الجزائر، في 25 يناير/ العمانية / صدر عن دار كنوز للإنتاج والنشر والتوزيع، كتابٌ
بعنوان “دراسات في تحليل الخطاب السردي” يقدم فيه مؤلفه د.مبروك كواري مقاربة
تاريخية سوسيولوجية تناصيّة لمقوّمات الخطاب السردي.
ويتطرّق المؤلف لهذا الموضوع عبر عدد من المقاربات هي: الزمان والسرد، والمكان
والسرد، والتاريخ والسرد، والرواية الحوارية والسرد، وسيمياء الشخصيات، وتجربة
الكتابة السردية وسلطة الذات، والكتابة ووعي الذات.
ويؤكد المؤلف أنّ النقد حاول الاشتغال على النصوص الإبداعية، محاولا فهم الظاهرة
الأدبية بالوقوف على الأجناس الخطابية في صيرورتها عبر المراحل التاريخية التي
وضعت قواعد وشروطا لفهم الخطاب الأدبي.
ويضيف أن النقد الأدبي تدرّج في تعامله مع الخطاب من خلال تطوُّر المعرفة، فعكف في
مرحلة تاريخية على البحث في المؤلف من خلال نصّه، وكانت للنقد صولات وجولات
تميّز المبدعين، فـ”تُسفّه من تشاء، وتُكرّم من تشاء”، ثم رحل النقد من هذه المحطة
لإدراكه أنّ ما يشتغل عليه وما وصل إليه من نتائج لا يفي بالغرض، فصوّب نحو النصّ
وحاول تفكيك بنياته للوقوف على أبعاده الجمالية والفنيّة متجاوزا عملية تشكيله.
ويضيف المؤلف أن النقّاد تبيّن لهم بعد ذلك أنّ النقد مجال خصب، لا يمكن حصره في
النص دون الرجوع إلى سياقاته التي أفرزته وتحتضنه، فرحل النقد مرة ثانية واتّجه
صوب القارئ، وكان فتحا عظيما يوم أُعلن موت المؤلف وبدأ عهد القارئ. ولكن هذا لم
يدم طويلا، إذ قوّضته ما بعد الحداثة، ولكن بالرجوع إلى المؤلف والظروف التي ساهمت
في ظهوره ورواجه أيضا.
ومن هنا يطرح المؤلف سؤالا حول التحولات التي حدثت للتفكير النقدي المعاصر،
مُحاولا تقديم الإجابة من خلال استعراض نماذج وأمثلة روائية ليضع القارئ في خفايا
الخطاب السردي، الذي يولَد من رحم الثقافة ليُشيّد في فضائها نوعا من المعارضة أو
الموازاة أو المماثلة التعبيرية لبنيةٍ أو نظام أو تركيب. ومن خلال هذه الخاصيّة التعبيرية
يُشكّل النص بحسب المؤلف “طريقا تعبره الرسالة الأدبية من الباثّ إلى المتلقّي، حيث
يصبح النصُّ عملا فنيًّا بمعالمه الأدبيّة”.
/العمانية / 178