المرسوم السلطاني رقم (6/ 2021) الذي صدر بموجبه النظام الأساسي للدولة، ذكر في المادة 59 أنَّ مسؤولية الوزراء تضامنية أمام السُّلطان عن أداء الحكومة بشكل عام، ومسؤولية فردية فيما يخص أعمال ومهام وزارته.. فماذا تعني كلمة مسؤولية تضامنية؟
كلمة تضامنية كلمة في مظهرها صغير، لكن مضمونها واسع، وهذه المقالة محاولة لفهم معناها وأثرها إذا تمَّ العمل بمبدأ المسؤولية التضامنية في مجلس الوزراء الموقر.
يُعتبر مجلس الوزراء هو أعلى جهة تنفيذية في السلطنة، ومناط إليه رسم السياسات العامة والأعمال الإشرافية والتنفيذية اليومية، ودوره جوهري في مراقبة مدى تنفيذ الخطط المرسومة إضافة إلى الدور التشريعي والرقابي لمجلس الشورى.
وعودة لكلمة “مسؤولية تضامنية”، فإنَّ الشائع أن كل جهة حكومية تعمل بمعزل عن الأخرى، وكل جهة حكومية تقاوم أي تغيير أو سحب صلاحياتها ومسؤولياتها، وهناك فهم مشوه لدى بعض المسؤولين أنه كلما احتفظ بمسؤوليات كبرى، كان تأثيره أكبر وشأنه أعظم في المجتمع وعيون النَّاس، لذلك عانت البلاد في كثير من الأحيان تركيز بعض المسؤولين الحكوميين في التركيز على المسؤولية الفردية وإهمال المسؤولية التضامنية والجماعية.
عليه، فقد حان وقت التركيز على المسؤولية التضامنية والجماعية لمجلس الوزراء أمام سلطان البلاد، وحان رصد كل المواضيع والإشكاليات المتشابكة والمتداخلة بين جهة وأخرى وحلحلتها في أسرع وقت مُمكن من أجل الوطن والمواطن، فقد فقدت عُمان وأهلها كثيراً من الفرص الثمينة بسبب هذا التشابك والتداخل وزاد من البيروقراطية بيروقراطية إضافية.
المسؤولية التضامنية الجماعية تعني أن ينظر جميع أعضاء مجلس الوزراء إلى المصلحة العليا لعُمان، والعمل كفريق عمل لديه عين شمولية يزيل كل العراقيل ويحولها إلى ممكنات وفرص يستفيد منها الجميع من مواطن ومقيم وزائر، فريق عمل صلب وموحد ومنصهر فيما بينه، يتحدث نفس اللغة، ويفكر بنفس العقلية التكاملية المنفتحة التي تضمن التقدم والتطور لعُمان اليوم وغدا وبعد غدٍ، لهذا الجيل والأجيال التي تعقبه بعيدًا عن المصالح الخاصة والمجاملات البينية.
المسؤولية التضامنية لكل أعضاء مجلس الوزراء تعني أن كل وزير له مسؤولية جزئية من أي قرار صادر، ولا يعفى من المسؤولية الأخلاقية والتاريخية، بغض النظر عن نتائج القرارات الإيجابية أو السلبية، عليه، فإنَّ استيعاب هذه المسؤولية، وتطبيق معنى الكلمة حرفياً وعلى أكمل وجه بصدق وأمانة، سيجلب كثيرا من الفرص الضائعة، وسوف يُقلل من الأخطاء المجتمعية المؤلمة، وسيفتح آفاقاً رحبة واسعة، ويضمن نهضة متجددة شابة عصرية مواكبة وقادرة على تنفيذ رؤية “عمان 2040″، ومتأقلمة مع المتغيرات المتسارعة محلياً وعالمياً.
خلفان الطوقي