلع “عمان الاقتصادي” رأي عدد من الأسر العمانية للوقوف على أهمية الادخار في ظل الأوضاع الاقتصادية الراهنة، وأشاروا خلال حديثهم إلى أن الادخار قد لا يكون الحل الوحيد أو الأنسب للجميع، فقد توجه البعض للبحث عن مصادر دخل أخرى لتلبية متطلباته، في حين يطبق البعض آليات مختلفة للادخار منها قاعدة 20-30-50 في تقسيم المصروفات الشهرية، حيث يتم تحديد 50% للنفقات الأساسية، و30% للنفقات المرنة والمتغيرة، و20% للادخار والاستثمار.
وفي حديثه عن خطته في التعامل الشهري مع المصروفات الأساسية مثل الكهرباء والماء والإنترنت، أوضح يوسف الحسني، رب أسرة عمانية بأنه يواظب على دفع الفواتير شهريًا حتى لا تتراكم عليه في الأشهر اللاحقة، مع التأكد على أهمية الترشيد في الاستهلاك الشهري حتى لا يتكبد مصاريف أكثر من الميزانية المرصودة للخدمات الأساسية.
وعن الآلية التي يتبعها الحسني للحصول على مبالغ إضافية تسهم في الدخل الشهري، قال إنه يبحث عن إيجاد مصادر دخل أخرى في وقت الفراغ أو الانخراط في عمل آخر في الفترة المسائية، مما يشجع العديد من الشباب لفتح المشاريع التي تضيف دخلًا إضافيًا لهم مع الدخل الشهري.
متابعا الحسني حديثه كونه رب أسرة أنه قادر على سد احتياجات ومتطلبات أسرته كون زوجته تعمل، فبالتعاون مع بعضهم البعض يجدون أنفسهم قادرين على سد الاحتياجات والمتطلبات بشكل معتدل.
وعن رأيه في مقولة “يجب عليك الادخار بنسبة 20% من دخلك” قال الحسني في حالة أن المصروف الشهري يتجاوز متطلبات الحياة، ممكن أن نقول هذه المقولة ضرورية، ولكن إذا كان الدخل العام للأسرة لا يكفي للادخار فإن هذه المقولة قد تكون شبه مستحيلة.
أما عن طريقته في تنظيم الإنفاق والصرف بين الأولويات، وضّح أنه يقوم بتحديد الأهم فالأقل أهمية، ويحدد ما هو العاجل والذي يمكن تأجيله في الإنفاق، حتى يستطيع أن يحقق احتياجاته دون الاضطرار للاقتراض.
التخطيط السليم
من جانبها، قالت غنية الشبيبية: إن خطتها في ترشيد الإنفاق تتمثل في عدم شراء أشياء زائدة عن الحاجة لاسيما المواد الاستهلاكية تجنبًا لرميها، إذ إن صلاحية استخدامها محدودة، كذلك تحويل مبلغ بسيط من الراتب كل شهر إلى حساب آخر خاص بالادخار، وعدم صرفه إلا للضرورة الملحة.
أما عن الآلية التي تتبعها غنية في تنظيم الإنفاق والصرف أشارت إلى أنها تقوم بتوفير الاحتياجات الأساسية للبيت من مأكل ومشرب ثم دفع فواتير الكهرباء والماء والإنترنت، أما الملبس فشراؤه لا يكون بشكل شهري.
وأكدت أن التخطيط السليم للمال يُسهم في تلبية احتياجات الأبناء رغم ارتفاع الأسعار والضرائب، وأن ترشيد الإنفاق، والتركيز على الضروريات أولا من مأكل ومشرب وكهرباء وإنترنت يجنب التورط في الديون، وضيق المعيشة.
وأكدت الشبيبية على أهمية ادخار نسبة من الدخل الشهري، وقالت إنه لابد من استقطاع مبلغ بسيط من المصروف الشهري، وادخاره في حساب خاص له تحسبا لأية حالة طارئة وتجنب الاقتراض من المصارف.
وتشجع غنية أبناءها على ترشيد الإنفاق والادخار عن طريق نظام “الحصالة” حيث يقومون بحفظ جزء من مصروفاتهم ومكافآتهم بداخلها، وإذا ما رغبوا في شراء جهاز إلكتروني أو هاتف أو أي شيء آخر يرغبون في اقتنائه، حيث إن ذلك يجعلهم يشعرون بقيمة الادخار.
العودة لثقافة الادخار
وقال خالد الصوافي رب أسرة: إن ثقافة الادخار ليست جديدة ولكن البعض أهملها ومع تغير نمط الحياة وغلاء المعيشة وفرض ضرائب على السلع والخدمات وظهور الجائحة التي طالت آثارها بقسوة على السلع التجارية ومصادر الدخل أصبح لابد من تعلم هذه الثقافة، والتي يقوم خلالها الفرد بتدوين المصاريف الثابتة وهي (المواد الغذائية وفواتير الماء والكهرباء والإنترنت والهاتف النقال وغيرها) حتى تحدد بداية كل شهر مقدار الأموال التي ستتوفر لتغطية بقية المصاريف، ومع كل عملية إنفاق، يجب تحديد تاريخ ونوع الإنفاق كالملابس، والطعام، والترفيه أو الأنشطة الثقافية، كما يجب أن يتم تدوين كل صغيرة وكبيرة من النفقات، ومن خلال تسجيل كل شيء بالتفصيل، للتمكن من معرفة جميع النفقات غير الضرورية، وتلك التي يتعين على الفرد التخلص منها لتوفير المال بشكل فعّال.
وعن طريقته في كيفية تقسيم دخله الشهري لمصروفات والتزامات أسرته، أوضح الصوافي أنه يقوم بتقسيم النفقات إلى خانتين، الأولى للنفقات الأساسية مثل المأكل والمشرب ودفع الفواتير والثانية للكماليات مع الأخذ بعين الاعتبار أن الترشيد في الاستهلاك يقلل من النفقات، وكذلك يقوم بتخصيص نسبة من دخلة الشهري للادخار واعتماد ما تبقى لتغطية نفقاته لباقي الشهر. وتابع حديثه الصوافي: إنه مع تغيرات الحياة وجب علينا أن ندرك قيمة الإنفاق والادخار، فقد غيّر الادخار الكثير من المفاهيم لدي حيث توقفت عن الشراء الاندفاعي والعشوائي للحاجات والرغبات، واستطعت الابتعاد عن الاقتراض، وأصبح لدي صندوق ادخار خاص للطوارئ.
وأوضح الصوافي طريقته في المصروفات وهي تطبيق قاعدة “20-30-50” في تقسيم الراتب الشهري، حيث يتم تحديد 50% للنفقات الأساسية و30% للنفقات المرنة والمتغيرة و20% للادخار والاستثمار، حيث بتطبيق هذه القاعدة سيكون هناك توفير لرب الأسرة وتوازن في النفقات والادخار وبإمكانه التصدي لأية حالة أو ظرف طارئ.
تحديات التخطيط المالي
أما صبرية الزدجالية فتعتمد آلية محددة في إدارة أموالها وتلبية احتياجات أسرتها، حيث تقول: أقوم بتنظيم الإنفاق حسب المهم فالأقل أهمية، وعن كيفية تعاملها مع المصروفات الأساسية كالمأكل والمشرب والكهرباء والإنترنت أوضحت أنها لا توجد لديها خطة معتمدة حاليا في ظل عدم ثبات أسعار التعرفة وبدء فرض القيمة المضافة على السلع والخدمات، ففي كل فترة نجد شيئا جديدا أو تغيير في الإجراءات الخدمية يجعلك تدفع أكثر وهذا شيء مقلق.
وعن وجهة نظرها في الادخار من راتبها الشهري قالت إن الادخار أمر مستحب إذا كان هناك فائض في الدخل، ولكن إذا كان الدخل بالكاد يغطي المصاريف الشهرية فلا يمكن أن يكون هناك ادخار ولو بنسبة ٢٠٪ حيث لا يوجد لدي فائض فأنا استلم راتب تقاعدي ومع تصاعد الأسعار وموجة الغلاء أصبح من الصعب الادخار، إلا أنني أقوم بالاستغناء عن الأمور غير الضرورية وتقليل الترفيه قدر الإمكان حيث قللت من ارتياد المراكز التجارية والمقاهي وعمليات الشراء الاندفاعي.
ولا توجد لدى حليمة اليعقوبية خطة معينة في ترتيب الأولويات في الشراء والاستهلاك مع ارتفاع الأسعار ففي بعض الأحيان تصادف أمورًا طارئة كالمرض، والذهاب للعلاج في المستشفيات الخاصة، وأعطال السيارة والسفر الطارئ لأجل العلاج، وعن كيفية تعاملها مع مصروفات الكهرباء والماء والإنترنت قالت إنها تقوم بتخصيص مبلغ ثابت لدفع الفواتير في وقتها تجنبا لتراكمها مع ترشيد الاستهلاك قدر الإمكان.
وقالت اليعقوبية بأنها توجهت للبحث عن أجر إضافي آخر غير المصروف الشهري من وظيفتها الأساسية فانخرطت في مجال التجارة لتغطية نفقاتها ونفقات أسرتها وتوفير فائض مالي للادخار تحسبا لأية حالة طارئة.
وأشارت اليعقوبية إلى أهمية الاكتفاء بشراء الاحتياجات الأساسية والابتعاد عن شراء الأشياء غير الضرورية كأجهزة الألعاب الإلكترونية وإكسسوارات الهواتف والإنفاق على منتجات التجميل بشكل مبالغ فيه.
كما ترى أن الذهاب إلى العيادات والمراكز التجميلية بشكل شبه يومي ليس ذا أهمية قصوى. وقالت إنه من الضروري مراقبة ومتابعة تفاوت الأسعار أثناء التسوق الإلكتروني في مواقع التواصل الاجتماعي فقد تعرض بعض حسابات تلك المواقع المنتج بسعر مرتفع في حين يمكن الحصول على المنتج ذاته من مواقع أخرى بسعر أقل.
كما أشارت إلى أهمية استغلال العروض والتخفيضات، والابتعاد قدر الإمكان عن تقليد الآخرين من الأصدقاء.