ليست هذه المرة الأولى التي يتم فيها اختيار سلطنة عمان من بين أهم الوجهات السياحية في العالم، الأمر يتكرر كل عام، ومن جهات متخصصة عدة، ودائما ما يشار إلى عدة مبررات للاختيار بينها المقومات الطبيعية الساحرة، وكذلك الاستقرار والأمن.
وصنف أمس موقع «لونلي بلانيت» وهو أحد أكبر المراجع والأدلة في العالم للسفر سلطنة عمان باعتبارها الوجهة السابعة الأفضل في العالم للسفر إليها خلال العام الجاري. وبنى الموقع تفضيله على محورين اثنين هما: المقومات الطبيعية التي تتمتع بها سلطنة عمان، وكذلك التراث الثقافي الثري.
وفي سياق الحديث عن المقومات الطبيعية تحدث الموقع عن التنوع الذي يجده السائح في الصحاري والسلاسل الجبلية والسواحل والمدن النابضة بالحياة وكذلك تحدث عن المحميات الطبيعية، وعن التراث الثقافي المتمثل في الفنون وفي الموروث المعماري.
لكن هذا التقرير دون غيره من التقارير يكتسب أهمية كبرى بالنظر إلى التوقيت الذي أعلن فيه وكذلك بالنظر إلى المؤسسة التي صدر عنها والتي يعتبرها الكثير من السياح الأجانب بشكل خاص دليلا مهما لهم عند اختيار وجهاتهم السياحية. لكن موضوع التوقيت هو الأكثر أهمية حيث إن العالم يمر اليوم بتحولات كبرى، وأوروبا التي كانت مقصد السياح من كل الوجهات في العالم قد لا تكون كذلك هذا الصيف بالتحديد. فالحرب التي تدور رحاها في أوكرانيا الآن تهدد أوروبا كلها، وبدأت تداعياتها تتعقد كثيرا مع دخول النفط والغاز في الحرب، وكذلك التهديد باستخدام الأسلحة النووية، كل هذا من شأنه أن يغير وجهات السياح في العالم وخاصة الأوروبيين والأمريكيين إضافة إلى العرب الذين يقصدون أوروبا في الصيف.
هذا الأمر يحمّل قطاع السياحة في سلطنة عمان مسؤولية كبيرة، فالسائح الذي يقرر القدوم إلى سلطنة عمان لن يكتفي فقط بالمقومات الطبيعية رغم أهميتها، ولكنه يحتاج إلى المرافق الأساسية التي لابد أن تكون مصاحبة لكل صناعة سياحية. وهذا الأمر أشبع حديثا هنا في عُمان، واعتقد أن كل تأخير جديد يكلفنا الآن الكثير.
وقد أثبتت الكثير من التجارب الشبابية في بعض ولايات سلطنة عمان أن صناعة السياحة مربحة جدا، ومردودها من الداخل كبير قبل أن تفتح على الخارج.. ربما ولايات مثل نزوى والحمراء ونيابة بركة الموز قدمت نماذج تستحق الوقوف معها.
كل شيء يتغير الآن وعلينا أن نواكب هذا التغير وأن يثق المستثمر في الصناعة السياحية لأنها أحد أهم روافد اقتصاد المستقبل. وعلى وزارة التراث والسياحة أن تعمل بكل جهدها من أجل استكمال البنى الأساسية التي تحتاجها السياحة إضافة إلى التشريعات التي تحميها وتنظمها.