استطاعت المرأة العمانية أن تحقق حضورا ونجاحات بارزة في قطاعات التكنولوجيا والهندسة والرياضيات وغيرها من مجالات العلوم، وخلال هذا العام كان للمرأة دور بارز في مشاركتها باليوم الدولي للمرأة والفتاة في ميدان العلوم 2022 وجاء تحت شعار “الماء يوحدنا” مركزا على اسهامات المرأة في المجالات العلمية والعملية.
ووصفت أيام بنت كاظم الفارسية رئيسة قسم العلوم الاجتماعية والإنسانية باللجنة الوطنية العمانية للتربية والثقافة والعلوم أن تخصيص اليوم الدولي يؤكد أن النساء لا تقتصر استفادتهن على العلم والعلوم فقط وإنما على عوامل التغيير في ضوء تسريع التقدم نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وأكدت الفارسية إهتمام المرأة بإبراز إنجازاتها وابتكاراتها وابداعاتها في مجال العلوم وتمكينها من إظهار صوتها للعالم وإبراز ابتكاراتها في جميع المجالات العلمية وتكريمها في المحافل الوطنية والدولية، مشيرة إلى إن دعم وتشجيع الفتيات والنساء خصوصا في سلطنة عمان بدأ منذ اهتمام السلطان الراحل طيب الله ثراه للفتاة منذ نعومة اظافرها، من مراحلها الابتدائية وحثها على التعليم بالمساواة مع الرجل حتى نهاية مراحلها الجامعية، وجاء صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق -حفظه الله ورعاه، لاستكمال مواصلة هذا الدعم للمرأة والفتاة في ميادين العلوم المختلفة وسلطنة عمان ماضية في خططها الاستراتيجية من خلال رؤية عمان 2040 التي تسعى إلى تهيئة البيئة العلمية والعملية الملائمة للتمكين والتميز العلمي، وخلق بيئة محفزة تمكن المرأة العمانية من المشاركة الفعالة وتوفير المزيد من الفرص المناسبة للفتيات رائدات الغد في مجالات العلوم والابتكار وضمان المكانة اللائقة لهن في المجالات البحثية والعلمية والتحليق بهن من المحلية الى العالمية بإبداعاتهم وتفردهن في كافة المجالات.
ودعت الفارسية جميع النساء والفتيات العمانيات إلى التزود بالعلم والمعرفة والسعي الحثيث للإسهام في البحث العلمي والإبتكار والتكنولوجيا والذكاء الإصطناعي، وتعزيز حضورهن على الصعيدين المحلي والعالمي، فضلا عن إلهام الأجيال المقبلة من الفتيات للمشاركة بفاعلية في بناء هذا الوطن المعطاء.
ابتكارات علمية
ومن الابتكارات العلمية التي حققت النجاح في مجال المياه، بحث للدكتورة المهندسة بثينة بنت محفوظ الوهيبية، رئيسة قسم الأبحاث والتطوير في الشركة العمانية لخدمات المياه والصرف الصحي بعنوان “التحسين التشغيلي لأداء الأراضي الرطبة ذات التدفق العمودي للمعالجة المستدامة بيئيا واقتصاديا لمياه الصرف الصحي”، وقالت الوهيبية ما يميز مشروعي أنه بحث تكاملي أكاديمي وتطبيقي يقترح حلولا عملية لتحديات القطاع الصناعي. وما يميز هذا المشروع هو استخدام الخامات من البيئة العمانية مثل شجر القصب الذي يتميز بالصلابة والقدرة على تحمل الحرارة وكذلك الامتصاص الفعال للملوثات، حيث قمنا بإستخدام طبقات من الحصى والرمل والطين وذلك لعمل الفلترة والترشيح الطبيعي.
وأشارت إلى أن الفوز والتتويج بالجائزة الوطنية له مشاعر ممزوجة من السعادة والفخر بالانجاز الوطني وخصوصا انه اتى من الجهة الاولى الحاضنة للبحث العلمي والابتكار في سلطنة عمان ، فمما لا شك فيه ان هذه الجائزة وسام له قيمة مضافه في مساري العلمي والعملي. وكذلك هو تشجيع وتحفيز ليذل المزيد من الجهد والعطاء لإثراء القطاع البحثي وتمكينه فالسلطنة.
ونالت فاطمة بنت فهم المقبالية خريجة من كلية عمان البحرية الدولية -قسم هندسة العمليات التحويلية ، عن مشروع (كسر جدار التحلية المكلفة بدمج خلية تحلية ميكروبية مع محطة التناضح العكسي)، والحاصل على المركز الأول على المستوى الوطني في مسابقة مختبر الجدران المتساقطة، أشارت بقولها “أنا سعيدة لكوني جزء من هذا اليوم العالمي والذي يشمل مجموعه من الفتيات المبدعات ومحظوظه لحصولي على الفرصه للتعرف على المبتكرات والباحثات وتبادل الابداعات العلميه التي تدعم المبتكرين والفئه المنتجة لتحسين التكنولوجيا والاخذ بأفكار الشباب التي تهدف الى تطوير المجتمع، أنا على استعداد لتوسيع نطاق التكنولوجيا إذا تلقيت الدعم.
موضحة عن مشروعها هو حل التحلية المكلفة التي تقوم بها شركات تحلية المياة و مياه الصرف الصحي، من خلال دمج خلية ميكروبية قمت بابتكارها كمرحلة معالجة مسبقه لمحطه التناضح العكسي والهدف منها تقليل حمل التناضح وتقليل الطاقه المستهلكه الى ٨٠٪ وايضا تقليل نسبه المياه المالحة التي تنتجها محطة التناضح العكسي التي يتم تصريفها في المحيط وتفرض مشكلة بيئية على الكائنات الحية.
عمل متواصل
قدمت الطالبات منار بنت خالد السيابية،و بيان بنت سعود الحبسية ومريم بنت بدر القاسمية من مدرسة أم هانئ للتعليم الأساسي، بحث بعنوان ” أثر الري بمياه كبريتية على التربة والغطاء الأرضي وتكيف الكائنات الحية”، الحاصل على المركز الأول عالميًا في برنامج GLOBE البيئي العالمي، تطرقت السيابية بحديثها عن البحث الذي تم تقديمه عن أثر الري بمياه كبريتية على الخصائص الكيميائية و الفيزيائية للتربة والغطاء الأرضي وتكيف بعض الكائنات الحية وقد تم تقييم البحث بأربع نجوم وهي العلامة الكاملة وبذلك حصلنا على المركز الأول.
معربة عن تحديات التي واجهتهم في الذهاب إلى موقع البحث لساعات متواصلة والقيام بآداء البروتوكولات المطلوبة للماء والتربة والغطاء الأرضي والتي تحتاج إلى جهد كبير ودقة عالية. رغم كل هذا العناء مثل هذا الفوز دافع كبير للبذل والعطاء في مجال البحوث العلمية و الإبتكار مما ينمي مهاراتي وقدراتي في هذا الشأن وخدمة ورفعة بلدي على المستوى الدولي. وأتوجه بالشكر والثناء لله العلي القدير على نعمه التي لا تعد ولا تحصى وأشكر والديّ العزيزان ومعلمتي الفاضلة نوار بنت محمد الرواحية على دعمهم اللامحدود حتى وصلنا الى هذا النجاح.
نقطة تميز
وبمشاركة أخرى للطالبات فاطمة بنت سليمان السالمية و شهد بنت سيف الشرجية من مدرسة العين للنبات، عن ابتكار المعالجة الخضراء للمياه الملوثة بالعناصر الثقيلة بإستخدام نباتي الحلفا القصبي والظفرة العمانية” والحائز على المركز الخامس في فئة المبتكر الناشئ في جائزة البحوث والابتكارات في مجال المياه، وعبرت السالمية عن سعادتها بهذا التكريم بقولها “الفوز بهذه الجائزة تعتبر نقطة امتياز وفخر بالنسبة لي ولأهلي، رغم التحديات والصعوبات التي واجهتنا انا وزميلتي خلال مراحل الابتكار ،والاسعار المرتفعة للقيام بالتحاليل الذي نحتاجها للوصول والاطلاع للنتائج الاخيرة من الابتكار ، و صعوبة الحصول على النباتين من المنطقة المحيطة و ايضاً ارتباطي بالمدرسة خلال وقت البحث، وبمساندة واشراف من الأستاذة بدرية الخروصية تخطينا كل العقبات.