الجزائر، في 25 يناير/ العمانية / صدر للكاتب الجزائري بشير ضيف الله، كتاب بعنوان
“الحساسية الشعرية العربية الجديدة.. من قصيدة النثر والهايكو إلى الشعرية الرقمية” في
طبعة مشتركة بين دار ضمّة بالجزائر ودار خطوط وظلال في الأردن.
ويوضح المؤلف أنّ كتابه المختصّ في نقد الشعر يحتفي بتجارب راهنة، وأسماء “تصنع
الاستثناء” إلى غاية نهاية العشرية الثانية من الألفية الثالثة، على امتداد الوطن العربي.
وممّا جاء في مقدمة هذا الكتاب: “ترتفع الأصوات هنا وهناك، حافرةً في أسئلة الوجود
الشّعري، ورهاناته، وجدواه عبر تحوُّلات جديدة وإكراهات واقعية فرضتها جملة من
المعطيات، أبرزُها النزوح الشّعري نحو الرواية كملمح عربيٍّ جديد له تداعياته على
الشّعر”.
ويتساءل المؤلف: “هل المارد الشعري في أزمة فعلية الآن؟” قبل أن يجيب بقوله إنّ هذا
المارد صنع الحدث بدءا من أنصاف القرن الماضي، ونصّبَ حوله ثورات “نقاشاتية”
بفعل الجديد اللافت، في كلّ مرة، من الثورة على أوزان الفراهيدي وعمود الشعر إلى
الثورة على المتن والبنية والرؤية والشكل، فظهرت أصواتٌ وتداعت أخرى في ما يُشبه
“جنون” الشّعر العظيم، حيثُ انتفضت قصيدة النّثر، وشقّتْ عصا الطّاعة، مُعلنةً عصر “
إيقاع الجملة”، إلى حين، مستفيدة من بروز هذا الشكل الشعريّ في أوروبا.
ويتابع المؤلف: “ثمّ ظهرت قصيدة الهايكو كعلامة على هذا التحوُّل بفعل انفتاح الشاعر
العربيّ على التجربة الشعرية اليابانية، غير أنّ هذا المجد النّثري/ الهايكوي، لم يكن
بمنأى عن تأثيرات العولمة والمدّ الرقمي المخلخل للقيم والمحمولات الإبداعية، فلم يعد
الشّعرُ علامة مقيّدة، وإنّما بسطَ نفوذه الرّقمي مبشّرا بالقصيدة الرقميّة الجديدة بكلّ
أشكالها، بعيدا عن التقسيمات المدرسية وقريبا ممّا تتيحه تقنيات الصورة وفضاءات
التواصل الاجتماعي من حرية”.
ويرى المؤلف أنّ هذا الخطاب الشّعري الذي ما يزال جديدا على المتلقّي العربي، يتوجّه،
شيئا فشيئا نحو الانتشار بفعل “المارد الرقمي” وقدرته اللامحدودة على الاستقطاب
الجماهيري، خصوصا مع العشرية الثانية وبداية العشرية الثالثة من الألفية الجديدة.
يُذكر أنّ بشير ضيف الله أكاديميٌّ وشاعر وكاتب، يعمل أستاذا للُّغة والأدب العربي، وهو
عضو في المجلس الوطني لجمعية الجاحظية الوطنية، وعضو عامل سابق في اتحاد
الكتاب الجزائريين. نال عددا من الجوائز، من بينها جائزة “كتارا” في فئة الدراسات
والبحوث (2017).
/العمانية/178