الجمعة, ديسمبر 5, 2025
  • Login
عاشق عُمان
  • أخبار
    • الطقس
    • Oman News
  • مقالات
  • وظائف وتدريب
  • ثقافة وأدب
    • شعر
    • خواطر
    • قصص وروايات
    • مجلس الخليلي للشعر
  • تلفزيون
    • بث أرضي للقناة الرياضية
  • لا للشائعات
  • المنتديات
No Result
View All Result
عاشق عُمان
No Result
View All Result




Home مقالات يعقوب بن راشد السعدي

المذبوح

1 فبراير، 2021
in يعقوب بن راشد السعدي, قصص وروايات
المذبوح

مثل كل الليالي المقمرة الجميلة في فصل الصيف عندما يتغدر الهواء عذوق النخيل فيهزها وكأنه خاب يقضم الشماريخ ليقيض عليها قبل أوانها ، يتمدد سليمان على فراشة في فناء المنزل ، ملتصقة مخدته بدهريز البيت الطيني ، لم ينم سليمان مثل كل ليلة ، فقد مر عليه أسبوع يرى في منامه إنه يسحب ويُجر جراً حتى قرب باب الفناء الخارجي ويترك عند اول رفصة بالباب ، علما إن الأشخاص الذين يراهم في المنام يعرفهم جيدا وخاصة المرأة التي معهم ، سليمان مدرك إنه لم يكن حلما ولا هي رؤية بل حقيقة يعيشها كل ليلة من ليالي القيض ، كل صباح عند الإستفتاح بفردة سح وفنجان القهوة يحكي لأبيه وأمه وأخوته ما يحصل له في كل ليلة ، لكنهم كانوا يسخرون منه كثيرا حتى أطلق عليه أحدى أخوته بالفزعان .

كثيرا ما يفكر سليمان في أمر ما يحدث له بالليل وهو يجلس تحت يوس اللمباه ،
فتتساقط اللمباه هنا وهناك ، لكن سليمان لا يسمع كل ما يحدث حوله إطلاقا ، التفكير أخذ منه مأخذه وبلغ ذروته ، فقد كان قدوم الليل بالنسبة له جحيم يساق إليه وهو مكبل على غير إرادته ، غط سليمان في سبات عميق وهو ما يزال متكأً على جذع اللمباه ، مر البيدار وهو يتبعُ الفلج على سليمان وألقى عليه السلام ، فتضح له بأن سليمان يغط في نوم عميق حتى الزرار يسيل من فمه من شدة الإرهاق ، مسكين سليمان لم يصدقه أحدا إطلاقا ولا يستطيع أن يبرهن لهم صدق ما يراه بأنه حقيقة وليس حلم ، قضى نائما حتى بعد الظهر ثم أستيقظ على صوت أبيه وهو يوبخه ويعنفه عن سبب تأخره وعدم حضوره على صينية الغداء ، نهض المسكين متثاقل وكأن جبل نُسفَ على رأسه ، غمس يديه في الفلج وأنضح غرفة ماء بيده على وجهه الشاحب وخده المتصدع ذا الخطوط المتعرجة بسبب ملامسته جذع اللمباه ، مشى خلف أبيه على ساقية الفلج وما زال أبيه رافعا صوته يُقرع به سليمان ، رغم كل شيء إلا إن سليمان في عالما أخر .

بدأ الليل ينشر ظلامه يحارب نور القمر بقوته ليسيطر بظلامه الدامس على كل شيء ، كما بدأت الحشرات في الخروج وإزعاج القائضين ، حلت الطيور ترفرف بأجنحتها وتصدح بأصواتها العذبة على أغصان الأشجار والنخيل ، سنفونية جميلة تعزفها الكائنات في القيض تتلقفها أذان القائضين في متعه جميلة تجعل النفس تخلد إلى الراحة وتسترسل في خيال جميل ، إلا سليمان المسكين وكأنه ينتظر الموت يأتي مع الظلام ، لم يكن مثل غيره يستمع إلى شيء مطلقا ، بل كانت عيناه تُرف في كل زاوية من زوايا الفناء في إنتظار زواره كل ليلة ، أحضرت أم سليمان العشاء وقدمته على السمه فوق الحصير المقلود من الخشت والمزركش بصبغة النيلة وبعض الميمجا ، كان العشاء عبارة عن خبز رخال مدهون بسمن بقر ومله من اللبن الرائب ، أخذ الجميع يغمص قضمة الخبز في وعاء المله إلا سليمان ، فكان يمد يديه إلى المله ولا يرفعها وتظل قضمة خبزته بالمله ، لمح أبيه ذلك وحدثه بصوت هادئ وطلب منه أن ينام هذه الليلة بالقرب منه كما كان من قبل عندما كان سنة تسع سنوات ، ضحك أخوته وأمه لكن أبيه زجرهم جميعا وربت على كتفه ، هدئ سليمان وراح يأكل لكن ببطئ شديد .

نادى الأب على سليمان وفرش فراشه بينه وبين أمه على أن ينام وسطهم هما الأثنين ، سليمان استحى من فعل أبيه كثيرا ، وأصابه الخزي وصغر في نظر نفسه ، قرر سليمان الإنسحاب وأن يبات مثل العادة بعيدا عن أبيه وأمه في الفناء مع أخوته ، وما إن راح الجميع في سبات عميق حتى حضروا الرجال والمرأة يتشاورون في أمره ، فقالت المرأة لأحد الرجال نذبحه ، لكن الجميع خالفوها وقالوا لها نفضل أن نكده ونشتغل عليه حتى يموت .. نجعله بناءاً أو حطاب أو زراع ، لكن المرأة أصرت على ذبحة ، وأفق الجميع على طلبها وأشترطوا عليها أن تقوم بالمهمة ، سليمان المسكين يراهم أمامه وهم يقفون فوق رأسه ويسمع كل حديثهم لكنه عاجز عن الحراك أو النطق ، أخذو يجروه وفراشة حتى أخرجوه من البيت وساروا به بالقرب من احد الجبال .

طرقات متسارعة على باب أبا سليمان تُقض الحارة بأسرها ، وحين أستيقظ الجميع على سرعة الطرقات وصوت الطارق الذي كان ينادي بأعلى صوته أبو سليمان .. ياأبو سليمان ، أسيقظ كل من بالبيت وهب الجميع نحو الباب فكان الطارق يلهث من شدة التعب ، أخذ يتجرع رمقه وهو يقول لقد شاهدت جماعة معهم امرأة يجرون أبنك سليمان على فراشة نحو الجبل ، وما إن إلتفت أبا سليمان وعائلته إلى مكان نوم سليمان لم يروا أحد ولا حتى الفراش ، تلك اللحظة علم الجميع بأن سليمان كان محق فيما كان يراه ، لكن بعد ماذا بعد فوات الأوان .

كان وما زال في أحدى الولايات صديق حميم لأبا سليمان يدعى بخيت بن جعبوب يلقب بالمدفع ، أخذ أبو سليمان يصرخ بأعلى صوته في البيت والجميع مستغرب وهو يقول .. غيثني يالمدفع غيثني يالمدفع .. ولدي سليمان شلوه السحرة ، بينما كانت المرأة تمسك بالسكين وتضعها على رقبة سليمان وتذبح بدأ الدم يسيل ، سليمان لا يستطيع أن يتحرك بسبب السحر الملقى عليه ، إذا بالسكين تختلف في وجهتها الحادة إلى غير ذلك ، دون أن تنتبه لها الساحرة ومن معها ، ثم ظهر المدفع أمامهم ورما بهم في الوادي القريب من الجبل وأخذ سليمان في لمحة بصر إلى البيت وألقى به في حجر أبيه ، ثم أختفى ليرجع للسحرة ويتصارع معهم ، كان المدفع قويا لكنه لوحده ، فطال وقت الصراع وأخذ الغبار يتطاير في تلك الليل المقمرة بالوادي حتى غطى الجميع فلم يعد أحدا يرى الأخر ، لكن المدفع كان يصارع اربعة سحرة ، هنا ضربت العجوز بمخلبها الطويل عين المدفع ففقعتها ، ثم أختفوا من المكان ، رجع المدفع إلى بيته وهو مفقوع العين ، لم يكن أبا سليمان بعد يعلم ما حل بصاحبة المدفع ، أخذ أبنه سليمان على حمار وتحرك به مسرعاً وهو ينزف قد يموت بأي لحظة إلى الدكتور توماس في مستشفى الرحمة بمطرح ، وتمت خياطة ومعالجة رقبة سليمان ، وهكذا عاش سليمان في البلد يلقب بالمذبوح ، والتصقت تلك الكنية به بسبب الجرح العميق برقبته من اثر ذبح الساحرة له ، كما تأثرت حباله الصوتية اثناء النطق ، فأصبح صوته متحشرج ، لكنه عاش وكبر وتزوج وأنجب دون أن يتعرض له أحدا بعد ذلك ، وعندما أرسل أبا سليمان للمدفع خط قبل عرس سليمان بأربعة أشهر
وحضر المدفع ، عرف حينها أبا سليمان بأن المدفع ضحى بعينه من أجل أبنه سليمان .

قصة قصيرة للكاتب / يعقوب بن راشد بن سالم السعدي

Share200Tweet125
  • About
  • Advertise
  • Privacy & Policy
  • Contact
Whatsapp : +96899060010

Welcome Back!

Login to your account below

Forgotten Password?

Retrieve your password

Please enter your username or email address to reset your password.

Log In

You cannot copy content of this page

No Result
View All Result
  • أخبار
    • الطقس
    • Oman News
  • مقالات
  • وظائف وتدريب
  • ثقافة وأدب
    • شعر
    • خواطر
    • قصص وروايات
    • مجلس الخليلي للشعر
  • تلفزيون
    • بث أرضي للقناة الرياضية
  • لا للشائعات
  • المنتديات

Copyright © 2024