فرنسا تعتزم رفع القيود في أماكن العمل.. وماليزيا تفتح الحدود مطلع أبريل
تركيا تبدأ الاختبارات السريرية على لقاحها في أذربيجان
عواصم “وكالات”: لقي أكثر من ستة ملايين شخص حتفهم بكوفيد في العالم منذ تفشي الوباء، بحسب تعداد لوكالة فرانس برس امس الثلاثاء استنادا إلى مصادر رسمية. وأحصت فرانس برس 6,001,585 وفاة بالفيروس حتى الساعة 09:00 ت غ.
وتأتي هذه الحصيلة في وقت تستمر أعداد الإصابات والوفيات بالانخفاض في غالبية مناطق العالم، باستثناء آسيا حيث تواجه هونج كونج أسوأ تفش على الإطلاق، وأوقيانيا حيث سجلت نيوزيلندا ارتفاعا في أعداد الإصابات.
من جهتها، أفادت جامعة جونز هوبكنز الأمريكية، بأن حصيلة الإصابات المؤكدة بفيروس كورونا حول العالم ارتفعت إلى 447 مليونًا و881 ألفًا و420 حالة. وذكرت الجامعة، في أحدث إحصائية نشرتها، عبر موقعها الإلكتروني.
وانخفض معدل الوفيات اليومية على مستوى العالم في الأيام السبعة الماضية إلى 7170 وفاة، بتراجع بنسبة 18% خلال أسبوع، مواصلا نهجا بدأه منذ ذروة موجة إصابات بالمتحورة أوميكرون في منتصف فبراير رغم تخفيف العديد من الدول تدابير الحد من الفيروس.
سجلت الولايات 960,311 وفاة بفيروس كورونا المستجد، هي أعلى حصيلة في العالم تليها البرازيل (652,341) والهند (515,102).
وفيما يسعى جزء كبير من العالم للتعايش مع المرض لا تزال الصين ملتزمة القضاء عليه وطلبت من هونج كونج تطبيق سياسة “صفر كوفيد” على غرارها.
أطلقت هونج كونج خططا مثيرة للجدل تقضي بإجراء فحوص لجميع سكانها البالغ عددهم 7,4 مليون نسمة وبناء مخيمات عزل. وارتفع عدد الاصابات الأسبوعية في المدينة بمقدار الضعف خلال أسبوع مسجلا 290,987 حالة إصابة فيما ازدادت أعداد الوفيات بأكثر من ثلاث مرات مسجلة 1543 وفاة.
وتستند أرقام فرانس برس إلى أعداد الوفيات بكوفيد الصادرة عن سلطات الصحة الوطنية.
وتعتقد منظمة الصحة العالمية أن الأرقام الحقيقية ربما تكون أعلى بمرتين أو ثلاث مرات.
رفع القيود
وتعتزم فرنسا رفع القيود التي تفرضها في أماكن العمل، في إطار جهودها لمكافحة تفشي فيروس كورونا.
وقالت وزيرة العمل الفرنسية إليزابيث بورن، في باريس امس الثلاثاء،أنه بداية من يوم الاثنين المقبل، لن تكون هناك حاجة لاستخدام الكمامات أو الحفاظ على مسافة آمنة داخل أماكن العمل، وأيضا داخل مقاصف ومطاعم الشركات.
وفي الوقت نفسه، سيتم إلغاء مرسوم فيروس كورونا الخاص بأماكن العمل، والذي ظل ساريا لمدة حوالي عامين.
جدير بالذكر، أن الوضع المتعلق بفيروس كورونا في فرنسا، يتحسن بشكل واضح منذ عدة أسابيع. وقد بلغ مؤخرا معدل الإصابات خلال مدة السبعة أيام، أي عدد الإصابات الجديدة التي يتم تسجيلها في غضون الأسبوع بين كل 100 ألف نسمة، 538.
وسيتمكن الاشخاص في فرنسا اعتبارا من يوم الاثنين المقبل، من الذهاب مجددا إلى المطاعم ودور العرض والمتاحف وحضور المناسبات والفعاليات، والسفر لرحلات طويلة باستخدام القطارات، بدون أن يكون معهم دليل على حصولهم على اللقاح المضاد لفيروس كورونا، أو التعافي من الاصابة به، أو عمل اختبار سلبي مؤخرا.
فتح الحدود
من جهتها، أعلنت ماليزيا أنها تعتزم إعادة فتح حدود البلاد أمام السائحين الأجانب مطلع الشهر المقبل، بعد أكثر من عامين من إغلاقها في إطار مكافحة فيروس كورونا المستجد.
وقال رئيس الوزراء الماليزي إسماعيل صبري يعقوب، في كلمة ألقاها امس الثلاثاء، إنه سوف يتم السماح للسائحين الحاصلين على تطعيم كامل بدخول البلاد دون الخضوع للحجر الصحي.
وسوف يكون الشرط الأساسي للدخول تقديم نتيجة سلبية لاختبار “بي.سي.آر” قبل مغادرة البلد القادم منها السائح، ونتيجة سلبية أيضا لفحوص الأجسام المضادة بعد الوصول إلى ماليزيا.
واعتبارا من أول أبريل المقبل، سوف يتم إلغاء جميع قيود مكافحة كورونا، تقريبا، التي لا تزال سارية في ماليزيا.
وقال رئيس الحكومة إن شرط ارتداء الكمامة فقط هو الذي لن يتم إلغاؤه حاليا. وذكرت صحيفة ستار الماليزية أنه على الرغم من تسجيل ما يقرب من 30 ألف إصابة جديدة بكورونا يوميا بسبب المتحور أوميكرون شديد العدوى، فإن 99% من الحالات خفيفة أو بدون أعراض.
وحصل ما يقرب من 98% من سكان ماليزيا حتى الآن على جرعتي التطعيم.
وتحظى ماليزيا وعاصمتها كوالالمبور بشعبية كبيرة كوجهة لقضا العطلات بالنسبة للسائحين من أنحاء العالم.
اختبارات سريرية
وفي سياق اخر، أعلنت وزارة الصحة التركية امس أنها ستبدأ المرحلة الثالثة من الاختبارات السريرية للقاح المحلي “توركوفاك” المضاد لفيروس كورونا، في أذربيجان، وأضافت الوزارة في بيان: إن هذه الخطوة تأتي بالتعاون بين رئاسة المعاهد الصحية التركية وبين المركز الصحي في العاصمة الأذربيجانية باكو.
وأوضح البيان أن هذه الاختبارات السريرية تعد الأولى من نوعها خارج تركيا بالنسبة للقاح المحلي “توركوفاك”.
ومن المقرر أن يتوجه وفد تركي إلى باكو، لتوقيع بروتوكول التعاون بين الجانبين لإجراء الاختبارات السريرية، دون ذكر تفاصيل حول موعد بدء الاختبارات في أذربيجان. وأكد البيان على أن تركيا باتت إحدى الدول التسع التي تنتج لقاحها المضاد لكورونا حول العالم.
وفي 27 أغسطس 2021، بدأت جامعة “أرجييس” التركية بولاية قيصري وسط تركيا اختبارات المرحلة الثالثة للقاحها “توركوفاك” على المتطوعين.
تجدر الإشارة أن جامعة “أرجييس” طورت لقاح “توركوفاك” المحلي بالتعاون مع رئاسة المعاهد الصحية التركية التابعة لوزارة الصحة، فيما بدأ استخدام اللقاح في المشافي التركية.
*******
تقرير
دراسات علمية تؤكد تبعات كوفيد على الدماغ
رغم أن كوفيد مرض تنفسي بالدرجة الأولى، لكنه قادر أيضا على إصابة الدماغ… فقد أكدت دراسات حديثة ما كان يشتبه به علماء منذ بداية الجائحة قبل عامين بشأن وجود تبعات عصبية لكوفيد-19 حتى في أشكاله الطفيفة.
وخلصت دراسة حديثة نشرت نتائجها مجلة “نيتشر” إلى تسجيل “أثر ضار مرتبط بـSARS-Cov-2″، الفيروس الذي نشأ منه كوفيد، في أدمغة أشخاص بعد أشهر من إصابتهم.
ويرتدي هذا البحث أهمية لأنه يوفر أقوى دليل حتى الآن على أن كوفيد يمكن أن تكون له تبعات طويلة المدى على الدماغ، لا سيما “المادة الرمادية” التي تشمل الخلايا العصبية.
هذه الفكرة ليست بجديدة، إذ ورد ذكرها تقريبا في بداية الجائحة أوائل عام 2020، عندما لاحظ أطباء كثر اضطرابات عصبية لدى مرضى كوفيد.
مذاك، أجريت دراسات عدة في هذا الاتجاه. وقد أظهر بعضها أن نسبة الاضطرابات المعرفية كانت أعلى لدى الأشخاص الذين أصيبوا سابقا بكوفيد، فيما رصدت دراسات أخرى تشوهات في أدمغة المرضى.
مع ذلك، لا يمكن للفئة الأولى من الدراسات إثبات وجود آلية سببية مباشرة. أما الفئة الثانية من الدراسات فقد أجريت على عدد قليل من المرضى الذين يعانون بشكل عام أشكالا حادة من كوفيد. وفي بعض الحالات، شملت الدراسات حتى تشريحا لجثث مرضى متوفين.
غير أن نتائج الدراسة التي نُشرت نتائجها الاثنين أتت أكثر حسماً. فهي حللت عددا كبيرا نسبيا من الأشخاص (بالمئات)، وراقبت حالة دماغهم لرصد ما إذا كان تضرر جراء كوفيد أم لم يتاثر به.
وعندما أصيبوا بكوفيد، لم يُنقل معظم هؤلاء الأشخاص إلى المستشفى. لذلك، يعطي هذا البحث فكرة عن الآثار العصبية لمرض كوفيد بشكله الخفيف، وهو ما حصل لدى الغالبية العظمى من الناس.
أخيراً، في كل حالة جرى تحليلها، اعتمدت الدراسة معيارا مرجعيا يعود إلى ما قبل ظهور كوفيد. فقد خضع المرضى جميعاً لتصوير دماغي قبل سنوات، كجزء من عملية أجرتها منظمة Biobank التي تجمع بيانات صحية منذ سنوات في المملكة المتحدة.
دور مركزي للشم
وفي النتائج، شهد مرضى كوفيد السابقون عموما تقلصا في أدمغتهم. في المعدل، ينتج عن الإصابة بالفيروس بعد أشهر عدة، فقدانا أو تلفا بنسبة 0,2% إلى 2% لأنسجة المخ أكثر مما يُلاحظ عند الأشخاص الأصحاء.
وقالت الباحثة الرئيسية المساهمة في الدراسة غواناييل دوو في عرض تقديمي على موقعها على الإنترنت “للحصول على فكرة عن حجم هذه التأثيرات، يمكننا مقارنتها بما يحدث أثناء الشيخوخة الطبيعية: نعلم أن الأشخاص يفقدون ما بين 0,2% و0,3% من المادة الرمادية كل عام في المناطق المرتبطة بالذاكرة”.
لكن هل يثير ذلك الذعر من فيروس ينمو بشكل منهجي داخل الدماغ ويهاجم الخلايا العصبية بصورة نهائية؟ الجواب القطعي هو كلا، إذ إن الدراسة لا تجعل من الممكن استخلاص أي استنتاج، سواء على آليات هذه الإصابات الدماغية أو على طابعها النهائي.
وسجل الباحثون ملاحظة مهمة لكن يمكن تفسيرها بطرق عدة، فقد لاحظوا أن مناطق الدماغ الأكثر تضررا بعد الإصابة بكوفيد هي تلك المتعلقة بإدراك الروائح.
ومن المعلوم أن فقدان الشم هو أحد أكثر أعراض كوفيد شيوعاً. ويعود ذلك على الأرجح إلى أن العصب الشمي يتعرض لهجوم من الفيروس، أو يتأثر بالاستجابة المناعية للعدوى وفق دراسة حديثة.
ولذلك قدمت دوو فرضيات عدة: يمكن أن يصاب الدماغ بالتهاب، ينتقل على سبيل المثال عن طريق القناة الشمية، أو يسببه الفيروس نفسه أو عن طريق رد فعل الجسم تجاهه.
لكن من الممكن أيضا أخذ الأمور في الاتجاه المعاكس. ماذا لو كان فقدان حاسة الشم هو الذي أثر على الدماغ؟
وقالت دوو “نعلم أن الفقد الدائم للشم… يؤدي إلى انخفاض في المادة الرمادية في مناطق الدماغ المرتبطة بالشم”.
مع ذلك، فإن هذا التأثير قابل للعكس، فبحسب دوو “يمكننا أن نعتقد أنه مع عودة حاسة الشم، فإن هذه الاختلالات الدماغية ستصبح أقل وضوحا بمرور الوقت”.